محلل عراقى لـ"الدستور: نتنياهو فى موقف حرج ومصر جهودها رئيسية
قال خبير عراقي إن جولة المفاوضات الجارية بشأن غزة التي من المرتقب أن تعقد جولة جديدة منها في القاهرة، تدعم إنهاء الحرب والعدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني ومنع اتساع دائرة الصراع في المنطقة.
البيان المصري القطري الأمريكي جاء في توقيت حساس
أكد المحلل السياسي العراقي د.عبدالقادر النايل إن البيان المصري القطري الأمريكي بشأن مفاوضات غزة جاء بتوقيت حساس سحب البساط من تحت أقدام نتنياهو الذي أدانته المحكمة الدولية بارتكاب جرائم الإبادة الجماعية في غزة بحق الشعب الفلسطيني، وهو موقف مهم يأتي في سياق دعم القضية الفلسطينية وإنقاذ المواطنين من الكارثة الإنسانية التي يتعرضون لها.
وقف إطلاق النار بات ممهدًا
أوضح "النايل"، لـ"الدستور"، أن وقف إطلاق النار بالفعل أصبح ممهدًا بشكل كبير وهذا لم يكن يحدث لولا التحركات الحثيثة التي لعبت مصر فيها دورًا أساسيًا ووحدت المواقف الخليجية والأردنية سواء كان بتحركاتها الدولية أو التفاهم مع حركة حماس ورأينا جميعًا أن الرئيس الأمريكي بايدن يعلن أيضًا بعد اتصالاته مع القيادة المصرية عن أن وقف إطلاق النار أصبح قريبًا جدًا، والكرة كلها أصبحت بملعب إسرائيل والعالم كله يعلم ذلك.
نتنياهو في موقع حرج
وتابع "لذلك أصبح نتنياهو وفريقة في موقف حرج جدًا أمام العالم، فيما لعبت مصر دورًا محوريًا في الوقوف مع القضية الفلسطينية بعد الاعتداء الآثم على غزة وممارسة الإبادة الجماعية بحق الأبرياء من الشعب الفلسطيني وقد انحازت لها بشكل واضح، كما أنها لم تسمح بتصفية القضية الفلسطينية التي سعى إليها فريق نتنياهو من خلال مشروع تهجير أهالي غزة إلى سيناء، فضلًا عن الجهود الدبلوماسية الدولية وصولًا إلى استقبال الجرحى والأطفال في المستشفيات المصرية.
أضاف "نتطلع مستقبلًا أن يكون لمصر الدور الريادي في إعمار غزة وتضميد جراح أهلها المنكوبين والقيادة المصرية وشعبها الأصيل سيكون لهم الدور الأساسي في ذلك، وحتى المساعدات لولا المصريون ما دخلت الشاحنات ونحن كشعوب عربية نفتخر بالمصريين ونعلم أن مواقفهم الكبيرة ليست غريبة عليهم إنما هم أهل لذلك".
وقال السياسي العراقي إنه يمكن القياس على شيء مهم آخر. ففي كل المفاوضات تضع حماس شرطًا أساسيًا أن مصر هي المكان الذي يختارونه، ما يؤكد على الثقة المطلقة عند الفلسطينيين بالدور المصري الحريص عليهم.
وأكد "النايل" أن نتنياهو يسعى إلى إطالة عمر الحرب بسبب الأزمة الداخلية التي يعيشها هو وفريقه المتطرف والمنافسين له لاستلام حكم إسرائيل يؤمنون بحل الدولتين ويريدون الوصول إلى تهدئة شاملة للعيش الأمن، وبالتالي وقف إطلاق النار سيمهد لإزالة نتنياهو من الحكم، لا سيما أن الغضب الإسرائيلي الشعبي يزيد بشكل واسع، فضلًا عن أنه ليست لديه ضمانات من حكومة بايدين الأمريكية لعدم محاكمته دوليًا، لذلك يسعى إلى بقاء الحرب إلى الانتخابات الأمريكية الرئاسية القادمة، لكن يبدو أن الأوضاع بدأت بالخروج منه بشكل كبير.
جهود مصر مهمة
وقال "النايل" إن الجهود التي بذلتها مصر والأردن في تخفيض حدة التوتر بين إيران وإسرائيل كانت كبيرة والعمود الفقري لخفض التصعيد هو وقف إطلاق النار في غزة، لذلك من المؤكد أن إتمام اتفاقية وقف إطلاق النار سيفسح المجال نحو التهدئة ولا سيما أن الشعب الفلسطيني في غزة منهك ينتظر المساهمات وإعادة الإعمار وخارطة النهوض عبر البوابة المصرية ما سيجعل فرصة الهدنة كبيرة جدًا.