فلسطينيون لـ"الدستور": جولة بلينكن سعت لدعم مفاوضات غزة.. ونتنياهو يستغل الانتخابات الأمريكية
أكد خبراء وسياسيون فلسطينيون أن زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى المنطقة وزيارته لإسرائيل ومصر وقطر هدفت للضغط على كافة الأطراف وخاصة حركة حماس لدعم مسار المفاوضات بشأن غزة لوقف إطلاق النار وتبادل المحتجزين.
وقالت الدكتورة تمارا حداد الكاتبة والباحثة السياسية الفلسطينية، إن زيارة وزير خارجية أمريكا أنتوني بلينكن للمنطقة لها أكثر من دلالة أهمها الضغط على حركة حماس من خلال الوسطاء.
وأضافت "حداد" في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن زيارة بلينكن للقاهرة من أجل الضغط على حماس للتنازل عن شروطها فيما يتعلق بانسحاب قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي من محور فيلادلفيا وممر نتساريم وأيضًا الانسحاب الإسرائيلي الكلي من أرض غزة وليس انسحابًا تدريجيًا من القطاع أو جزئيًا من القطاع.
وتابعت "حداد": "هذه الشروط للمقاومة في الانسحاب ووقف إطلاق النار نهائيًا لا يقبلها رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو حيث من تصريحاته يرفض أي صيغة تنفيذية للانسحاب أو وقف إطلاق النار على قطاع وأيضًا ملف الأسرى المحتجزين داخل قطاع غزة ملف غير مهم بالنسبة لنتنياهو، ما يهمه هو نزع السلاح في قطاع غزة وأيضًا إعادة احتلال القطاع وأيضًا إيجاد إدارة فلسطينية غير معادية للاحتلال وهذا الطرح يتفق معه الأمريكيون".
وأوضحت "حداد" أن أمريكا تريد تدويل قطاع غزة وإدارة عربية فلسطينية دون حماس، بينما إسرائيل تريد نزع السلاح وتفريغ السكان، أما المشهد فلسطينيًا اليوم التالي هو إدارة القطاع فقط معاشيًا وأمنيًا مثل إدارة الضفة الغربية دون أفق سياسي.
عبدالعاطي: نتنياهو المعرقل الرئيسي للصفقة
فيما قال الدكتور صلاح عبدالعاطي رئيس الهيئة الدولية لدعم فلسطين، إن زيارة وزير الخارجية الأمريكي التاسعة إلى المنطقة لا تحمل أي جديد، ولكن الجديد فيها هو كسر الهوة ما بين الآراء الأمريكية تجاه وقف العدوان والآراء الإسرائيلية بتبني الولايات المتحدة الأمريكية للموقف الإسرائيلي الذي يتراجع كثيرًا عن بنود الصفقة السابقة التي جرى اعتمادها بقرار من مجلس الأمن وهي صفقة بايدن، وبإصرار نتنياهو على البقاء في محور فيلادلفيا ومحور نتساريم، ووضع فيتو على أسماء الأسرى المفرج عنهم وطلبات الأبعاد ورهن المساعدات بقبول الصفقة في ابتزاز سياسي واضح، وفي جرائم تدل على ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية.
وأوضح عبدالعاطي في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن هذا الإصرار الإسرائيلي نابع من اقتراب الانتخابات الأمريكية واستغلال هذه الفترة الضبابية التي يحتاج فيها كلا الحزبين إلى أصوات اللوبي الصهيوني، وبالتالي تصريحات بلينكن هي محاولة للتضليل وتحميل حركة حماس وفصائل المقاومة رفض المقترحات الأمريكية الجديدة التي تعني تكريس الاحتلال وتعميق الاحتلال في داخل قطاع غزة.
وتابع عبدالعاطي "بالتالي هذه الجولة لن تسفر عن حلول في ظل الرفض المصري لبقاء قوات الاحتلال على محور فيلادلفيا وفي ظل أيضًا إصرار المقاومة على الحد الأدنى من الشروط التي وافقت عليها في المقاربات السابقة، وأيضًا رغبة العالم لمنع التصعيد باتجاه صراع إقليمي على ما يبدو نتنياهو يرغب باستثمار الوجود العسكري الأمريكي الذي جرى تكثيفه في الفترة الأخيرة من أجل توسيع هذا الصراع من أجل توجيه الضربات إلى لبنان وإيران بما يضمن لاحقًا تسيد إسرائيل على المنطقة هكذا هي الرؤية الإسرائيلية، إضافة إلى إسكات أصوات المعارضة الداخلية في داخل دولة الاحتلال المطالبة بإتمام الصفقة".
