رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف حسم التافهون المعركة لصالحهم؟.. "نظام التفاهة" لـ آلان دون يُجيب

نظام التافهة
نظام التافهة

"نظام التفاهة"عنوان كتاب للفيلسوف الكندي آلان دون،  بترجمة للكاتب والأكاديمي الدكتور "مشاعل عبد العزيز الهاجري، ويضم الكتاب 4 فصول، تقدم رؤية شاملة لما آل إليه حال مجتمعاتنا.

ويوضح آلان دونو عبر صفحات "نظام التفاهة"، كيف يتم صناعة رموز التفاهة؟، ومن يشترك في مؤامرة صناعتهم، ومسؤولية المجتمع لصناعته التفاهة وفقًا لمعيار المال فقط فيصبحوا رموزًا اعتمادًا على الجسد والسفاهة و‏‎صناعة التفاهة والرداءة لتغييب من هم أصلا مغيبين.

ويدور موضوع الكتاب حول فكرة محورية مرهونة بواقع ما نعيشة، ومتعلقة بنظام أدي، تدريجيا، إلى سيطرة التافهين على جميع مفاصل نموذج الدولة  الحديثة. 

ويسرد المترجم تاريخ مصطلح mediocracy، والتي ظهرت عام 1825 والتي تعني النظام الاجتماعي الذي تكون الطبقة المسيطرة فيه هي طبقة الأشخاص التافهين.

وينقل الكتاب بدقة  الانتشار المستشري للتفاهة، ويرصد كيف أنها نظام يضرب بجذورة في تربة المجتمع شيئا فشيئا. 

وفي هذا الكتاب، يولي آلان دون أهمية كبرى لموضوعات الثقافة، ويلفت أنظارنا إلى كونها أداة هامة في توطيد أركان نظام النفاهية كما يحيط بنا اليوم، وكذلك دور الصحافة التي تقوم بدور بارز في تجذير وترسيخ نظام التفاهة عبر نشرها المواد التافهة والمعتمدة على ملاحقة المشاهير والتصنت عليهم وتصويرهم.

ويذهب “دون” إلى أن جوهر كفاءة الشخص التافة، تتأتي مع  القدرة على التعرف على شخص تافه آخر، فيدعم التافهون بعضهم بعضا، فيرفع كل منهم الآخر، لتقع السلطة بيد جماعة تكبر باستمرار.

ويري "دون" المعروف بالتصدي للرأسمالية المتوحشة ومحاربتها، أن التافهين قد حسموا المعركة لصالحهم في هذه الأيام، لقد تغير الزمن زمن الحق والقيم، ذلك أن التافهين أمسكوا بكل شيء، بكل تفاهتهم وفسادهم؛ فعند غياب القيم والمبادئ الراقية، يطفو الفساد المبرمج ذوقًا وأخلاقًا وقيمًا ؛ إنه زمن الصعاليك الهابط".

ويطرح الكتاب العديد من القضايا العالقة والتي  تعزز مفهوم نظام التفاهة، منها المتلعلقة بالتعليم الأكاديمي وكيف يمارس أساتذة الجامعات الاستغلال الممنهج لطلاب الدراسات العليا.

ويكشف “دون” ما تذهب إليه النظم الشمولية في تقديم رؤيتها عبر السيطرة على الثقافة والفن، وذلك بتقديم نفسها عبر المشهد الثقافي الذي يأتي في صور جهاز رسمي ورمزي، يقود الناس  المرؤوسين والمسيطر عليهم من قبل النظم الليبرالية لتحويل طاقاتهم الروحية باتجاه دعم هيكل اجتماعي كان موجود من قبل ان يوجدوا هم، هيكل مصمم ومنفذ من قبل الطبقة  المسيطرة.