«العلمين الجديدة» مشروع قومي.. المصريون يكتبون تاريخًا جديدًا
6 سنوات فقط هى عمر مدينة العلمين الجديدة، منذ أن وضع الرئيس عبدالفتاح السيسى حجر الأساس لها، معلنًا دخول الساحل الشمالى الغربى مرحلة جديدة من عمر الوطن، حيث تحولت أرض الألغام إلى نبع للحياة ورمز للتغيير والنمو.
ولم يكن غريبًا عند وضع حجر الأساس أن يطلب الرئيس من عمد ومشايخ قبائل مطروح أن يقوموا هم بوضع حجر الأساس، فتلك اللحظة كانت فارقة فى عمر منطقة مطروح بأكملها وباب خير تم فتحه أمام أهالى مطروح، الذين عانوا كثيرًا فى طلب الخدمات والمرافق التى تليق بأبناء الوطن، ويكفى أن تتجه إلى الساحل الغربى لتشاهد كيف تحولت الطرق إلى طرق بمواصفات عالمية وكيف زاد العمران، وكيف راجت التجارة بين أبناء المنطقة.
وكيف ننسى صورة الرئيس وهو يقف مبتسمًا ضاحكًا وسط أطفال قبائل مطروح، كأننا به يقول لهم لقد مهدنا لكم طريق التنمية والنمو إلى ما شاء الله.
هى سنوات قليلة، لكنها كانت كفيلة بتشييد واحدة من أكبر المدن على مساحة تقترب من ٤٩ ألف فدان، وبطول ١٤ كيلومترًا تمتد حدودها من طريق وادى النطرون إلى الضبعة.
وخلال جولاته كان الرئيس يحرص على متابعة ما يتم فى تلك المدينة أولًا بأول، وتفقد الرئيس فى تلك الفترة جوًا الموقف التنفيذى والأعمال الإنشائية بالمدينة، بما تشمله من أبراج سكنية وسياحية ومناطق ترفيهية، وكورنيش بطول الشاطئ، فضلًا عن الميناء العالمى المعد لاستقبال اليخوت السياحية الأجنبية والمحلية.
وعامًا بعد عام كانت تنمو فيها حركة البناء وتتسع؛ لنرى أبراجًا شاهقة تعانق السماء، كما نرى مساكن تليق بالمواطن المصرى متوسط الدخل، فكل المستويات يمكنها أن تعيش فى تلك البقعة الجديدة على أرض الوطن.
وبمجرد أن بدأت ملامح تلك المدينة فى الظهور، كانت الرسالة التى أرسلها الرئيس للشعب، حين قام بجولة بالدراجة فى أرجاء المدينة والتقى خلال جولته بإحدى الأسر المصرية، ودار بينه وبين رب الأسرة حوار إنسانى للتعرف على أحوالهم والاستماع إلى مطالبهم.
وسأل الرئيس، رب الأسرة عن أسماء أولاده، وعن أحوال الأسرة، الذى أجاب بأنه من محافظة القليوبية، ويعمل داخل مدينة العلمين الجديدة منذ عام.
وقال الرئيس لرب الأسرة، بتقبض كام؟ ليرد قائلًا: «الحمد لله مستورة».
ودعا رب الأسرة للرئيس، قائلًا: «ربنا يبارك لنا فيك يا ريس إحنا ولادك، ربنا يعطيك عمر على عمرك، ومصر دائمًا بخير بيك».
وقال الرئيس فى نهاية الحديث مع الأسرة المصرية: «الإيد الشقيانة فيها البركة».
وتلك هى الرسالة التى وصلت للمصريين، والتى من أجلها فتحت أبواب رزق بعد إنشاء العلمين وغيرها من المدن التى تم تشييدها فى البلاد شرقًا وغربًا، شمالًا وجنوبًا.
لم تعد العلمين الجديدة مجرد مدينة سكنية أو حتى ترفيهية، بل تحولت بفضل فكر القيادة السياسية إلى مدينة متكاملة المرافق والخدمات، بل والأهداف التى تسعى الجمهورية الجديدة إلى تحقيقها.
