رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

التهديد الأعظم لأوروبا.. عودة هجمات "داعش" توقظ مخاطر الإرهاب فى القارة العجوز

داعش
داعش

في خضِّم التصعيدات الأخيرة التي يكابدها العالم في مختلف أرجائه شرقًا وغربًا، عادت تهديدات تنظيم "داعش" الإرهابي إلى دائرة الضوء مجددًا، لتطويق دول أوروبا بمخاطر الهجمات الإرهابية طعنًا أو تفجيرًا.

ومنذ بداية العام، وقع العديد من الهجمات الإرهابية التي دقت أجراس الخطر في روسيا وتركيا والقارة العجوز، فيما حذَّرت الحكومات الأوروبية من ارتفاع مستوى التهديد الأمني، لا سيما في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي، ما يُنذر بزيادة خطر العمليات الإرهابية في أوروبا.

حادث طعن في ألمانيا

كان آخر هذه الهجمات حادث طعن بمدينة زولينجن الألمانية، راح ضحيتها 3 قتلى و8 مصابين، وتبناها تنظيم "داعش" الإرهابي. 

وأعلنت الشرطة الألمانية، في ساعة مبكرة من صباح اليوم الأحد، أن شابًا يبلغ من العمر 26 عامًا سلَّم نفسه، وأقرَّ بمسئوليته عن الهجوم، فيما أعلنت الشرطة الألمانية عن رفع مستوى الانتشار الأمني في كامل البلاد.

إحباط مخطط إرهابي في فيينا

وفي الثامن من أغسطس الجاري، كشفت الاستخبارات النمساوية عن تهديدٍ أمنيِّ بهجومٍ مسلح يستهدف حفلات الفنانة الأمريكية "تايلور سويفت" في فيينا، الأمر الذي استلزم ضرورة إلغاء 3 حفلات لها. 

وقال مسئول بمخابرات النمسا إن خطة المسلحين للهجوم على حفل "تايلور سويفت" كانت تستهدف قتل الجمهور خارج الاستاد.

وأكدت الاستخبارات النمساوية أنه تم العثور على مادة كيميائية في منزل نمساوي يُشتبَه بتخطيطه لهجوم على حفلات "تايلور سويفت"، مشيرة إلى أن المشتبه به خطط لهجومٍ انتحاريِّ خلال الحفلات في فيينا.

بدوره، قال وزير داخلية النمسا، جيرهارد كارنر، إن الشابين المُشتبه بهما في تهديدات الحفلات تبلغ أعمارهما 15 و17 عامًا، مؤكدًا أن الوضع حرج والخطر مستمر، كما حذَّر الوزير من ارتفاع مستوى التهديد الأمني في أوروبا منذ السابع من أكتوبر الماضي.

استهداف قاعة حفلات في موسكو

وفي مارس 2024، أعلن تنظيم "داعش" الإرهابي عن مسئوليته عن الهجوم على قاعة حفلات موسيقية قرب العاصمة الروسية موسكو، ما أسفر عن 62 قتيلًا، وأكثر من 100 مصاب.

وقال التنظيم، في بيانٍ نشره عبر "تليجرام"، إن مقاتليه هاجموا تجمعًا كبيرًا في ضواحي العاصمة الروسية موسكو، في واحدة من أسوأ الهجمات التي شهدتها روسيا منذ سنوات.

هجوم إرهابي على كنيسة بإسطنبول 

وفي 28 يناير 2024، أعلن تنظيم "داعش" مسئوليته عن هجوم على كنيسة بإسطنبول أسفر عن مقتل مواطن تركي أثناء الخدمة بالكنيسة، مضيفًا أن اثنين من أعضائه نفذا الهجوم ولاذا بالفرار. 

ووقع الهجوم في كنيسة "سانتا ماريا" الكاثوليكية الإيطالية بمنطقة ساريير في إسطنبول، ونفَّذه رجلان مُلثّمان، وفق ما أعلن وزير الداخلية التركي، علي يرليكايا.

وقررت السلطات التركية إحالة 28 من المشتبه بتورطهم في الهجوم إلى المحكمة.

هل لا يزال "داعش" يشكل تهديدًا لأوروبا؟

في أوائل العام الجاري، حذَّر تقرير لـ"يورو نيوز"، من وقوع هجمات إرهابية مُحتملة في أوروبا خلال فترة الأعياد، مشيرًا إلى أن الدول الأوروبية عززت إجراءات الأمن خلال تلك الفترة. 

وقال التقرير إن استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة قد يسهم في جذب مجندين لـ"داعش" في أوروبا، سواء كان ذلك يعني حشد عناصر مرتبطة بهم على المستوى العملياتي أو حشد عناصر عشوائية عبر الإنترنت باستخدام دعايتهم.

وأشار التقرير إلى أن هناك إجماعًا داخل أجهزة الاستخبارات في جميع أنحاء أوروبا، على أن هذه التنظيمات ستحاول حشد عناصر في أوروبا لتنفيذ هجمات إرهابية، لافتًا إلى أن تعزيز مناخ الخوف الاجتماعي هو الاستراتيجية الأساسية للجماعات الإرهابية، وهو ما يحاول "داعش" القيام به في أوروبا.

انتشار أيديولوجية "داعش" خطر يهدد أوروبا

وفي أواخر مارس الماضي، قالت شبكة "CNN" الأمريكية إن الهجوم الذي استهدف قاعة حفلات في موسكو، ذكَّر العالم بالخطر الدائم المتمثل في تنظيم "داعش" الإرهابي، حيث يعتقد المحللون أن التنظيم سيركز بشكل متزايد على أوروبا.

وفي هذا الصدد، قال "إدموند فيتون براون"، المستشار الأول لمشروع مكافحة التطرف ومقره نيويورك، لـ"CNN"، إن تنظيم "داعش" لديه الرغبة والقدرة المتزايدة على التوسع وتنفيذ هجمات إقليمية، ويهدف إلى استهداف روسيا وأوروبا الغربية وحتى الولايات المتحدة. 

وأشار التقرير الأمريكي إلى أن وكالات الأمن الأوروبية تولي اهتمامًا متزايدًا بتهديدات "داعش"، حتى لو كانت قدرات التنظيم لا تزال غير قادرة على مواكبة طموحاته.

وحذَّر تقرير "CNN" من أن خطر انتشار "داعش" في الدول الغربية لا يمكن تجاهله، وقد ينجذب أفرادٌ من الدول الغربية إلى أيديولوجيتها.

أكبر تهديد إرهابي للقارة العجوز

وفي أعقاب إحباط مخطط إرهابي لاستهداف حفل "تايلور سويفت" في فيينا، وصف مسئول الأمم المتحدة، "داعش"، بأنه "التهديد الإرهابي الأعظم" لأوروبا.

ووفقًا لتقرير "ABC news"، قال فلاديمير فوروكوف، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، إن تهديد "داعش" أصبح ظاهرًا في فيينا، وأن التنظيم تتزايد قوته ونفوذه، محذرًا من أن "داعش" بات أكبر تهديد إرهابي خارجي للقارة.