فى مديح الحماقة.. كتاب يبحث فى مفهومها مقارنة بالحكمة والجنون
يذهب كتاب "في مديح الحماقة" لـ ديسيدرويس إرسموس ومن ترجمة أماني سعيد، إلى مديح الحماقة كفعل وممارسة وهذا ما يقره في مقدمته حول الحماقة وأهميتها في تاريخنا البشري، وكيف تم استخدامها للنقد ويضرب أنموذج كتابات الشاعر أوفيد صاحب "فن الهوى".
ويرى الكاتب أن مدح الحماقة ليس من التفاهة في شيء، وأن الحرية منحت لعقول الكل ليتعاملوا مع أخطاء البشر بذكاء، ويذهب المؤلف إلى أنه يمكن أن ترى رجل دين يسخر من المسيح وربما التاجر أيضًا خاصة ما يخص أرباحهم المتزايدة ويتهم البشر ويسخر منهم، وفي نفس الوقت يقول إنه على الإنسان أن يرى عيوبه ويصلحها فكيف هذا إذا كان هو أول من لا يرى عيوب نفسه؟!
ويؤكد كتاب فى مديح الحماقة عبر صفحاته، والتي لم تتجاوز 76 صفحة من القطع المتوسط على الفصل بين الحماقة والتفاهة، ويأخذ من الحماقة طريقًا لنقد ونبذ السلطة أي سلطة اجتماعية أو سياسية أو دينية، يجعلها بمثابة مسار للنقد المرتبط بالفكاهة.
ويتفق المؤلف على أن "السعادة هى ألا تعلم شيئًا"، ويلفت إلى أن هناك نظريات كثيرة إلا أن الناس يفضلون أن يجربوا بأنفسهم، ويشير إلى أن الذي يدعونا لأن نتقبل الأطفال ونعانقهم ونلاعبهم ونهتم بهم حتى وإن كنا لا نحبهم ما الذي يدفعنا لهذا سوى الحماقة؟
ويري المؤلف أن الحمقى هؤلاء الذين لا يبالون بشيء ولا يحملون الهموم، وعندما تصيبهم عدوى الحكمة والتفكير تصبح السعادة شيئًا نادرًا، ولفت إلى أسماء عدد من الكتاب نجحوا في استخدام الحماقة مثل "فينوس".
ويذهب المؤلف إلى أن تعريف الحكمة لـ ستوك معني بتحكيم العقل، أما الحماقة فهي معنية بتحكيم المشاعر فلا يستطيع إنسان أن يكون حكيمًا وأحمق في نفس الوقت.
ويرى المؤلف أنه لا يوجد أسوأ من الجنون، لكن الحماقة تأتي بعد في المرتبة الثانية، فما أسوأ أن يترك الإنسان التفكير، ولكن هناك جنونًا من نوع مختلف. إن الحمقى يفكرون ولكن بطريقة مختلفة عن الطريقة التي بها الحكماء، إنهم يفكرون كيف يسعدون الناس، إنهم لا يشغلون أنفسهم بوضع القوانين وتنظيم المرور ولا قوانين الرياضيات والعلوم وتجنب التفكير في العلوم.
ويقدم الكتاب على مدى صفحاته تاريخًا موجزًا للحماقة، ويؤسس لمسار وأهمية ودور الحماقة عبر التاريخ، ويشير إلى العديد من الكتب التى كانت الحماقة جزءًا رئيسًا في أن تخرج وتصل إلينا.