"حدود النقد وطموح الإبداع".. سيد الوكيل يكشف لـ"الدستور" تفاصيل أحدث كتاباته
كشف الكاتب الناقد سيد الوكيل، عن تفاصيل أحدث إبداعاته، والصادر قبل أيام عن مجموعة بيت الحكمة، تحت عنوان “حدود النقد وطموح الإبداع”.
سيد الوكيل: الإبداع الأدبي بطبيعته طاقة متجددة
وقال في تصريحاته لـ"الدستور"، إن النقد الأكاديمي أدى لضيق أفق الابتكار وقلص مساحات التجريب، معقبا: مع بداية القرن العشرين تواترت نظريات الأدب، ودخلت في سياق تنافسي فيما بينها، ففي وقت التزمت فيه الشكلانية الروسية باللغة وأنساقها البلاغية، وبالأسلوب بوصفه بنية جمالية وشكلانية تؤكد الحضور الشعري في السرد، لم تهتم الشكلانية بموضوع النص، ومن ثم تجاهلت العلامات المضمرة فيه، بالرغم من أن هذه العلامات هي التي تشكل أفق النص، وتعطى القارئ الحق في أن يكون شريكًا في إنتاج النص. ومن ثم الوصول إلى دلالات ومعانٍ واسعة من خلال تلك العلامات. لكن (باختين) أدرك أن تلك العلامات قد تثير الجدل حول الشكلانية من خلال مبدأ التاويل، وهو مبدأ من حق القارئ أن يوظفه أثناء القراءة ليصل إلى معنى أكثر انفتاحا واتساعا، وظني أن رؤية باختين كانت صائبة، بدليل أنها تأكدت بعد سنوات عند كل من (هانز ياوس وأيزر) فيما يعرف بنظرية القارئ والاستجابة.
وأوضح “الوكيل” في حديثه لـ"الدستور": ما أعنيه أن النظرية الشكلانية تظل محدودة، وتضيق من أفق النص، لهذا كان من الطبيعي أن تظهر نظريات جديدة تستهدف إزاحة الشكلانية محدودة الأفق، لتمنح القارئ والمبدع أيضًا الحق في الوقوف على منعطفات ومسارات أكثر رحابة في النص الأدبي، فالإبداع الأدبي بطبيعته طاقة متجددة وليس مجرد وصفه تلتزم بكتالوج أو منهج أو بناء محدد تعيش عليه كما عاشت القصيدة العمودية مئات السنين، ونتيجة لأن الإبداع طاقة متجددة، فرض الإبداع على النظريات أن تجدد نفسها، فتواترت نظريات جديدة، من شكلانية إلى واقعية، ومنها إلى بنيوية، ثم ما بعد البنيوية، حتى ظهرت ما بعد الحداثة، والتفكيكية، وهما اتجاهان ظهرا فيما بعد ثورة الطلاب في فرنسا سنة 1968، ولو تأملنا المشهد النقدي في السنوات الأخيرة، سنلحظ أن مظاهر التفكك في النظرية، أفضى بها لتصبح اتجاهات جديدة وأكثر مرونة، وأقل هيمنة وسلطة على النص، من ذلك مثلا: الخطاب السردي، النقد الثقافي، والنحو النصي، والحجاج.