رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هل يتحول «جدرى القردة» إلى جائحة جديدة على غرار «كورونا»؟

جدرى القردة - صورة
جدرى القردة - صورة أرشيفية

تعيش عدة دول حالة من الهلع بسبب الانتشار السريع لفيروس «جدرى القردة»، خاصة بعد تحذير منظمة الصحة العالمية من تفشى الفيروس خارج قارة إفريقيا، ووصفه بأنه «حالة طارئة»، ما يستدعى تعاونًا دوليًا لمنع انتشاره، من أجل تجنيب العالم جائحة أخرى على غرار «كورونا»، التى لم نتعافَ منها، ولا تزال تقتل البشر حتى الآن.

وأعرب الدكتور فؤاد عودة، رئيس الرابطة الطبية الأوروبية الشرق أوسطية، عن قلقه من السرعة البالغة لانتشار السلالة الجديدة من فيروس «جدرى القردة»، التى تحمل اسم «كلايد ٢»، وتصيب جميع الأعمار على مستوى العالم أجمع.

وقال «عودة» إنه تم اكتشاف النسخة الأولى من فيروس «جدرى القردة» المسماة بـ«كلايد ١» فى الحيوانات عام ١٩٥٨، ثم انتقلت إلى الإنسان عام ١٩٧٠، قبل تسجيل أول حالة إصابة بالفيروس نتيجة العدوى من إنسان إلى آخر عن طريق الاتصال المباشر، فى عام ٢٠٢٢.

وأضاف: «جدرى القردة مرض مُعدٍ، وتشمل أعراضه الطفح الجلدى والصداع وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آلام شديدة فى العضلات والعمود الفقرى والمفاصل»، مشيرًا إلى أن الأعراض تستمر عادة من أسبوعين إلى ٤ أسابيع، وقد تستمر لفترة أطول لدى ضعاف المناعة.

وأفاد رئيس الرابطة الطبية الأوروبية بأن نسبة الوفيات نتيجة الإصابة بالسلالة الجديدة من فيروس «جدرى القردة» ارتفعت نحو ١٠٪، مقارنة بالسلالة الأولى «كلايد ١»، مع وجود ترقب عالمى لإمكانية «تكرار سيناريو فيروس كورونا المستجد».

من جهته، قال الدكتور أمجد الحداد، استشارى الحساسية والمناعة بالهيئة العامة للمصل واللقاح، إن كل المنظمات الصحية، وعلى رأسها منظمة الصحة العالمية، والروابط الطبية الأوروبية، تخشى من حدوث تحور وتفشٍ لمرض «جدرى القردة»، مثلما حدث مع فيروس «كورونا» من قبل، مشيرًا إلى أن «الصحة العالمية» تعتبر أى مرض «حالة طارئة» فى حالتين، إما بسبب انتشار شديد أو قوة وحِدّة الفيروس.

وأضاف «الحداد»، لـ«الدستور»: «طبيعة مرض جدرى القردة تختلف عن كورونا، فهو ليس فيروسًا رذاذيًا، وقلما ينتقل عن طريق الرذاذ والهواء، وبالتالى فإن تحوله إلى جائحة ذات انتشار كبير أمر نادر الحدوث».

وواصل: «جدرى القردة فيروس تلامسى فى الأصل، ينتقل إلى الشخص السليم عن طريق لمس جلد الشخص المصاب، أى عن طريق الاحتكاك والتلامس، وبالتالى فإن تحوله إلى وباء أو جائحة هو أمر نادر وغير مطروح طبيًا حتى الآن».