حالة حوار.. كيف يرى أولياء الأمور والطلاب والخبراء «الثانوية الجديدة»؟
رحب طلاب وأولياء أمور وخبراء تربويون بالتعديلات الجديدة على النظام التعليمى، خاصة فى مرحلة الثانوية العامة، التى أعلنتها وزارة التربية والتعليم، قبل أيام، وتضمنت مجموعة واسعة من القرارات الإيجابية، التى تستهدف فى غالبيتها تخفيف الأعباء عن كاهل الأسر.
ووصف أولياء أمور وطلاب وخبراء تربويون، فى حديثهم التالى مع «الدستور»، النظام الجديد بالمهم للغاية، خاصة أنه يسهم فى القضاء على ظاهرة الدروس الخصوصية، ويقدم حلولًا غير تقليدية تخفف الأعباء عن الأسر، وتمنح الطلاب وقتًا أكبر للمذاكرة والتحصيل.
أولياء أمور: تقضى على الدروس الخصوصية.. وتخفف الضغوط عن الأبناء
قالت شيماء ماهر، ولية أمر، إن النظام الجديد يقف فى صف الطالب وولى الأمر، بصرف النظر عن إلحاق الضرر ببعض معلمى الدروس الخصوصية، مضيفة: «كنا نعانى عدم كفاية الوقت لكم المواد المقررة على الطلاب، لكن تقليص عدد المواد يتيح للطالب وقتًا كافيًا جدًا للمذاكرة وتحقيق التفوق».
وأضافت «شيماء»: «لم يتم إلغاء أى مادة، وكل المواد أصبحت تدرس على مدار الثلاث سنوات، والمواد التى تم دمجها هى بالفعل مواد متشابهة، ويمكن دمجها بكل سهولة».
وواصلت: «لذلك، أنا مع هذه القرارات قلبًا وقالبًا، لكن يجب النظر فى طريقة التقييم والامتحانات، ونظام (البابل شيت) الذى أثبت فشله على مدار السنوات السابقة، ونعود إلى النظام المقالى الذى يضمن حق الطالب».
وقالت إسراء عادل، ولية أمر، إن الطلاب لم تكن لديهم القدرة الكافية على استيعاب هذا الكم الكبير من المواد، خاصة طلاب شعبتى «علمى علوم» و«علمى رياضة»، لذا فإن النظام الجديد فى صالح الطلاب. وأضافت ولية الأمر: «من واقع تجربتى أنا وابنى مع الثانوية العامة، الأهالى يصرفون كل ما لديهم على الدروس الخصوصية، ليتمكن الطالب من الفهم أكثر، وكل ذلك يكلف الأسر كثيرًا».
وواصلت: «قرار وزير التربية والتعليم فى صالح الأهالى، والطالب سيوفر على أسرته الكثير من المبالغ التى كان يتم دفعها خلال فترة الثانوية العامة، وسيتمكن من المذاكرة دون ضغط أو قلق من كثرة المواد».
وأيدت دعاء محمود، ولية أمر لطالبة فى الصف الأول الثانوى، التعديلات الجديدة، معتبرة أنها تحقق ما كان يرغب فيه أولياء الأمور منذ عشرات السنوات، وهو التخفيف من أعباء الدروس الخصوصية عنهم، تلك الظاهرة التى تفشت فى السنوات الأخيرة، وعانت خلالها الأسر من جشع المدرسين الذين حققوا أرباحًا خيالية من وراء هذه الدروس.
ورأت أن هذا النظام من شأنه التخفيف عن الطلبة فى المواد التى يذاكرونها، ويقلل النفقات المخصصة للدروس الخصوصية، ما يزيد من قدرة الطالب على التفوق والتميز.
خبراء: تعيد الاعتبار لدور المدرسة وتسهم فى مواجهة «مافيا السناتر»
رحب الدكتور تامر شوقى، الخبير التربوى، بالقرارات الصادرة عن وزير التربية والتعليم بشأن نظام الثانوية العامة، متوقعًا أن تسهم فى حل مشاكل أولياء الأمور مع معاناة الدروس الخصوصية، والمراكز التعليمية التى تستغلهم خلال فترة الدراسة.
وأضاف «شوقى»: «كما أن قرارات وزير التربية والتعليم تعود بالنفع على الطلاب أيضًا، من خلال تخفيف العبء المعرفى الواقع عليهم، عن طريق دراسة عدد من المواد يتناسب مع قدراتهم العقلية، ما يتيح لهم فرصة لفهم واستيعاب المقررات الدراسية المختلفة بدلًا من حفظها، ما يسهم فى تحقيق نواتج التعلم المستهدفة».
وواصل: «القرارات تعود بالنفع، كذلك، على المدرسين، من خلال تقليل عدد أيام الامتحانات، والمواد التى يتم تصحيحها، ما يقلل من الأعباء الملقاة على المعلمين فى عمليات المراقبة والتصحيح، وبالتالى استعادة الوضع الطبيعى للعملية التعليمية، من خلال إعطاء الوزن الأكبر لعمليات التعليم والتعلم وليس الامتحانات»، مشددًا على أن التعديلات الأخيرة تقلل الخوف من شبح الثانوية العامة، الذى ظل يرهب الطلبة وأولياء الأمور لسنوات.
