كيف احتفلت الإسماعيلية بعيد الفلاح.. رمز الصمود وسلم مصر نحو الاستقرار الاقتصادي
احتفلت محافظة الإسماعيلية اليوم، بعيد الفلاح الثاني والسبعين، بحضور اللواء أكرم محمد جلال محافظ الإسماعيلية، واللواء طارق محمود اليمني السكرتير العام المساعد للمحافظة، والمهندس سعد عامر وكيل وزارة الزراعة بالإسماعيلية، بالإضافة إلى عدد من نواب مجلسي النواب والشيوخ، ونقيب فلاحين الإسماعيلية محمد فيصل، رئيس الجمعية التعاونية الزراعية المركزية للائتمان الزراعي، إلى جانب لفيف من قيادات مديرية الزراعة ومزارعي الإسماعيلية.
معرض المنتجات الزراعية والخدمات
وفي بداية الاحتفالية، تفقد اللواء أكرم جلال معرض المنتجات الزراعية والخدمات التي تقدمها مديرية الزراعة والإدارات الزراعية المختلف، وشملت الجولة العروض المقدمة من الجمعيات التعاونية الزراعية، بالإضافة إلى البنك الزراعي المصري، والطب البيطري، وعدد من شركات الإنتاج الزراعي والحيواني التي تسعى إلى تقديم خدمات متميزة للمزارعين في الإسماعيلية.
وأعرب المحافظ اللواء جلال أبدى إعجابه بما رآه من منتجات وخدمات خلال جولته في المعرض، مشيرًا إلى أهمية هذا النوع من الفعاليات في تعزيز التعاون بين المزارعين والجهات المعنية، لرفع كفاءة الإنتاج الزراعي وتحقيق الأمن الغذائي.
الاحتفال بتكريم المزارعين المتميزين
بدأت فعاليات الاحتفالية الرسمية بتلاوة آيات من القرآن الكريم، أعقبها كلمة ألقاها اللواء أكرم جلال، حيث قدم تهانيه الحارة لفلاحي الإسماعيلية بمناسبة عيد الفلاح الثاني والسبعين. وأكد المحافظ أن هذه المناسبة تمثل فرصة لتكريم الجهود الكبيرة التي يبذلها الفلاح المصري في خدمة بلده، مشيرًا إلى أن الاحتفال بالفلاح لا يجب أن يقتصر على يوم واحد فقط، بل إن الفلاح المصري يستحق الاحتفاء به كل يوم، وذلك لدوره البارز في بناء الحضارة المصرية منذ آلاف السنين.
وخلال كلمته، شدد جلال على أهمية الزراعة باعتبارها العمود الفقري لأي اقتصاد وطني، مضيفًا أن الزراعة ليست فقط مصدرًا أساسيًا للغذاء، بل إنها تشكل أساس العديد من الصناعات القائمة على المنتجات الزراعية، مما يسهم في تعزيز القيمة المضافة وتحقيق الاستقرار الاقتصادي.
كما قام محافظ الإسماعيلية بتكريم عدد من المزارعين المتميزين على مستوى المحافظة، تقديرًا لجهودهم البارزة في تحقيق إنتاج زراعي متميز، وحثهم على مواصلة العمل والتميز، مشيرًا إلى أن محافظة الإسماعيلية تمتلك إمكانيات زراعية هائلة، حيث أن 50% من أراضيها صالحة للزراعة، وتنتج محاصيل زراعية متميزة تضاهي ما تنتجه أفضل المناطق الزراعية في العالم.
الزراعة كمحور لتحقيق الأمن الغذائي
في كلمته، أوضح اللواء جلال أن الزراعة تشكل ركيزة أساسية في تحقيق الأمن الغذائي، مشيرًا إلى أن الدول التي تمتلك قطاعات زراعية قوية قادرة على توفير احتياجات شعوبها من الغذاء، دون الاعتماد على الواردات. وأضاف أن هذا القطاع يلعب دورًا محوريًا في توفير فرص العمل، خاصة في المناطق الريفية، مما يسهم في تقليل معدلات البطالة، وتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
كما شدد على ضرورة دعم هذا القطاع من خلال تحسين البنية التحتية الزراعية، وتقديم التقنيات الحديثة التي تسهم في زيادة الإنتاجية، مشيرًا إلى أن الدولة المصرية تولي اهتمامًا كبيرًا بتطوير القطاع الزراعي، من خلال دعم الفلاحين وتقديم القروض الزراعية الميسرة، وتحسين أساليب الري والزراعة.
عيد الفلاح: تاريخ من النضال والإنجازات
تزامن احتفال اليوم بعيد الفلاح مع مرور 72 عامًا على إصدار قانون الإصلاح الزراعي في 1952، الذي كان نقطة تحول هامة في تاريخ الزراعة المصرية. فقد أسهم هذا القانون في إعادة توزيع الأراضي الزراعية على صغار الفلاحين، مما أتاح لهم تملك الأرض التي كانوا يزرعونها لعقود طويلة دون أن تكون لهم ملكية قانونية عليها.
وقد جاءت هذه الخطوة كتتويج لجهود الفلاح المصري الطويلة في الدفاع عن أرضه، ودوره الوطني في تأمين احتياجات البلاد من الغذاء. وقد لعب الفلاحون دورًا بارزًا في تحقيق الاستقرار الغذائي للبلاد، خاصة خلال الأوقات الصعبة التي مرت بها مصر.
التكريم والاحتفاء بالفلاح المصري
وفي سياق الاحتفال بعيد الفلاح، استذكر الحضور كلمات الزعيم أحمد عرابي الشهيرة أمام الخديو توفيق في 1881، والتي أكد فيها أن المصريين "وُلدوا أحرارًا"، مشيرين إلى أن الفلاح المصري كان ولا يزال رمزًا للصمود والنضال في وجه الظلم والاستبداد.
عيد الفلاح يُعد مناسبة للاحتفاء بتاريخ طويل من الكفاح الذي خاضه الفلاحون المصريون ضد الاحتلال والإقطاع، ودورهم المحوري في بناء الاقتصاد المصري والحفاظ على الأمن الغذائي للبلاد. ومع كل عيد فلاح، تتجدد الدعوة لدعم هذا القطاع الحيوي وتعزيز قدرات الفلاحين من خلال توفير التقنيات الحديثة، وتحسين أساليب الإنتاج الزراعي.
وفي ختام الاحتفالية، أعطى اللواء جلال شارة البدء لموسم حصاد القطن في الإسماعيلية، معلنًا عن بداية موسم جديد من العطاء والإنتاج الذي يعزز مكانة الفلاح المصري، ويؤكد دوره البارز في خدمة الاقتصاد الوطني وتحقيق الأمن الغذائي.
دعوة للاستمرار في العمل والإنتاج
من جانبه، دعا اللواء أكرم جلال كافة مزارعي الإسماعيلية لمواصلة العمل بجد واجتهاد، مشددًا على أن الدولة لن تتوانى عن دعمهم وتقديم كل ما يحتاجونه من تقنيات حديثة ومعدات لزيادة الإنتاج الزراعي، وتحقيق الاكتفاء الذاتي من المحاصيل الاستراتيجية.
وأكد أن محافظة الإسماعيلية قادرة على أن تكون نموذجًا يحتذى به في الإنتاج الزراعي، بفضل الجهود المتواصلة التي يبذلها مزارعوها، والتنسيق المستمر بين الجهات المعنية.