رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة البيزنطية تحتفل بذكرى الشهيد نيكيتاس

الكنيسة
الكنيسة

تحتفل الكنيسة البيزنطية بذكرى الشهيد نيكيتاس الذي عاش في بلاط الغوط عبر نهر الدانوب وبعد أن سفك دمه في سبيل المسيح نقل جثمانه الطاهر إلى مبسوسط في آسيا الصغرى، ثم إلى البندقية في ايطاليا.

وألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها إن المسيح جرّد الألم من الصفات التي تنفّر الإنسان منه وتخيفه يسوع هو أمهر طبيبٍ داوى أمراض وآلام البشرية وأرحم معزٍّ آسى النفوس المتألمة، فقد حوّل الألم العقيم إلى ألم خصيب ومعطاء. ان النعمة التي أفاضها المسيح بقوة آلامه وعذابه تدخل معها إلى قلب الإنسان نوراً يضيء حياته ويكشف له حقيقة القيم التي يعتنقها ومنها قيمة الألم.

وبهذه الرؤية الواضحة تتبدّل الآلام وتضحي تكفيراً عن الذنب وتستحق لنا الأجر والثواب إننا ننظر إلى آلام المسيح نفسه. لقد كانت فداء للعالمين، ومدخلاً إلى الفردوس وسبباً للخلود. عدا ذلك كان الوثنيون القدامى يحتقرون البؤساء ويكرهون العيش معهم ومساكنتهم؛ وكانوا ينظرون إليهم نظرتهم إلى أناس عاقبتهم السماء ولاحقتهم الأقدار. وكذلك كان تفكير اليهود: "مَن أخطأَ أهذا أم أبواه حتى وُلد أعمى." فجاء يسوع يصلح فساد هذه الاعتقادات فأعلى مكانة الألم ورفع قدر البؤس.

إن الكنيسة بنَت أجمل ما في المدن بيوتاً للبؤساء والتعساء والمتألمين ألم يطلعنا التاريخ عن سيدات ونبيلات عظيمَات، وعن ملوك تواضعوا فخدموا الفقراء والبؤساء والعجَّز. ان أولئك الملايين من الناس الذين انضووا تحت راية الفقر والهوان والآلام علَّموا البشرية أن المجد الأثيل للإنسان هو أن يتألم في صفوف قائد على رأسه اكليل شوك حاد، وعلى جسمه أرجوان عار، وقد صُلب على خشبة الصليب "وملعون كل من علِّقَ على خشبة." 

إن المسيح صيّر العذاب شهياً ولذيذاً يشعر الإنسان بنفور من الألم ويتهرّب منه ويرفضه؛ لكن كم من المسيحيين هفَّت قلوبهم إلى الألم وأسرعوا إليه بحميّة واقتبلوه بلذّة وإحساس وشعور روحي عظيم. هناك وقائع ذكرتها لنا حياة القديسين. وهي تثير الدهشة والعجب. وكم نرى في أيامنا الحاضرة من مسيحيين يقبلون العذاب بفرح ويرضون بالذل ويتحمّلون آلام التشرّد والنفي والاضطهاد والتعذيب المختلف الأنواع بصبر وفرح "أنا فائض بالفرح في جميع مضايقي.."

سبب هذه الصلابة أمام الألم هو إيمان الإنسان بمساعدة فاديه السخية والحقيقية. وسبب فرحه أن المسيح تألم مثله وجعل من الألم طريقاً إلى السماء.