الباحث العراقي خزعل الماجدي يكشف لـ الدستور عن كتابه "إنانا والإنقلاب الذكوري"
إنانا والإنقلاب الذكوري، عنوان أحدث مؤلفات الباحث العراقي دكتور خزعل الماجدي، والصادر حديثا عن دار الرافدين للنشر، ويقع الكتاب في ثلاثة أبواب.
الإلهة "إنانا" هى أول إلهة للحب والجمال في التاريخ
وفي تصريحات خاصة لـ"الدستور"، كشف “الماجدي”، ملامح كتابه وأبرز موضوعاته، لافتًا إلى أن العصر الحجريّ القديم (نيوليث ) كان في وادي الرافدين هو عصر بداية الأسطورة، وهو عصر بداية الدين، ولا شك أن هذه الأسطورة كانت (أسطورة الإلهة الأم) التي هى بمثابة النواة الحيّة التي تشكّلت منها خلية الدين الأولى، ثم تطورت هذه الخلية إلى أنسجةٍ وأعضاء وأجهزةٍ نسميها بالمكونات الأساسية والثانوية للدين لاحقًا.
وتابع الماجدي: أما العصر الحجري النحاسي ( كالكوليت)، في وادي الرافدين، فهو عصر الإنقلاب الذكوري حيث تمت إزاحة الإلهة الأم واستبدالها بالإله الأب، وكان من تداعيات هذا الإنقلاب قتل الأم وظهور الإبن كوريث للأب، فكانت جريمة النيل من الإلهة الأم أول نتائج الإنقلاب الذكوري، أما الحدث الثاني المهم فهو استدراج الإلهة البنت ( العذراء) من قبل الإله الأب وجعلها سلوة الإله الأب وأنيسته ومنشّطةً لشيخوختة.
ولفت خزعل الماجدي إلى أنه من هذه الزاوية يقرأ الكتاب الإنقلاب الذكوري، تأريخ هذه الإلهة منذ ظهورها الأول، في عصور ماقبل التاريخ، وحتى استبدالها بعشتار ثم تلاشيها وذوبانها في إلهات أخريات وستكون ملحمتها الأسطورية مع ديموزي المحور الأساس الذي يرتكز عليه هذا التأريخ.
وصحيح أن الإجراء الأول للإنقلاب الذكوري نال من الإلهة الأم ونقلها من المركزية، التي كانت تتمتع بها في عصر النيوليت الزراعي، إلى الهامشية في عصر الكالكوليت النحاسي، ورغم أن الإلهة الأم في العصر السومري "ننخرساج" احتفضت بوظيفتها الأساسية في الولادة والإنجاب ومسؤوليتها عن الأرض، لكن ما نالته الإلهة البنت ( إنانا) كان كبيرًا فقد أهينت بقوةٍ.
الإلهة (إنانا ) هى أول إلهة للحب والجمال في التاريخ، لكنها لم تهنأ بحبها وجمالها، فقد كانت نموذجًا للأنوثة التي دمرتها الذكورية السائدة وشوهت قلبها وجمالها، وأسطورة هذه الإلهة العذراء لاتنحصر في علاقتها بديموزي، بل تبدأ منذ ظهورها في الألف السادس قبل الميلاد، مع الإلهة الأم التي أجحفهما الإنقلاب الذكوري، وحتى نهايتها واختفائها، ولذلك يفحص الكتاب تأريخ هذه الإلهة منذ ظهورها الأول، في عصور ماقبل التاريخ، وحتى تحويلها لإلهة شرسة مدمّرة، ثم استبدالها بعشتار ثم تلاشيها وذوبانها في إلهات أخريات وتكون ملحمتها الأسطورية مع ديموزي المحور الأساس الذي يرتكز عليه هذا التأريخ.
واختتم خزعل الماجدي حديثه للدستور، مشددا علي أن الكتاب: يشرح كل هذا بالتفصيل ويراقب التغيرات الدقيقة التي تحولت فيها "إنانا" حتى وصلت لحالتها البائسة الأخيرة، وكان من الطبيعي أن يجعل الأكديون منها سيدة المعارك والحروب وسفّاكة الدماء، وسيتجلى هذا في عشتار البابلية والآشورية وفي نظيرتها السورية عناة بشكل صارخ.