رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة اللاتينية تحتفل بإثنين من كبار قديسيها

الكنيسة اللاتينية
الكنيسة اللاتينية

تحتفل الكنيسة اللاتينية بذكرى القدّيسَين كورنيليوس وكبريانُس، الأسقف الشهيدَين، و انتُخبَ كورنيليوس أسقفاً على روما عام 251. قاوم الهراطقة (النوفاتيين)، وأعانه في ذلك قبريانوس، فثبت سلطته في روما. نفاه الامبراطور غالوس، وتوفي في المنفى عام 253. ثم نقل جثمانه الى مدافن كالِستُس في روما.

من هما؟

وولد كبريانس في قرطاجة في نحو 210 من اسرة أفريقية.. اهتدى الى الإيمان وسيم كاهنا ثم اسقفاً على المدينة عام 249. احسن ادارة كنيسته بأعماله وكتاباته في الظروف الصعبة التي مرت بها. نفي في عهد الامبراطور فالريانس، ثم استشهد عام 258 .

وبهذه المناسبة، ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: في قراءة الإنجيل، سمعنا الرّب يسوع يمتدح إيماننا المقرون بالتواضع. حين وعدَ الرّب يسوع قائد المئة بالذهاب إلى بيته ليشفيَ خادِمه، أجابه هذا: "إنّي لَسْتُ أَهْلاً أَنْ تَدْخُلَ تَحْتَ سَقْفي، لِذلِكَ لَمْ أَحسَبْ نَفْسي مُسْتَحِقًّا أَنْ آتِيَ إِلَيْك، لكِنْ قُلْ كَلِمَةً فَيُشْفَى فَتَاي". فبقوله لست أهلاً، أظهر ذاته أهلاً، لا ليدخل المسيحُ بيته فحسب، بل قلبه أيضًا.

فلو دخل يسوع بيته بدون أن يلِج قلبه، فإنّه لن يكون له الكثير من السعادة. في الواقع، إنّ يسوع المسيح، المعلّم في التواضع بمثاله وبكلامه، قد جلس إلى المائدة في بيت فرّيسيّ متكبّر، إسمه سمعان ورغم أنّه كان جالسًا إلى مائدته، غير أنّه لم يكن في قلبه: ففي بيت الفرّيسيّ ذاك، لم يكن "لابنِ الإِنسان ما يَضَعُ علَيهِ رَأسَه" أمّا هنا، فكان خلاف ذلك، إذ لم يدخل بيت قائد المئة، لكنّه ملك قلبه.

قائد المئة التقي

وامتدح المسيح إيمان قائد المئة المقرون بالتواضع. فحين قال: "لَسْتُ أَهْلاً أَنْ تَدْخُلَ تَحْتَ سَقْفي"، أجابه المسيح : "أَقولُ لَكُم: لَمْ أَجِدْ مِثْلَ هذَا الإِيْمَانِ حَتَّى في إِسْرائِيل"... لقد أتى الربّ إلى الشعب الإسرائيلي بحسب الجسد، لكي يبحث أوّلاً في هذا الشعب عن الخروف الضّال ونحن أيضًا، كبشرٍ، لا يُمكننا أبدًا تقييم إيمان البشر الآخرين. إنّ ذاك الذي يرى أعماق القلوب، والذي لا يُضلّه أحدٌ، شهِد عمّا كان قلب ذاك الرجل، سامعًا كلمته المليئة بالتواضع ومانحًا إيّاه بالمقابل كلمةً تشفي.