أستاذ مسرح مغربي يقدم ورقة بحثية بعنوان "المسرح وصراع المركزيات"
قدم الدكتور مصطفى رمضاني، أستاذ المسرح بجامعة محمد الأول بمدينة وجدة بالمغرب، ورقة بحثية بعنوان "المسرح وصراع المركزيات" خلال الجلسة الفكرية ضمن فعاليات الدورة الـ 31 من مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي.
مبدأ الصراع قد يوحي بما يفيد معنى القضاء على الآخر
وقال رمضاني، إنه قد تختلف زوايا نظرنا إلى المسرح، ومن ذلك الاختلاف تتنوع مفاهيمنا ومواقفنا منه، على الرغم من أنه في جوهره مسرح واحد، وتبعا لذلك من الطبيعي أن تتعدد أساليب صناعة الفرجة المسرحية، ولا ننتظر أن يبدع الناس جميعا شرقًا وغربًا وفق شعرية واحدة، باعتبار أنه لا توجد مركزية واحدة مؤثرة وفاعلة، وأخرى تابعة ومتأثرة، وليست هناك هوية ثقافية خالصة وأخرى هامشية، فلا توجد هوية خالصة، بل هناك هجرة دائمة للهويات وتداخل فيما بينها، إلى درجة يصعب معها التعرف إلى ما هو أصيل فيها وما هو دخيل.
وتابع: “من هنا نفضل الحديث عن تلاقح المركزيات بدل صراع المركزيات، ذلك بأن مبدأ الصراع قد يوحي بما يفيد معنى القضاء على الآخر، في حين أن الأمر يتعلق بحتمية تفاعل تقتضي الأخذ والعطاء حتى وإن توهمت إحدى المركزيات أنها الأقوى، أو هي المركز والآخر مجرد هامش. فهناك ما نسميه بالإرث المشترك الذي يفرضه تنوع المركزيات المعرفية وضرورة تفاعلها، استجابة لمنطق العولمة، وما يقتضيه من تهميش للأصول يصعب معه أمر التمييز بين ما هو دخيل وما هو أصيل، وما هو ثابت وما هو متحرك فيها”.
واستطرد أستاذ المسرح: “لقد تعمق الوعي بذلك التلاقح بعد تطور وسائل التجريب المسرحي ووسائل التلقي معا، إذ صار المتلقي لا يقنع بالجاهز ولا بالمألوف مما هو متداول في الشعريات التقليدية، وهذا ما فتح المجال أمام المبدعين المسرحيين وصناع الفرجة كي يطوروا أساليب إبداعاتهم بانفتاحهم على شعريات الحضارات الأخرى كما تؤكد ذلك التجارب المسرحية شرقا وغربا، تلك هي الصيرورة التاريخية، بل وذلك هو منطق دورة الحياة، فلا شيء ثابت غير الموت، فطالما هناك حياة، فهناك أمل في التغير والتجدد والتطور، وقد أدرك صناع الفرجة هذه القاعدة، فانخرطوا في المثاقفة التي هي نتاج فعل التجريب الذي لا ينتهي”.