تعرّف على أسرار مسجد "المعينى" أقدم مساجد إفريقيا بدمياط
قال د. أحمد مجدي، أستاذ الآثار بجامعة قناة السويس، إن مسجد المعيني في دمياط لم يكن في حقيقة الأمر جامعًا بل كان بمثابة مدرسة أنشئ لأداء وظيفة المدرسة، والمدرسة كانت بمثابة معاهد أو كلية التعليم العالي، مثل الكليات في عصرنا الحاضر بكل تنظيمها من عميد وأعضاء تدريس وهيئة معاونة ومعيدين ومكتبة، كل هذه التفاصيل كانت كائنة في العصر المملوكي وبالتحديد في هذه المدرسة.
وأضاف أستاذ الآثار، اليوم، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "8 الصبح"، المُذاع عبر قناة "dmc" أن مؤسس هذه المدرسة هو محمد بن محمد بن محمد، بن معين الدين الفارسكوري الدمياطي الأصل والمولد والدار، وتوفي عام 861 هجرية 1456 ميلادي، مشيرًا إلى أن محمد بن معين الدين كان من كبار التجار بدمياط وكان والده أيضًا من كبار التجار فهو من أسرة ثرية أرستقراطية، مؤكدًا أن هذا الأمر يعطينا طابعًا أن حركة إنشاء المدارس والمنشآت التعليمية والمنشآت الدينية في هذه الآونة لم تكن مقصورة على فئة السلاطين أو الأمراء فقط، بل علية القوم وكل من لديه القدرة على البناء.
وأوضح، أن الخطأ الأثري الذي يقع فيه الكثير هو أن ينسب الناس هذه المنشأة إلى عهد السلطان الناصر محمد بن قلاوون وبالتحديد في العصر المماوكي البحري وبالتحديد تاريخيًا في سنة 710 هجري، مؤكدًا أن هذا الكلام غير صحيح ولم يثبت تاريخيًا، لكن الصحيح أن المدرسة المعينية يرجع إنشائها إلى تاريخ ما بين عامي 854 هجري إلى 861 هجري، وثبت تاريخيًا حسب رواية المؤرخ السخاوى مؤرخ معاصر لهذه الفترة في كتابه الضوء اللامع لأهل القرن التاسع وكتابه الثاني أيضًا الموسوم بوجيز الكلام في الذيل على دول الإسلام.