واتفق معه الدكتور فاروق فهمى، مدير مركز تطوير تدريس العلوم الأسبق، مشيدًا بخروج بعض المواد من المجموع، فى إطار التسهيل على طلاب الثانوية العامة، إلى جانب أولياء الأمور والمدرسين. وقال «فهمى»: «نظام الثانوية العام الجديد يسهم فى رجوع الطلاب والمعلمين مرة أخرى إلى المدارس، التى تعد دور تربية وتعليم للطلبة والطالبات، مقابل إغلاق المراكز التعليمية، وإلغاء الدروس الخصوصية».
وأضاف الخبير التربوى: «النظام الجديد فى صالح الطلاب والأهالى، بينما سيكون صفعة قوية لمعلمى الدروس الخصوصية، خاصة مع معاناة الأهالى من دفع مبالغ مالية كبيرة فى هذه الدروس، دون جدوى».
ووصفت الدكتورة جيهان البيومى، الخبيرة التربوية عضو مجلس النواب، التعديلات الجديدة المقرر اعتمادها تشريعيًا خلال الفترة المقبلة، بأنها جيدة للغاية، وتصب فى مصلحة الطالب وولى الأمر.
ورأت د. جيهان أن دمج المواد الدراسية من شأنه القضاء على حشو المناهج، الذى عانى منه الطلاب لسنوات طويلة، واضطرهم لاستذكار كميات هائلة من المعلومات غير مهمة فى أغلبها، وكان يضغطهم بشكل كبير، فى ظل قصر العام الدراسى.
وأشادت بعزم وزارة التربية والتعليم اعتماد «البرمجة والذكاء الاصطناعى» كمادة جديدة، لما تمثله البرمجة من أهمية فى العصر الحالى، باعتبارها من المتطلبات الأساسية فى سوق العمل الحالية، مشيرة إلى أن هذه المادة ستأتى بديلًا لتدريس مادة «الحاسب الآلى»، التى تعتمد على تقديم معلومات بدائية للطلاب، ولا تضيف لهم أى جديد.
ونبهت إلى أن عدم اعتبار اللغة الأجنبية الثانية مادة أساسية تُضاف إلى المجموع لا يعنى إلغاءها بشكل نهائى، إنما باتت مادة نجاح ورسوب، معتبرة أن هذا القرار من شأنه تخفيف ضغط المذاكرة عن الطالب، وتركيز انتباهه وتحصيله العلمى على اللغة الإنجليزية الأكثر طلبًا. واختتمت عضو مجلس النواب بقولها: «كل هذه التعديلات تسهم فى تخفيف عبء الدروس الخصوصية بالنسبة للطلاب وأولياء الأمور، ومن المنتظر أن تؤتى ثمارها فى الفترات القليلة المقبلة».
طلاب: توفر الوقت الكافى للمذاكرة وتقلل القلق الناتج عن كثرة المواد
وصف محمد خالد، طالب فى الثانوية العامة، التعديلات على النظام التعليمى بأنها جيدة جدًا، فى ظل الضغط الذى يعانى منه الطلاب كل عام، وحجم الدروس الخصوصية التى تفقدهم أعصابهم.
وأضاف خالد: «هذه القرارات تسهل علينا النجاح، من خلال إتاحة وقت أكبر للمذاكرة، وتقليل الضغط والقلق اللذين نعانى منهما بسبب عدد المواد التى لا تنتهى، لنصبح قادرين على المذاكرة بشكل أفضل، واستغلال الوقت فى مراجعة المواد باستفاضة». ورأى نورالدين حسين، طالب فى الصف الأول الإعدادى، أن التعديلات التى أجرتها الوزارة على نظام التعليم تحوى الكثير من العناصر الإيجابية، على رأسها التخفيف من عبء بعض المواد عن الطالب، وفى مقدمتها اللغة الأجنبية الثانية.
وأضاف «حسين»: «دراسة هذه اللغة أصبحت متوافرة حاليًا لأى شخص خارج النظام التعليمى، من خلال العديد من الكورسات والفيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعى المختلفة، التى توفر محتوى مجانيًا وقويًا».
وواصل: «رغبة الطالب فى تعلم أى لغة بشكل اختيارى تجعله يبحث عن الكثير من الطرق الفعالة لتعلمها والاستفادة منها بقوة، بعيدًا عن المناهج الدراسية التى يراها مفروضة عليه بشكل إجبارى».
أما رنيم مصطفى، طالبة فى الصف الثالث الإعدادى، فقالت إنها سعيدة بإلغاء المادة الأجنبية الثانية من الإضافة إلى المجموع، ليس فقط من أجلها ولكن من أجل والدها ووالدتها اللذين يتحملان نفقات هائلة فى الدروس الخصوصية.
وأضافت «رنيم»: «ضمّ مواد الطبيعة فى مادة واحدة من شأنه أن يسهل دراسة هذه المواد، وبالتالى يقلل من معاناة الطلبة بسببها، عندما كان كل منها منفصلًا».
وواصلت: «هذه الصعوبات كانت تمنعنى من أن أحصل أنا وزملائى على مجموع كبير، وبذلك يمكننى الحصول على مجموع كبير، الموضوع أصبح أسهل، خاصة مع رغبتى فى الالتحاق بكلية الطب».