المخرج حسين كمال يعترف بأسراره مع بليغ.. ولماذا رفض "حليم" هذه الأغنية؟
يعد المخرج حسين كمال، والمولود في مثل هذا اليوم من العام 1934، من أبرز مخرجي السينما المصرية في عصرها الذهبي، ومن بين 26 فيلما سينمائيا قدمها، احتلت ستة أفلام منها قائمة أفضل 100 فيلم مصري في القرن العشرين بحسب استفتاء النقاد في العام 1996.
6 أفلام للمخرج حسين كمال بقائمة أفضل 100 فيلم مصري
الأفلام بترتيب إنتاجها هي "المستحيل" 1965، "البوسطجي" 1968، "شيء من الخوف" 1969، "أبي فوق الشجرة" 1969، "ثرثرة فوق النيل" 1971، و"إمبراطورية ميم" 1972.
وفي أحد لقاءاته عبر التليفزيون المصري، روى حسين كمال، ذكرياته مع الملحن العبقري بليغ حمدي، معقبا: "غلب على مشواري مع بليغ الحب والصداقة والفن، مشوار له محطات أثرت كثيرًا في حياتي الفنية، تحديدًا خمس محطات".
وأوضح "كمال": "المحطة الأولى كانت من خلال فيلم شيء من الخوف، وهي محطة شديدة الأهمية في حياتي، ولقائي مع بليغ وعبد الرحمن الأبنودي في هذا الفيلم، خاصة وأنني كنت شديد الحماس لصنع فيلم ملحمي لأول مرة في السينما المصرية.. الأبنودي كتب كلمات أغاني الفيلم وحواره، فضلا عن سحر بليغ حمدي وفنه الرفيع الذي حول حوار الفيلم إلى أغان تغنى".
وتابع: "على سبيل المثال تقديم (عتريس) في الفيلم نقول من خلال الأغنية (أهو)، ونشرح شخصية عتريس، وهي التقنية التي قدمت لأول مرة في السينما المصرية نقدم شخصيات الفيلم بالأغاني".
واستكمل حسين كمال حديثه عن الفيلم قائلا: "عرض الفيلم لأول مرة في سينما ريفولي ولم يستمر عرضه إلا ثلاثة أسابيع فقط، ورغم أن الجمهور أحب الفيلم وأعجب به، إلا أنه ترك لديه حالة من التعجب، حتى إنه رفع من دور العرض بعد أقل من شهر من بداية عرضه، ربما لأنه كان جديدا في تكنيكه في ذلك الوقت.. وبعد سنين عندما عرض في التليفزيون، وأتذكر جيدًا هذه المرة وكيف نال الفيلم نجاحًا منقطع النظير، وكيف تجاوب مع المشاهدين تجاوبًا غير مسبوق، وإلى اليوم عندما يعرض فيلم شيء من الخوف يلاقي إقبالا من المشاهدين".
لماذا رفض عبد الحليم حافظ تقديم هذه الأغنية؟
ويمضي المخرج حسين كمال في حديثه عن المحطات الهامة والفارقة في مسيرته الفنية، لافتا إلى أن: فيلم أبي فوق الشجرة نقلة مهمة في مسيرتي السينمائية، والمتباينة في نفس الوقت، "من مرحلة غامقة" إلى الاستعراض المبهر الملون.. حكايتي في هذا الفيلم ــ أبي فوق الشجرة ــ تحديدا حكايتي مع بليغ حمدي في هذا الفيلم.
وأوضح حسين كمال: “في هذا الفيلم غنى عبد الحليم حافظ من تلحين بليغ حمدي أغنية (جانا الهوا) قبل أن نصور الفيلم أو نبدأ العمل فيه بسنتين، وكان يغنيها في كل حفلاته، وكنت من أشد المعجبين بهذه الأغنية، ولحنها كان يبث فيّ أحاسيس جميلة، وكلمات محمد حمزة رائعة. وقلت لعبد الحليم “أنا عاوز جانا الهوا”، فرفض قائلا: "استحالة، أنا بغنيها بقالي سنتين ولا يمكن فيلم بهذه التكلفة وبهذا التجديد الذي تريد إحداثه في السينما. أجيبلك غنوة قديمة"، وظللنا على خلاف لمدة شهر، أنا مصر على الأغنية، خاصة أنني أراها كصورة وتخدم دراما الفيلم، وكنت أريد من خلالها القول إن اللحن الجميل الحلو يمكن أن يغني أكثر من مرة ويصور أكثر من مرة أيضًا بطريقة مختلفة".
واختتم حسين كمال مؤكدًا: "ظل عبد الحليم حافظ على إصراره ورفضه أن يغني جانا الهوي في فيلم جانا الهوي، إلا أن بليغ حمدي استطاع أن يقنعه وقدمت الأغنية في النهاية في الفيلم".