كواليس مثيرة.. لماذا رفض كمال الشناوى تقبيل صديقته فوق "السطوح"؟
كمال الشناوي، أحد أشهر "جانات" السينما المصرية في عصرها الذهبي، قدم العشرات من الأدوار وجسد العديد من الشخصيات، بل ويعد من أشهر الفنانين الذين برعوا في دور وزير الداخلية، خاض كمال الشناوي العديد من الأجناس والألوان الفنية، من الفن التشكيلي تحديدا الرسم الذي عمل في تدريسه لفترة من عمره، مرورا بالغناء وصولا إلي التمثيل.
نساء في حياة كمال الشناوي
أما الجانب الشخصي في حياة كمال الشناوي، خاصة المتعلق بالنساء، فاشتهر بلقب “دنجوان” السينما المصرية، ورغم الإشاعات والأقاويل التي دارت حوله عن وجود علاقة غرامية بينه وبين الفنانة شادية، إلا أنه فاجأ الجميع بزواجه من شقيقتها عفاف شاكر في العام 1947 إثر مشاركتها له فيلم “غني حرب” حيث نشأت بينهما قصة حب في كواليس الفيلم توجت بالزواج الذي لم يستمر أكثر من ثلاث سنوات.
في ثمانينيات القرن الماضي، بدأت مجلة “الموعد اللبنانية”، في نشر مذكرات الفنان كمال الشناوي، وفي عددها المنشور بتاريخ 9 أبريل عام 1983، نشرت الحلقة السادسة من مذكراته، وفيها تحدث عن ذكرياته مع حبيباته وصديقاته خلال فترة المراهقة وبواكير الشباب.
قصة غرام كمال الشناوي وزكية بائعة الفول
ومن بين القصص الغرامية في حياته من فتيات الحي الشعبي الذي كان يقطنه، كانت “زكية” بائعة الفول، كان قرار جده بأن يخطب له ابنة أشهر كبابجي في الحي. يقول الشناوي: "جدي، بعد فضيحة زكية، بائعة الفول السوداني، التي أساء بها وبي الظن، اعتبرني طائشا، ماجنا، منحرفا، وكان العلاج الوحيد لحالتي، أو العقاب لمروقي هو أن يزوجني. سمعت همسا ما يدور حول هذا الموضوع بين جدي كامل، وجدتي هانم، قبل أن يفاتحني جدي بالأمر. وقال لي بصراحة اعتاد أن يعاملني بها، بعد فعلتي المشينة: إنت لازم تتجوز يا ولد، وقلت بطاعة جندي يتلقي أمرا من قائده: بس لما نلاقي العروسة، وقال بحزم: العروسة موجودة. إذن هو لم يتخذ القرار فقط، بل بدأ في تنفيذه أيضا، واختار لي عروسا أبعد ما تكون عن فتاة أحلامي. اختار لي عروسا بدينة، بيضاء، وغنية، وكانت العروس ابنة جزار، بل ابنة أشهر "كبابجي" في الحي.
لماذا رفض كمال الشناوي تقبيل صديقته الموديل فوق "السطوح"؟
وينتقل كمال الشناوي بالحديث إلي رفضه الزواج من ابنة الكبابجي، وما ترتب عليه من تفكيره في البحث عن عمل إضافي ليستطيع تحمل تكلفة إيجار مرسم خاص بعيدا عن بيت جده، وهو ما يفسره الشناوي بـ "لم يكن معقولا، بعدما حدث لزكية بائعة الفول، وبعد أن رفضت الهداية علي يد ابنة الجزار، أن أدخل موديلا إلي البيت، لذا كان الحل الوحيد هو أن انتقل بأوراقي وأقلامي وألواني وموديلاتي بالطبع إلي مكان بعيد عن غضب جدي. ووجدته في "القللي" حيث عثرت علي غرفة فوق سطح إحدي العمارات. استأجرتها مقابل 80 قرشا في الشهر، وحولتها في أيام معدودة، إلي مرسم أو أتيليه، وجعلت أساس ديكورها الخيش حتي لا أفسد طابع الشعبية للمكان.
“ضحي” شبيهة نورا.. الموديل والحبيبة
ويمضي كمال الشناوي مستعيدا ذكرياته: في المرسم الجديد كنت أرسم "ضحي"، أرسم الحبيبة الجديدة. وضحي كانت زميلتي في الكلية، وقد ربطت بيننا منذ الأيام الأولي للعام الثاني، أي بعد انتهاء قصتي مع زينب، صداقة حلوة، تطورت فيما بعد لتصبح حبا، وكانت "ضحي" التي تشبه الزميلة الممثلة "نورا" من حيث امتلاء القوام قليلا، والنضرة والحيوية، كانت تقيم في ضاحية حدائق القبة. وكنت أمر عليها في موعد نتفق عليه، فنركب الأتوبيس معا، ولا أحادثها إلا متي بلغنا محطة النزول في "القللي".
ونصعد معا إلي المرسم، وأقوم بنقل ملامحها إلي الورق، أو رقعة القماش، فإذا ما انتهي العمل، خرجنا إلي السطح نرقب القاهرة، بكل جمالها البسيط، نري الغسيل الملون علي الحبال، العشاق مثلنا الذين يختلسون كلمات من سطح لسطح، إلي آخر تلك الصورة الحية..
ويختتم كمال الشناوي مشددا علي: أبدا لم أفكر في أن أقبلها، ولو أني فعلت لما عارضت، فقد كانت تحبني كما أحبها، ولكن هناك حاجزا ما كان يقف بيني وبينها. إنها كلمات أستاذي، يوم كشف قصتي مع الموديل الحسناء ابنة الجمالية، وقال: "لو أنك أحببت كل من وقفن أمامك لترسمهن، لأصبحت بلا شك فنانا فاشلا" وأنا لم أكن أريد لنفسي الفشل.