الأزهر العالمى للفتوى: دعاء الوالدين لأبنائهم من أسباب التوفيق
قال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إن دعاء الوالدين لأبنائهما من أسباب توفيقهم وهدايتهم، وهو من هدي الأنبياء والرسل عليهم السلام؛ ومن ذلك دعاء سيدنا إبراهيم عليه السلام لذريته، في قول الله تعالى: {رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ}. [إبراهيم: 40]
وأخبرنا سيدنا رسول الله ﷺ أن دعوة الوالد لولده لا ترد؛ فقال ﷺ: «ثَلَاثُ دَعَوَاتٍ مُسْتَجَابَاتٌ: دَعْوَةُ الْمَظْلُومِ، وَدَعْوَةُ الْمُسَافِرِ، وَدَعْوَةُ الْوَالِدِ لِوَلَدِهِ». [أخرجه أبوداود]
ولا يجوز للوالدين الدعاء على أبنائهم، وذلك لأن الله يستجيب دعواتهما لما لهما من مكانة عند الله سبحانه وتعالى.
ويستحب الدعاء للأبناء حتى لو كان عاقًا أو عاصيًا ليهديه الله.
دار الإفتاء: الظالم دعوته مردودة عليه
وقال الشيخ محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن الظالم دعوته مردودة عليه، فالإنسان يدعو الله سبحانه وتعالى وإنما عند الله لا يطلب إلا بطاعته.
وأضاف الشيخ محمود شلبي في إجابته عن سؤال «هل دعاء الأم الظالمة مستجاب؟»، أنه طالما لم يصدر من الأبناء تقصير أو عقوق تجاهها فإن عملها يعد محرمًا في الشرع وهي آثمة لأنها معتدية بغير حق ومضيعة للأمانة التي ائتمنت عليها، فدعاء الظالم لغو لا حرمة له في الشرع، ولا يستجيب الله لدعائها لأنه دعاء بالإثم والقطيعة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة".
وأوضح أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية أن هذا الدعاء يعتبر اعتداءً في الشرع، وقد نهى الله عن ذلك فقال تعالى: "ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ"، وقد ورد في السنة النهي عن ذلك، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تدعوا على أنفسكم ولا تدعوا على أولادكم ولا تدعوا على خدمكم ولا تدعوا على أموالكم لا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاء فيستجاب لكم"، رواه أبوداود.