مئات المصابين باليمن و"تهالا" الليبية منكوبة.. سيول الدول العربية تعيد مشاهد "دانيال"
مع مطلع أغسطس الجاري، ضربت السيول عددًا من الدول العربية خلال الأسابيع الماضية في ليببا واليمن والسودان، ما أسفر عن وفاة العشرات وإصابة المئات فضلًا عن تدمير آلاف المنازل إلى حد إعلان بعض المدن مناطق منكوبة، لتعيد السيول الأخيرة مشاهد إعصار "دانيال" الذي اجتاح ليبيا في سبتمبر 2023.
ليببا
في منطقة تهالا القريبة من الحدود الليبية الجزائرية، غمرت المياه شوارع المنطقة وأغرقت مزارعها، فيما أعلن جهاز الإسعاف والطوارئ أمس، وفاة 3 أطفال في تهالة جراء السيول، بينما لا تزال الجهود مستمرة لإنقاذ باقي العالقين.
واجتاحت السيول عدة مدن في الجنوب الليبي وغمرت أحياء بأكملها، وقال عميد بلدية تهالة أحمد كليكلي، إن مياه الأمطار غمرت الأحياء بالكامل، مؤكدًا الحاجة لأغطية وخيام في أقرب وقت ممكن.
وأعلن المجلس البلدي في تهالة أنها "بلدية منكوبة"، مناشدًا المؤسسات التنفيذية والمنظمات والجمعيات الإنسانية والأهلية لمد يد العون لأهالي تهالة، والمساهمة في جهود الإنقاذ.
السودان
وفي السودان، ضربت الأمطار الغزيرة مناطق واسعة خلال الأسبوعين الماضيين، واجتاحت سيول ضخمة عدة مناطق في شمال البلاد، ما أدى إلى تدمير أكثر من 10 آلاف منزل كليًا وجزئيًا.
وطبقًا لهيئة الأرصاد الجوية السودانية، فإن معدلات الأمطار والسيول جاءت فوق المعدلات الطبيعية ومصحوبة بأتربة وعواصف رعدية.
وفي الثالث من أغسطس الجاري، توقعت وحدة الإنذار المبكر بالهيئة العامة للأرصاد الجوية السودانية، سيول وفيضانات الأودية والخيران نتيجة لهطول أمطار غزيرة إلى متوسطة مصحوبة بالعواصف الرعدية والرياح القوية في ولايات البحر الأحمر، شمال دارفور، وولايات غرب دارفور، وسط دارفور، وغيرها.
وحذَّرت منظمات محلية ونشطاء بيئيون من مغبة انتشار الأمراض في ظل استمرار هطول الأمطار والسيول وتجريف التربة.
وذكر التقرير التراكمي لآثار خريف 2024 في السودان، الصادر من اللجنة الفنية لطوارئ الخريف التابعة لوزارة الصحة بالولاية الشمالية، أن عدد الوفيات منذ بداية فصل الخريف وحتى 12 أغسطس الجاري، وصل إلى 29، بينما أُصيب 125 آخرون.
اليمن
وفي محافظة حضرموت شرق اليمن، ضربت موجة من السيول الجارفة، أجزاء واسعة من المحافظة فجر الجمعة، ما تسبب في وقوع أضرارٍ بالطرق ومحطات الصرف الصحي وعدد من السيارات.
ومنذ نحو أسبوع، يشهد اليمن سقوط سيول جارفة وأمطار غزيرة في محافظات الحديدة، ومأرب، وحجة، وريمة، وإب، وتعز، أودت بحياة 98 شخصًا وإصابة 600 في حصيلة أولية، حسبما أعلنت هيئات الأمم المتحدة العاملة في البلاد.
في حين أطلقت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف" تحذيرًا من تداعيات الكارثة البيئية على العائلات المتضررة.
وقالت المنظمة الأممية، إن 180 ألف شخص تضرروا جراء السيول في اليمن، موضحة أن هناك حاجة ماسَّة إلى 4.9 ملايين دولار لتوسيع نطاق الاستجابة الطارئة للإغاثة.
سلطنة عمان
وفي منتصف إبريل الماضي، اجتاحت سيول عارمة أجزاء من سلطنة عمان بعد هطول أمطار غزيرة راح ضحيتها 12 شخصًا، بينهم طلاب مدارس.
وأكدت وكالة الأنباء العمانية تسجيل عدد من الوفيات جرّاء انجرافهم داخل مركباتهم إثر السيول، من بينهم مواطنان وأجنبي إضافة إلى تسعة تلاميذ، وأغلقت المدارس الحكومية والخاصة في معظم المحافظات.
وتأثرت عدة مناطق في عمان بمنخفض جوي يُعرف باسم "منخفض المطير"، وتدخلت القوات الجوية العمانية؛ لإنقاذ مواطنين عالقين بسبب الفيضانات، فيما تدخل بعض المواطنين العمانيين لمحاولة مساعدة ركاب السيارات العالقين في السيول.