وأكد السياسي الفلسطيني أن الجميع يعلم أن نتنياهو المعرقل الرئيسي لهذه الصفقة ومع ذلك الولايات المتحدة الأمريكية تستمر في دعمه بالسلاح والمال والدعم السياسي بما يفشل كل جهود البسطاء في هذا المجال.
وأضاف عبدالعاطي: "نحن مقبلون ربما على تصعيد في الصراع ربما يصل إلى تصعيد إقليمي جراء ردود الأفعال والأفعال المتقابلة، وتستمر الحرب التي ربطها نتنياهو باعتبارها هدفًا لبقائه في الحكم والمفاوضات تستغل حتى اللحظة في إطالة أمد الحرب، والتخفيف من حدة الانتقادات الدولية".
وأكد عبدالعاطي أن المطلوب الآن هو التحرك باتجاه التدخل الدولي، أي التدخل الدولي المرتبط بقواعد القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وقرارات مجلس الأمني، وضمان إيجاد خطة تنفيذية لإنفاذ قرار مجلس الأمن القاضي بوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وانسحاب إسرائيل من القطاع وإعادة إعمار القطاع وضمان تدفق المساعدات الإنسانية والإفراج عن الأسرى من كلا الأطراف.
نزال: نتنياهو لا يريد إطلاقًا أن يوقف إطلاق النار
بينما قال نزار نزال المختص بالشأن الإسرائيلي والباحث الفلسطيني في قضايا الصراع، إن جولة وزير الخارجية الأمريكي إلى المنطقة، هي الجولة التاسعة ولم تسفر عن أي تقدم إطلاقًا فيما يتعلق بالمفاوضات التي لها علاقة بإطلاق سراح الأسرى والمحتجزين ووقف إطلاق النار.
وأوضح نزال أن بلينكن ألقي في هذه الجولة باللوم على المقاومة الفلسطينية وعلى حركة حماس واتهمها بعدم الموافقة وإفشال المفاوضات خاصة أن هناك ورقة جديدة للولايات المتحدة الأمريكية، حماس والمقاومة الفلسطينية وافقت على الورقة أو على الرؤية التي تحدث فيها الرئيس الأمريكي جو بايدن في مايو الماضي ووافقت عليها وكان هناك رد إيجابي من قِبل الحركة.
وتابع في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، "لكن إسرائيل ونتنياهو على وجه التخصيص قد وضع العصي بالدواليب ووضع العربة أمام الحصان، الأمر الذي فجر المفاوضات، وبعد ذلك ها هي اليوم تعود الولايات المتحدة الأمريكية بزخم وحراك دبلوماسي كبير خوفًا من انزلاق المنطقة إلى حرب لا تريدها الولايات المتحدة الأمريكية خوفًا من التأثير على الجو الانتخابي في نوفمبر المقبل، وبالتالي بلينكن قال اليوم إن المفاوضات أو الحراك الدبلوماسي الأخير أفشلته حركة حماس".
وأوضح نزار نزال أنه داخل إسرائيل بعض النخب وبعض القيادات داخل إسرائيل تتهم نتنياهو بإفشال المفاوضات التي بدأتها أمريكا قبل عدة أيام، وبالتالي هناك تناقض كبير بين الموقف الأمريكي وبين المعارضة الإسرائيلية وبين أيضًا النخب التي تعارض خط نتنياهو السياسي وطبيعة تعامله مع الرؤى الدبلوماسية التي تهدف إلى وقف اطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى.
وأكد نزال أن نتنياهو لا يريد إطلاقًا أن يوقف إطلاق النار والجانب الأمريكي قد خلق ورقة جديدة استوعبت الشروط الإسرائيلية واحتياجات إسرائيل الأمنية، وبالتالي طريق المفاوضات أصبحت مغلقة، وأعتقد أن هناك حالة من التشاؤم فيما يتعلق بالمفاوضات، وأعتقد أن الإسرائيليين ذاهبون إلى التصعيد ولا يعنيهم بالمطلق نهائيًا خاصة نتنياهو ما يجري في الدوحة أو في القاهرة الأمر الذي سينعكس سلبًا على المنطقة.
وأوضح نزال أن هناك تخوفات من انزلاق المنطقة إلى حرب إقليمية لا تريدها الإدارة الأمريكية، ولا يريدها الأطراف في المنطقة وإنما اليمين المتطرف الإسرائيلي هو الذي يسعى إلى تفجير وانزلاق المنطقة وكما قلنا إلى حرب إقليمية لا أحد يعرف نتائجها.