بياض علي مد البصر وسراب دجلة في "طقوس الإبداع" الأربعاء
يستضيف الإعلامي خالد منصور في حلقة الأربعاء من برنامجه، طقوس الإبداع، المذاع على قناة النيل الثقافية، الكاتب محمد عبد الرازق للحديث عن روايته "بياض على مد البصر"، والكاتب خالد عبد الجابر حول روايته "سراب دجلة".
بياض على مد البصر في طقوس الإبداع
تأتي الرواية ضمن أدب الجريمة، حيث يحاول “الراوي” كشف ملابسات انتحار طفلة في قرية من قرى الريف.
الرواية تتبع الحادث وتداعياته ويمكن عدها ضمن طيف واسع من الأعمال الإنسانية التي اتخذت الجريمة دافعًا لسرد حكايتها، متجاوزة التصنيف الضيق لأدب الجريمة الخفيف، حيث يحاول الراوي خلال الأحداث المتلاحقة التي تجري بين حادث موت الفتاة ودفنها، تفنيد مفهوم الفضيحة داخل المجتمعات الضيقة وسلطته المعنوية على أفرادها.
محمد عبد الرازق طبيب أسنان مصري. مهتم بالأدب والرواية العربية، يكتب القصة والمقال بانتظام، نشرت قصصه في عدة صحف ومواقع عربية مختلفة مثل أخبار الأدب، المصري اليوم، مجلة ميريت الثقافية، مجلة الثقافة الجدية، المنصة، إضاءات، أراجيك، الكتابة وغيرها.
رواية "سراب دجلة"في طقوس الإبداع
في روايته الثانية، يستعيد "خالد عبد الجابر" حقبةً شائكةً من رماد التاريخ المصريّ المعاصر، وهي حقبة تحيا أغلبُ تفاصيلها في ظلام التناقل الشفهي ويندُر إحياؤها في التدوين، سواء التوثيقي أم التخييلي.
وفى الأحداث يتبادل «صادق»، المسافر إلى بغداد، الرسائل مع أبيه "محمد محفوظ المصري" في ريف دلتا مصـر، لتتكشَّف سنواتُ جمرٍ، بين عامَيْ 1984 و1990 فى سبعُ سنواتٍ مفصليَّةٍ، هناك وهنا، تَعقبُ حلولَ سلامٍ مختَلفٍ عليه في مصـر، ونشوبَ حرب خليج أولى في العراق لن تلبث أن تمدَّ فتيلها لحربٍ ثانية.
لكن «سراب دجلة» لا تكتفي بحقبةٍ واحدة، حتى لو منحتها المركزيَّة، مثلما لن تكتفي ببنيَة «الرسالة» شكلًا فنيًّا لها، ستحضر هزيمة يونية 1967 وحرب أكتوبر 1973 وما تلاهما، مثلما سيحضر أُفُق ما بعد حرب الخليج الأولى، لترسم الروايةُ في كُليَّتِها خارطةً للفرد المُغترِب والمهمش بين نهرين، إذ يكاد دجلة يكون مرآةً يرى فيها النيلُ نفسه، والعكس.. في واقعٍ تُزهر حقولُه الألغامَ بقوة إزهار الثمار، ويفقد حاضره البوصلة، مشدودًا لكل ما يُحيل أحلامَ الغدِ إلى كوابيس لا يكفُّ رَحِم الماضي عن إطلاقها.
في الرواية يحضر تداخل الأصوات، والمحكيات الاسترجاعيَّة، لنجد أنفسنا أمام نصٍّ روائيٍّ مختلف على صعيد البِنيَة ومستويات اللُّغَة فما بين الماضي والحاضر تتبدل الرؤى وتتصاعد الأحداث في تلك السردية التي تروى مقاطع من التاريخ الإنساني.