المخرجان المصريان المشاركان فى مسابقة مهرجان المسرح التجريبى: «الجوائز لا تهمنا»
افتتح الدكتور أحمد هنو، وزير الثقافة، مهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبى فى دورته الـ٣١، أمس، بحضور الكاتب المسرحى الدكتور سامح مهران، رئيس المهرجان، وعدد من فنانى المسرح من مختلف أنحاء العالم.
وأُقيم حفل افتتاح مهرجان المسرح التجريبى بالمسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية، حيث قدم المخرج وليد عونى، مسرحيته الجديدة، المنتجة خصيصًا للمهرجان، التى حملت اسم «صدى جدار الصمت».
ويشارك فى المهرجان هذا العام ضمن المسابقة الرسمية عرضان مصريان، هما «حيث لا يرانى أحد»، و«ماكبث المصنع».
حيث لا يرانى أحد محمود صلاح: مواجهة الروتين «الفكرة الرئيسية».. واخترنا فضاءً دائريًا لتقديم العرض
للتعرف على العرض الأول، «حيث لا يرانى أحد»، وهو إنتاج المعهد العالى للفنون المسرحية، التقت «الدستور» المخرج محمود صلاح، مخرج العرض، الذى أعرب، لـ«الدستور»، عن سعادته بالمشاركة بمهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبى، لأنه مهرجان عريق ومتميز ومستمر فى فعالياته سنوات طويلة، كما أنه يعد من أهم المهرجانات فى الوطن العربى.
وقال: «اختيارى ضمن العرضين المصريين المشاركين شىء رائع، فقد تقدم هذا العام ما يقرب من ١٧٠ عرضًا للمشاركة، وهذا يدل على أن العرض متميز، ونال إعجاب لجنة المشاهدة».
وأشار إلى أن العرض من إنتاج أكاديمية الفنون، وسبق أن شارك فى مهرجان المعهد العالى للفنون المسرحية، وحصل على العديد من الجوائز، منها أفضل مؤلف ومخرج وديكور ومكياج ودعاية، وأفضل ممثل أول وأفضل ممثل ثانٍ، كما تم عرضه فى مسرح «نهاد صليحة»، ثم فى مسرح «الجيزويت»، ثم تم تقديمه فى مهرجان بغداد الدولى، ثم مهرجان شرم الشيخ الدولى للمسرح الشبابى، ثم تم قبوله بمهرجان «مسرح بلا إنتاج» الدولى، وأيضًا فى الملتقى الدولى.
وحول فكرة العرض، قال: «الفكرة الرئيسية التى يناقشها العرض هى كيف نتغلب على الروتين، وكيف يفقدنا الروتين الإحساس بطعم ومعنى الحياة، فنموت بها ونحن أحياء، وكيف نحيا فى دائرة لا تنتهى طوال الوقت والعمر يمر بنا ولا ندرك قيمته، ونحن نؤكد هذا المعنى عبر جملة مهمة فى العرض، وهى عندما يقول عقرب الثوانى القديم لعقرب الثوانى الجديد إنه يحتاج لعشر ثوانٍ فقط ليصارح حبيبته بأنه يفتقدها ويعتذر لها، وهو ما يعبر عن مرور الوقت فى روتين لا ينتهى».
وحول أبرز الصعوبات والتحديات التى واجهته مع فريق العمل، قال: «الصعوبات تمثلت فى شكل المسرح الذى اخترناه، فقد قررنا كفريق عمل تقديم العرض فى فضاء دائرى، رغم أن النص ذاته كان معدًا ليقدم بمسرح علبة إيطالى، لكنى قررت أن أخوص تجربتى كمخرج وليس كمؤلف، وأن أقدم العرض بمسرح (دائرى)، وساعدنا فى ذلك وجود قاعة دائرية بالمعهد العالى للفنون المسرحية، وشعرت حينها بأن العرض يلائم ويطابق شكل القاعة بدرجة كبيرة».
وأضاف: «الشىء الثانى هو أننا لم نشاهد عروضًا تقدم بشكل دائرى كثيرًا، أى أنه لا يوجد مرجع نستطيع اللجوء إليه فى تلك النوعيات من العروض، ولا نعلم ما هى شروطه، وقيود هذه النوعية من العروض».
