رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إحذر من اللجوء المقنع.. يا شيخ الأزهر

اعتدنا منك، ونفتخر بك دائمًا يا فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، كونك أيقونة للسماحة ونشر الوعي والفكر الإسلامي الوسطي، ومنارة للعلم ونشر رسالة الأزهر الشريف داخليًا وخارجيًا من خلال تعدد المبادرات والأنشطة التي نالت إعجاب العديد من الأمم في مختلف دول العالم، تمثل فضيلتك مصر، بلد الأزهر الشريف، الذي تخرج منه على مر السنين رجال كانوا وما زالوا مصدر فخر وإلهام في بلادهم وخارجها، كما أنك رئيس مجلس حكماء المسلمين.

تصريحات فضيلتكم التي ذكرت فيها، وتم نشرها في العديد من وسائل الإعلام، قائلًا: "نحن على استعداد لاستقبال كل الفتيات اللاتي أُجبرن على ترك تعليمهن في بعض الدول المسلمة لاستكماله في الأزهر على منح دراسية مدعومة بشكل كامل، دون وضع عدد محدد لأعداد المنح، نظرًا لما تمر به هذه المجتمعات من ظروف قاسية على الفتيات"، هي رسالة طيبة من شيخ جليل وبلد عظيم بحجم مصر. لكن كان يجب أن نحذر من اللجوء المقنع، حيث قد تستغل بعض الدول ذلك التصريح الهام. فمصر حاليًا لا تحتمل المزيد من اللاجئين، خاصة مع المعاناة التي يعيشها الشعب المصري بسبب وجودهم المكثف وتعاملاتهم.

مهمة الأزهر هي نشر تعاليم الدين الإسلامي الصحيح في كل دول العالم عن طريق إرسال بعثات خارجية من علماء الأزهر الشريف لتعليم شعوبها ونشر رسالة الإسلام، خاصة في هذه الحقبة الزمنية المتطورة تكنولوجيًا والمتعددة الفتن. وليس استيراد هذه الشعوب لتعليمهم في مصر، حتى لا يترتب على ذلك توطين مئات الآلاف من جنسيات متعددة في مصر بحجة الدراسة في الأزهر. هناك أيضًا من قد يستغل ذلك لتحقيق مخططات تضر بالوطن ورسالة الأزهر الشريف.

وما أخشاه، فضيلتكم، هو أن يتحول الأزهر الشريف إلى وسيلة سهلة ورخيصة أو مجانية للحصول على الإقامة الدراسية لكل الجنسيات اللاجئة التي تبحث عن مكان آمن وسهل للجوء، والتي في الغالب يكون التعليم آخر همومها وأولوياتها. مكانة الأزهر أعلى بكثير من أن يُستخدم من قِبل المفسدين داخليًا أو خارجيًا لتحقيق أهداف أخرى بعيدًا عن الخير الذي تقصده فضيلتكم.

في وطننا الغالي، مصر، هناك العديد من المتهربين من التعليم والأميين الذين هم في أمس الحاجة إلى ذلك التصريح الهام. نحن معك قلبًا وقالبًا في تدشين مبادرة "الأزهر للقضاء على الأمية" في مختلف محافظات الجمهورية، بمشاركة علماء الأزهر الشريف والأوقاف والمعلمين بالتربية والتعليم، وتسليط الضوء عليها من خلال وسائل الإعلام. ونثق في دعم الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية لخدمة الوطن، كما نأمل في مشاركة التحالف الوطني للعمل الأهلي والتنموي بدوره وخبرته.

فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر، نحن معكم أبناء الوطن ونرجو مد جسور التواصل لخدمة ونشر رسالة الدين الإسلامي السمحة والطيبة. وفقكم الله وسدد خطاكم للخير.