ولم يكن غريبًا أن تتحول تلك المدينة اليافعة إلى قبلة لضيوف مصر الرسميين من قادة وزعماء ووزراء يقومون بزيارة مصر، حيث يستقبلهم الرئيس فى القصر الرئاسى الذى تم تشييده هناك، ولم يعد غريبًا عندما تجد هؤلاء الزعماء يقومون بجولة فى المنطقة السياحية فى المدينة ويتجولون وسط الزوار ويلتقطون معهم الصور التذكارية، بل ويجلسون على المقاهى التى شيدت فى تلك المنطقة ليشاهدوا عن قرب كيف نجح المصريون فى صنع معجزة تحويل أرض الألغام إلى منطقة استثمارية أمام كل رجال الأعمال فى العالم.
وما زلنا نذكر الجولة التى اصطحب فيها الرئيس، منذ عامين، ضيوفه قادة الأردن والبحرين والإمارات والعراق لتفقد المدينة والمرافق السياحية التى أقيمت فيها، وقاموا بافتتاح أحد المنتجعات السياحية هناك.
ومنذ أيام ليست بعيدة شاهدنا الرئيس السيسى وهو يصطحب ضيفه الشيخ محمد بن زايد فى جولة حرة فى العلمين الجديدة، بل ويزوران فعاليات مهرجان العلمين الذى نجح فى جذب الأنظار إليه منذ انطلاقه العام الماضى وحول ليالى العلمين إلى حفلات ومسابقات ونشاطات أضفت مزيدًا من الأضواء على هذه المنطقة، وهى الزيارة التى أعقبها صدور بيان من إدارة المهرجان أعربت فيه عن أسمى مقامات التقدير والاحترام، وأبلغ معانى الترحيب والحفاوة، بزيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى، بصحبته سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، فى جولة كريمة بين رواد المهرجان وأهالى مدينة العلمين الجديدة الكرام.
وأبدت إدارة مهرجان العلمين الجديدة، الذى تنظمه الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، سعادتها بهذا التشريف والتكريم، وتفخر وأهالى محافظة مطروح، وعموم المصريين، بوجود المهرجان على أرض مصرية شهدت أكبر تحول من الصحراء والألغام إلى التنمية والعمران.
وأضاف البيان أن مدينة العلمين الجديدة أصبحت نموذجًا بين أبهى المدن العالمية، وتستقبل المهرجان الأبرز فى الشرق الأوسط، وتتميز بكونها موقعًا مميزًا لتحقق الأحلام بلا حدود، وذلك بفضل أيادٍ مصرية، وجهودٍ مخلصة لقيادة سياسية واعية وملهمة وقادرة على صناعة الأفضل لأبناء مصر، بفضل الله وتوفيقه، لتصبح بهذا مدينة العلمين الجديدة برمتها أيقونة للبحر المتوسط، وليصبح مهرجان العلمين الجديدة حدثًا تنمويًا وإنسانيًا يتبنى مشروع صناعة الوعى وبناء الإنسان الذى أطلقه الرئيس السيسى، والذى شرفنا بزيارته وأخيه سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
لقد كانت تلك الزيارة أحد دلائل اهتمام الرئيس بالترويج لها واستغلال أى فرصة ليشاهد العالم مدى التطور الذى يحدث لها يومًا عن الآخر.
فالعلمين الجديدة هى درة تاج المدن الجديدة، التى خططت لها الدولة المصرية ونفذتها وفق أعلى المعايير العالمية، لتبرهن للعالم أن المصريين قادرون على تحدى المستحيل، بل وتحدى مخاطر الألغام واقتحام مناطق لا يمكن أن تخطر على بال بشر، إذا توافر لديهم اليقين أنهم يقتحمون المستقبل بخطوات ثابتة من أجل غد أفضل لأبنائهم وأحفادهم، وأنه بأيديهم فقط يملكون كتابة تاريخ جديد لا يقل أهمية عما كتبه أجدادهم القدماء فى الماضى، وما زال العالم يقف انبهارًا أمام ما صنعته أيديهم إلى يومنا هذا.
المصريون قادرون على تحدى المستحيل، بل وتحدى مخاطر الألغام واقتحام مناطق لا يمكن أن تخطر على بال بشر، إذا توافر لديهم اليقين