رضا فرحات: موقف نتنياهو السياسى مترنح.. وتصريحاته بشأن مصر استفزاز واضح
قال اللواء الدكتور رضا فرحات، نائب رئيس حزب المؤتمر وأستاذ العلوم السياسية، إن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول استمرار تواجد قوات الاحتلال على محور فيلادلفيا رغم الرفض المصري، استفزاز واضح لمصر والمجتمع الدولي بأسره كما أنه يعد انتهاكًا للاتفاقيات الدولية التي تسعى لضمان استقرار المنطقة.
وأكد نائب رئيس حزب المؤتمر، أن موقف نتنياهو السياسي مترنح ويسعى من خلال هذه التصريحات إلى تعزيز شعبيته الداخلية، خاصة في ظل الضغوط السياسية التي يواجهها داخل إسرائيل، لافتًا إلى أن مصر ستواصل دورها الفاعل في الدفاع عن الحقوق الفلسطينية وستظل منبرًا للسلام والاستقرار في المنطقة، مشددًا على أن المجتمع الدولي يجب أن يتحمل مسئولياته في هذه اللحظة الحرجة لضمان عدم تفاقم الأوضاع.
زيادة حدة الانتقادات الموجهة لإسرائيل
وأشار أستاذ العلوم السياسية، في تصريحات لـ"الدستور"، إلى أن هذه التصريحات ستؤدي إلى توتر في العلاقات الدولية، وستزيد من حدة الانتقادات الموجهة لإسرائيل من قبل بعض الدول التي ترى أنها تجاوز غير مقبول، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة الضغط على إسرائيل في المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة.
وتابع أن الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة وبريطانيا، مضطرة للتعامل مع هذه التصريحات بحذر شديد وقد تجد الولايات المتحدة، التي تعد الحليف الأكبر لإسرائيل نفسها في موقف صعب بين الاستمرار في دعم إسرائيل أو المحافظة على مصداقيتها في دعم حل الدولتين الذي تدعمه علنًا من جانبها، وبالنسبة لبريطانيا التي تتبنى موقفًا أكثر اتزانًا تجاه الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني، قد تعبر عن قلقها من هذه التصريحات، لكن قد تكون حذرة في اتخاذ خطوات عملية للحفاظ على علاقتها مع تل أبيب.
البدائل السياسية الممكنة لمصر لإنهاء النزاع
وفيما يخص البدائل السياسية الممكنة لمصر لإنهاء النزاع، أوضح "فرحات" أن القاهرة تمتلك عدة أدوات يمكن أن تستخدمها على الصعيدين الإقليمي والدولي، حيث يمكن أن تعزز من جهودها الدبلوماسية في المحافل الدولية، سواء في الأمم المتحدة أو من خلال تعاونها مع الاتحاد الأوروبي ودول أخرى، للضغط على إسرائيل من أجل التراجع عن هذه التصريحات كما يمكن لمصر أن تعمل على تدعيم علاقاتها مع الدول العربية والإسلامية، ما يشكل جبهة موحدة ضد السياسات الإسرائيلية العدوانية، بالإضافة إلى أنها يمكن أن تتبنى مبادرات سلام جديدة تستهدف إعادة إطلاق عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مع تأكيد ضرورة الالتزام بالمرجعيات الدولية وقرارات الأمم المتحدة كشرط أساسي لإنهاء النزاع.
وأوضح أستاذ العلوم السياسية أن العلاقات المصرية الإسرائيلية تتعرض لاختبار حقيقي في هذه المرحلة، فمصر التي تعتبر من أكبر الداعمين للقضية الفلسطينية، وتلعب دورًا محوريًا في الحفاظ على استقرار المنطقة، قد تجد نفسها مضطرة لاتخاذ موقف أكثر حزمًا تجاه إسرائيل، وهذا التصريح قد يؤدي إلى زيادة التوترات بين البلدين، وربما يتسبب في تجميد بعض جوانب التعاون الثنائي، خاصة في المجالات الأمنية.
تصريحات نتنياهو غير مقبولة
وفيما يتعلق بدور المجتمع الدولي في التعامل مع هذا التصريح وضمان استقرار المنطقة، شدد فرحات على أن المجتمع الدولي يجب أن يتحرك بشكل سريع وحاسم للرد على هذه التصريحات ويجب على الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بأسره أن يبعثوا برسالة واضحة إلى إسرائيل بأن مثل هذه التصريحات غير مقبولة وتعتبر انتهاكًا للقرارات الدولية، كما أن هناك حاجة ملحة لإعادة تفعيل جهود السلام في المنطقة لضمان عدم تفاقم الأوضاع، داعيًا المجتمع الدولي إلى النظر بجدية في فرض عقوبات على إسرائيل إذا استمرت في سياساتها التي تهدد استقرار المنطقة أو فرض عقوبات دبلوماسية تهدف إلى الضغط على إسرائيل للعودة إلى طاولة المفاوضات.