وتابع: «على سبيل المثال، فى عرض العلبة الإيطالية عندما يدير الممثل ظهره للجمهور يكون هذا أمرًا خاطئًا، فيجب أن يشاهد الجمهور أحد جانبى وجه الممثل، ولكن الأمر يختلف فى المسرح الدائرى».
وحول إمكانية فوز «حيث لا يرانى أحد» بجوائز فى المهرجان، قال «صلاح»: «الحمد الله، العرض يسير بخطوات ثابتة، وينال استحسان وقبول الجمهور، وإن كان من الصعب توقع الجوائز، لكنى بالتأكيد أتمنى الحصول على جائزة، وإن كانت الجائزة الكبرى لنا كفريق عمل هى أن نتنافس فى المهرجان التجريبى مع دول عربية وأجنبية».
واختتم: «الجائزة الكبيرة هى أن نؤثر بإبداعنا فى ممثل أو مخرج أجنبى أو عربى يشاهدنا، ويظل يتذكر العرض، وهو أمر لا يقل قيمة وأهمية عن الجوائز، وهناك عروض كثيرة تحصل على جوائز وتكون مجرد عروض ثم لا يتذكرها أحد، ولكن الجائزة الحقيقية والأكيدة أن يظل الفنانون والمسرحيون يتذكرون العرض دائمًا ويشيدون به».
ماكبث المصنع محمود الحسينى: المسرحية تتناول تأثير الذكاء الاصطناعى على البشر.. والتكلفة المادية أكبر عائق
«ماكبث المصنع» هو عرض جامعى لكلية طب الأسنان بجامعة القاهرة، قال عنه محمود الحسينى، كاتب ومخرج العرض، لـ«الدستور»، إنه يدور حول «ماكبث المعاصر»، ويستلهم فكرة الذكاء الاصطناعى، من خلال تطبيق إلكترونى يتم استخدامه لتوجيه الإنسان لما يجب فعله، مع تقديم كل المعلومات التى يحتاج إليها، ما يغرى باستبدال البشر أو استنزافهم، عبر وضعهم فى منافسة غير عادلة مع الآلة.
وأوضح أن العرض اعتمد على استخدام عدد من التقنيات الحديثة، منها الشاشة التى كان من المهم إظهارها فى خلفية المسرح، لتعبر عن كل أشكال الاستخدام التكنولوجى، وتتحدث عبرها الفتاة التى تمثل فكرة الذكاء الاصطناعى وسميناها «مدركة» إلى «ماكبث»، التى كانت تتحدث إليه بوصفها عارفة ومدركة كل الأشياء.
وعن أكثر الصعوبات التى واجهت العرض، قال «الحسينى»: «العرض كان مكلفًا لأنه يحتوى على تقنيات خاصة، واستخدام مختلف للتكنولوجيا، وكذلك على عجل وكرسى وسير كهربائى يتحرك طوال الوقت، وكان لا بد من إحضار هذه الأشياء، وكان الأمر مكلفًا واحتاج وقتًا طويلًا لتحضيره على نحو لائق، وربما كان هذا هو السبب فى خروج العرض فى الليلة الثانية من المهرجان بشكل أفضل من الليلة الأولى».
وأشار إلى أن عرض «ماكبث المصنع» كان عرضًا جامعيًا، وسبق أن شارك فى مهرجان العروض الطويلة بجامعة القاهرة، وحصد المركز الأول به، ثم تم تقديمه بالمهرجان القومى للمسرح، ومهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبى.
وتابع: «أصابنا التوفيق، وتم اختيار عرضنا للمشاركة فى (القومى للمسرح) وتمثيل مصر فى المهرجان التجريبى، وقد سبق أن حصد عدة جوائز، منها جائزة أفضل دراماتورج، وأفضل إخراج، وأفضل ديكور لرومانى جرجس».
وأكد أن تمثيل مصر فى مهرجان دولى هو أمر يعنى الكثير، مضيفًا: «أتمنى أن ننجح فى تمثيل مصر بشكل لائق ومشرف».