تنافس رئاسى فى "الكومنولث".. مطالبات قوية بتعويضات تاريخية عن العبودية والاستعمار
دعا المرشحون الثلاثة للمنصب المقبل للأمين العام للكومنولث إلى تقديم تعويضات للدول التي تأثرت بالعبودية والاستعمار، خلال مناظرة جرت في لندن.
ومن المقرر إجراء انتخابات القيادة خلال اجتماع رؤساء حكومات الكومنولث الذي سيعقد في ساموا من 21 إلى 26 أكتوبر.
وفي إطار تقديمهم لبرامجهم، أعرب المرشحون من غامبيا وغانا وليسوتو عن دعمهم لتدابير مالية أو "عدالة تعويضية" لتحسين الأوضاع في الدول المتضررة، وقد عُقدت المناظرة في مؤسسة تشاثام هاوس، وهي مركز فكري مرموق، يوم الأربعاء.
المرشحون ينادون بتعويضات عن مآسي العبودية والاستعمار
وبحسب صحيفة الجارديان البريطانية، تزايدت الدعوات إلى تعويضات عن الأضرار الناجمة عن العبودية والاستعمار منذ مقتل جورج فلويد على يد الشرطة في عام 2020، والذي أدى إلى احتجاجات واسعة النطاق لحركة "حياة السود مهمة" حول العالم، ما دفع العديد من الحكومات والمؤسسات والأفراد إلى إعادة النظر في كيفية استفادتهم تاريخيًا من تجارة العبيد.
في العام الماضي، شكلت الدول الإفريقية والكاريبية تحالفًا للضغط على الدول السابقة التي كانت تمتلك عبيدًا لتقديم تعويضات عن "الجرائم الجماعية التاريخية".
وقالت شيرلي بوتشوي، وزيرة الخارجية الغانية: "التعويضات المالية أمر جيد، ولكن ما إذا كان للكومنولث دور في هذا الشأن يعتمد على قرارات رؤساء الحكومات، الذين سيعطون الأمين العام توجيهاتها".
من جانبه، أكد جوشوا سيتيفا، وزير التجارة السابق في ليسوتو، أنه سيشارك في النقاش حول التعويضات بشكل فعال.
وأضاف: "أدعم فكرة العدالة التعويضية، لدى الكومنولث تاريخ طويل في تسهيل النقاشات حول القضايا المعقدة".
وأشار سيتيفا إلى أن المنظمة قد تعاملت مع قضايا حساسة مثل العنصرية، وكان لها دور بارز في المساعدة في إنهاء حكم الأقلية البيضاء في زيمبابوي وجنوب إفريقيا.
من جهته، أكد مامادو تانجارا، وزير الخارجية الغامبي، دعمه الكامل للعدالة التعويضية، قائلًا: "يمكن للكومنولث استخدام قدرته على جمع الأطراف لتسهيل الحوار وتحقيق ذلك".
تجدر الإشارة إلى أن الكومنولث، الذي نشأ من بقايا الإمبراطورية البريطانية، يضم حاليًا 56 عضوًا، جميعهم باستثناء أربعة منهم مستعمرات بريطانية سابقة، ويبلغ عدد سكانه مجتمعين 2.7 مليار نسمة، الملك تشارلز هو الرئيس الشرفي للمنظمة، خلفًا لوالدته الملكة إليزابيث التي كانت من أبرز مؤيدي الكومنولث.
جميع المرشحين الثلاثة الذين يتنافسون على منصب الأمين العام رفضوا المزاعم بأن الكومنولث هو مجرد بقايا استعمارية، مؤكدين أن الدول قد اختارت بشكل مستقل أن تكون جزءًا من مجموعة يمكنها دفع قضايا مثل تغير المناخ وبطالة الشباب.