جدرى القرود يهدد العالم بـ«إغلاق جديد».. كابوس كورونا يطل بنسخة إفريقية
حالة تأهب تشهدها دول العالم عقب الإعلان عن انتشار سلالة جديدة من فيروس "جدري القرود"، خشية تكرار كابوس جائحة كورونا التي أصابت العالم بشللٍ دام عامين، وسط مخاوف من إغلاق محتمل للدول التي أعلنت عن تسجيل إصابات لديها بالسلالة الجديدة من الفيروس.
وأعلنت وكالة الصحة العامة في السويد، أمس، عن رصد أول إصابة خارج إفريقيا بالسلالة الجديدة من جدري القرود.
وأفادت الوكالة في بيانٍ بأنه تم تشخيص حالة إصابة بجدري القرود في ستوكهولم، وهي أول إصابة تتسبب بها السلالة 1 يتم تشخصيها خارج القارة الإفريقية.
يأتي ذلك فيما أعلنت السلطات الصحية الباكستانية، اليوم، عن رصد 3 إصابات بفيروس جدري القردة لأشخاص كانوا عائدين من الخليج.
وكانت باكستان قد سجلت إصابات بجدري القرود في السابق، ولم يتضح بعد أي سلالة منه تم اكتشافها لدى المرضى.
طارئة صحية عالمية
وبموجب اللوائح الصحية الدولية، أعلن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم، عن طارئة صحية عالمية، مؤكدًا أن الزيادة الكبيرة في تفشي جدري القرود في جمهورية الكونغو الديمقراطية وعدد متزايد من البلدان في إفريقيا تثير قلقًا دوليًا.
وقال الدكتور تيدروس، في إعلانه عن الطارئة الصحية العالمية: "إن ظهور سلالة جديدة من فيروس جدري القرود وتفشيه السريع شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية والإبلاغ عن حالات عدوى في العديد من البلدان المجاورة هو أمر مقلق للغاية، وهناك حاجة ماسَّة إلى استجابة دولية منسقة لوقف هذا التفشي وإنقاذ الأرواح".
وأودى جدري القرود بحياة 548 شخصًا في جمهورية الكونغو الديمقراطية منذ مطلع العام وهو منتشر الآن في كل مقاطعاتها.
إجراءات احترازية
يأتي ذلك فيما أعلن عدد من الدول العربية عن إجراءات احترازية لمتابعة الوضع الوبائي للفيروس، حيث أكدت وزارة الصحة الكويتية، التنسيق المستمر مع الشركاء الدوليين في المركز الخليجي للوقاية من الأمراض ومنظمة الصحة العالمية لمراقبة الوضع والتأهب والاستعداد وفقًا للمستجدات الوبائية.
وأضافت أن مركز الكويت للوقاية من الأمراض ومكافحتها يعمل بشكل وثيق مع جميع الجهات المعنية لتعزيز الجهود الوطنية للوقاية من الأمراض المعدية والتصدي لها.
وأوصت الوزارة بتوخي الحذر عند السفر إلى الدول التي سجلت حالات إصابة بالمرض، مؤكدة أنها ستبقى على تواصل مستمر والتزويد بالمستجدات في حال وجود أي تطورات في الوضع الوبائي.
وفي لبنان، أكدت مصلحة الطب الوقائي بوزارة الصحة العامة، عن عدم تسجيل أي حالة جديدة بالمرض في لبنان منذ مارس الماضي.
وشددت على أن وزارة الصحة العامة تتابع عن كثب كل جديد مرتبط بالمرض، وذلك بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية واللجان العلمية، مشيرة إلى أنه ليست هناك توصيات من قبل منظمة الصحة العالمية حتى الآن لاعتماد إجراءات خاصة على المعابر الحدودية.
وفي مصر، أكد الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث باسم وزارة الصحة والسكان، أن الوزارة مستعدة لأي طارئ صحي فيما يخص انتشار جدري القرود في إفريقيا.
وأوضح "عبدالغفار"، أن الوزارة قامت بتنشيط الإجراءات الصحية الوقائية المقررة عبر المنافذ البرية والبحرية والجوية، في ضوء المتابعة المستمرة للحالة الوبائية للمرض والمنشورات الدورية ذات الصلة، مع استمرار رفع درجة الاستعداد بجميع أقسام الحجر الصحي بالمطارات الجوية والموانئ البحرية والمعابر البرية، وتنشيط كل الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية الخاصة بالمرض في منافذ دخول البلاد.
تعزيز المراقبة بين الدول
ودعا مدير منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم، إلى ضرورة تعاون البلدان المتضررة من فيروس جدري القرود، وتعزيز المراقبة وتبادل البيانات بين الدول حول المرض للحد من انتشاره.
وكتب أدهانوم في تغريدة عبر صفحته الرسمية بمنصة X: "إن إعلان أول إصابة بجدري القرود في السويد، يؤكد ضرورة تعاون البلدان المتضررة معًا من أجل التصدي للفيروس".
وأضاف: "نحن نشجع جميع البلدان على تعزيز المراقبة ومشاركة البيانات، والعمل على فهم أفضل لكيفية انتقال المرض؛ ومشاركة اللقاحات؛ وتطبيق الدروس المستفادة من حالات الطوارئ الصحية العامة السابقة التي تثير قلقًا دوليًا في معالجة تفشي المرض الحالي".
وأكد المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية طارق ياساريفيتش، أن المنظمة تعمل حاليًا من أجل توفير بعض المضادات للوقاية من فيروس جدري القردة، مطمئنًا جميع الدول بأن الوضع الصحي الحالي لا يستدعي القلق أو اتخاذ أي إجراءات احترازية مثل التي اتخذت في السابق خلال فترة كورونا، إلا أنها تتطلب فقط مراقبة الوضع وتحديد مواقع انتشار هذا الفيروس.