"فرحات": التحديات على حدود مصر تُشكل خطرًا استراتيجيًا لا يُمكن التغافل عنه
قال اللواء الدكتور رضا فرحات، نائب رئيس حزب المؤتمر وأستاذ العلوم السياسية، إن التحديات التي تواجهها مصر على حدودها تشكل خطرًا استراتيجيًا لا يمكن التغافل عنه، وهي ليست مجرد تهديدات خارجية، بل هي في الواقع أزمات تمتد تأثيراتها إلى الداخل.
وأشار "فرحات" إلى أن الأوضاع المتوترة في ليبيا، والصراعات المستمرة في السودان، بالإضافة إلى التصعيد المستمر في غزة، جميعها تزيد من تعقيد المشهد الأمني والسياسي لمصر، ما يجعل من الضروري أن تكون هناك استجابة سريعة وحكيمة لهذه التحديات.
وأوضح أستاذ العلوم السياسية أن ليبيا بفضل موقعها الجغرافي المشترك مع مصر والحدود الطويلة بين البلدين، أصبحت تشكل مصدرًا رئيسيًا للقلق، والفوضى السياسية والصراعات المسلحة في ليبيا تفتح المجال أمام تسلل الجماعات الإرهابية وتجارة السلاح غير المشروعة، ما يُهدد الأمن الداخلي لمصر بشكل مباشر، وهو ما دفع مصر إلى اتخاذ مصر خطوات استباقية لحماية حدودها الغربية، من خلال تعزيز الوجود العسكري على الحدود وتكثيف التعاون الأمني مع الجهات الفاعلة في ليبيا لتحقيق الاستقرار والعمل مع الشركاء الدوليين والإقليميين من أجل التوصل إلى تسوية سياسية شاملة للأزمة.
أما بالنسبة للسودان، فأشار الدكتور رضا فرحات إلى أن الأوضاع المتأزمة هناك لها تداعيات كبيرة على مصر، خاصة وأن السودان بالنسبة لمصر أمن قومي وله أهمية خاصة في ما يتعلق بملف مياه النيل، خاصة وأن التصعيد السياسي والأمني في السودان قد يؤدي إلى اضطرابات تؤثر على تدفق مياه النيل إلى مصر، مما يعرض الأمن المائي المصري للخطر وتولي مصر أهمية قصوى لاستقرار السودان وتعمل على دعم جهود الحلول السلمية، من خلال الوساطة والتواصل المستمر مع الأطراف السودانية المختلفة ودعم جهود الاستقرار والتنمية في السودان، مما يعزز من استقرار المنطقة بأكملها.
وفيما يتعلق بغزة، قال أستاذ العلوم السياسية إن الوضع في القطاع يمثل تحديًا أمنيًا وإنسانيًا لمصر، والتصعيد العسكري المتكرر بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل يهدد بزعزعة استقرار المنطقة، ويضع مصر في موقع حرج نظرًا لالتزامها التاريخي بدعم القضية الفلسطينية، موضحًا أن مصر تواصل جهودها الدبلوماسية لإعادة الهدوء وفتح قنوات الحوار بين الأطراف المتنازعة، مع التأكيد على أهمية حماية المدنيين وتقديم المساعدات الإنسانية.
ولفت إلى أن مصر لها رؤية خاصة في التعامل مع هذه الأزمات وحماية أمنها القومي تعتمد على مبدأ الوقاية الاستراتيجية، حيث تسعى إلى تعزيز قدراتها الأمنية والدفاعية للحفاظ على أمنها القومي، مع دعم الاستقرار في دول الجوار من خلال الدبلوماسية النشطة والتعاون الإقليمي، وتُدرك جيدًا أن تحقيق الاستقرار في المناطق الحدودية ليس خيارًا بل ضرورة ملحة لضمان أمنها الداخلي.
ونوه بأن القيادة المصرية تحت رئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسي، تولي اهتمامًا خاصًا لهذه الملفات الحساسة، وتعمل على صياغة سياسات مرنة ومتوازنة تمكنها من التعامل بفعالية مع التحديات الناشئة، دون المساس بمصالح مصر الحيوية، وتقوم بدور فاعل في المحافل الدولية والإقليمية لتعزيز الاستقرار في المناطق المجاورة، وذلك من خلال دعم المبادرات الدولية، والمشاركة في عمليات حفظ السلام، بالإضافة إلى تقديم الدعم للدول المجاورة لتحقيق التنمية الاقتصادية والاستقرار الداخلي.
ولفت إلى أن مصر رغم كل هذه التحديات، فإنها قادرة على حماية أمنها القومي، بفضل قوة جيشها وصلابة مؤسساتها الأمنية، وتماسك شعبها الذي يقف دائمًا خلف قيادته الحكيمة، ولن تتوان عن اتخاذ أي إجراءات لازمة لحماية شعبها والحفاظ على سيادتها.