الدكتور حمدى عبدالرحمن: المساعدات العسكرية للصومال تأتى فى إطار اتفاق رسمى بين البلدين
قال الدكتور حمدي عبدالرحمن، أستاذ العلوم السياسية والدراسات الإفريقية، إن الجيل الجديد لا يعرف أن مصر قدمت أول شهيد في تاريخ دبلوماسيتها على أرض الصومال في عام 1957، فقد تم اغتيال كمال الدين صلاح، بينما كان صائمًا في أحد شوارع مقديشو، بسبب دفاعه المستميت عن هوية الصومال، وعندما قدم وفد الصومال تعازيهم للرئيس جمال عبدالناصر، قال لهم: "لدينا 27 مليون كمال الدين صلاح، وهم مستعدون للشهادة من أجل حرية الصومال، وهذا هو الدور التاريخي لمصر في دعم أشقائها العرب والأفارقة".
وأضاف "عبدالرحمن" في مقال له بعنوان: " بدون "كلام ساكت" في مسألة مصر والصومال نشره على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أنه تمت إثارة بعض الانتقادات حول المساعدات والاتفاقات العسكرية التي نفذتها مصر مع حكومة الصومال المنتخبة.
وأوضح الدكتور حمدي نقطتين مهمتين في هذا السياق. أولًا، المساعدات العسكرية المصرية تأتي في إطار اتفاق رسمي بين البلدين، وبما يتماشى مع معاهدة الدفاع العربي المشترك، خاصة أن الصومال يواجه تهديدًا مستمرًا من حركة الشباب الإرهابية التي فشلت الجهود الأممية في القضاء عليها، ورغم وجود قاعدة عسكرية تركية كبيرة في مقديشو منذ عام 2017، والتي لم تلقَ اعتراضًا يُذكر، يستغرب الدكتور حمدي من الانتقادات الموجهة لمصر في هذا الشأن.
والنقطة الثانية أكد الدكتور حمدي عبدالرحمن أن مصر ستشارك في بعثة الاتحاد الإفريقي الثالثة لدعم السلام في الصومال، بدءًا من يناير 2025، وهو ما يأتي بعد موافقة مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي على إرسال قوات مصرية كجزء من البعثة الجديدة، لتحل محل بعثة الاتحاد الإفريقي الحالية.
وشدد أستاذ العلوم السياسية والدراسات الإفريقية، على أن مصر كانت دائمًا، منذ الحقبة الناصرية، قوة للسلام والوحدة في إفريقيا، ومع تزايد التوترات حول مياه النيل وتعنت إثيوبيا في قضية سد النهضة، يرى أنه من الضروري أن يقف الجميع خلف القيادة السياسية للدفاع عن المصالح الوطنية المصرية، ويؤكد أن القضية الصومالية تتطلب فهمًا عميقًا لتاريخ الصومال وسياقه الإقليمي، بعيدًا عن النظرة السطحية للأمور.