رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في ذكرى وفاته.. كيف صنع سيد درويش روائع بديع خيري ونجيب الريحاني في الغناء والمسرح؟

سيد درويش
سيد درويش

يحتفل اليوم محبو الفنان سيد درويش بذكرى وفاته 101  ويعد الموسيقار سيد درويش احد مجددي الموسيقى وباعث النهضة الموسيقية في مصر والوطن العربي حيث لقب بـ "فنان الشعب". 

رحلته من الإسكندرية للقاهرة

اشتهر اسم سيد درويش وذاعت أغانيه حتى وصلت إلى سمع رائد المسرح الغنائي سلامة حجازي الذي حرص على زيارته في الإسكندرية والاستماع إليه شخصيا في عام 1914، وأبدى إعجابه بأسلوب سيد درويش في التلحين وتنبأ له بمستقبل كبير ثم عرض عليه الانتقال إلى القاهرة للعمل معه، وفعلا ترك سيد درويش الإسكندرية واستمع جمهور القاهرة إليه لأول مرة مطربا بين الفصول المسرحية، لكن الجمهور الذي تعود على صوت سلامة حجازي كان استقباله فاترا للمطرب الجديد مما جعل الشيخ سلامة يخاطب الجمهور دفاعا عنه قائلا هذا الفنان هو عبقري المستقبل لكن الشيخ سيد يقرر أن ينهي المهمة ويعود إلى الإسكندرية مرة اخري في اليوم التالي.

وفي عام 1917 يعود سلامة حجازي إلى سيد درويش بعرض أقوى وطلب منه تلحين رواية كاملة لفرقة جورج أبيض هي فيروز شاه، وعنها انتبه الجمهور، وكذلك الفرق الأخرى إلى أن فنًّا جديدا قد أتى وأن الألحان أثمن من الرواية نفسها، وحرصت معظم الفرق على التعاون مع الموسيقار  سيد درويش لتلحين رواياتها ثم أصبح في سنوات معدودة الملحن الأول في مصر متفوقا بذلك على الملحنين المخضرمين مثل كامل الخلعي وداود حسني وغيرهم.

علاقة سيد درويش ببديع خيري ونجيب الريحاني 

 ارتبط اسم سيد درويش بفن ومسرح نجيب الريحانى وبديع خيري الذي كتب  أهم أغاني سيد درويش عن ثورة 1919 ومنها  "قوم يامصرى، ويابلح زغلول"، فقد كان بديع خيري صانع روائع فنان الشعب سيد درويش، الذى جسد كل معانى التعايش معبرا عن هذا الانصهار بين أبناء الشعب المصرى والشعوب التى انصهرت معه، فكتب الزجل والأغانى بلسان المصرى والسودانى والايجريجى "دنجى..دنجى"، "مخسوبكوا انداس"، وغنى بلسان الموظف والشيال والصعيدى والفلاح والجرسون الصحفى "شد الحزام على وسطك، ياحلاوة أم اسماعيل، هز الهلال ياسيد، الحلوة دى قامت تعجن، البحر بيضحك ليه، أه ده اللى صار"، 

ثم تعاون سيد درويش مع نجيب الريحاني ليكون ثالوث فني بينه وبين الريحاني وخيري قدموا من  خلاله أعمالها فنية خالدة، وضع سيد درويش ألحانا للأوبربتات التي بلغ عددها العشرين منها تلك التي لحنها لفرقة نجيب الريحاني وهي ولو وإش ورن وقولوا له وفشر ولحن لفرقة علي الكسار راحت عليك ولسه وأم أربعة وأربعين والبربري في الجيش والهلال وجزء من أوبريت الانتخابات ولحن لفرقة منيرة المهدية كلها يومين والفصل الأول من أوبريت كليوباترا

وصف «الريحاني»، موسيقار الشعب سيد درويش، والعلاقة بينهما، في تسجيل صوتي نادر، قائلا: «كان متأثرًا ببيئتة ونشأته في الإسكندرية، التي أثّرت في تكوينه الفني والثقافي، فكان أكبر ملحني مصر في بدايات القرن العشرين، وأبو المسرح الغنائي، ولحن عديد من الأوبريتات».

وتابع: «الله يرحمه كان روح حلوة على الأرض، كانت الحياة عليه حمل تقيل، وكان الموت مش بيغيب عن باله، حتى في مجال المرح والسرور، كانت الذكريات بينا فيها كل الوداد والإخلاص والتقدير، وفيها المشاحنات والخلاف والضحك والبكاء أيضًا

كنا على خلاف كبير وصل للخصام، وصديق لنا يدعى محمد، دعانا للصلح، فجلسنا نتعاتب، وفي ظل العتاب طفى النور، وظل يغني وسمعناه كأننا في عالم تاني، وولع النور بصيت في وشه لقيت دموع منه، فنزلت دموعي أنا كمان معرفش ليه، وقولت له الحق عليا متزعلش، مع إن هو كان عليه الحق، وخرجنا حبايب ومسافة نص ساعة تانية، شبكنا في خناقة جديدة لكن بحُب»، نجيب الريحاني متحدثًا عن مواقفه مع سيد درويش.

ووجه الريحاني لموسيقار الشعب رسالة معبرًا عن حبه له وصداقتهما القوية: «الله يرحمك يا سيد، كنت إنسان غير كل الناس، كنت بتنقلنا من عالم همدان إلى عالم كله نشاط وحيوية، كنت صاحب اللحن الرقيق، في الشوارع وإحنا ماشيين بقينا منسمعش غير الحلوة دي قامت تعجن في البدرية، وأنا بصوتي كان عاملي ألحان الناس تسمعني لدرجة إن أم كلثوم وعبد الوهاب، لو طلعوا ساعتها كنت هنافسهم، القوة والنشاط كانت في كلمات وألحان سيد درويش.