كيف كان بهاء طاهر سببا في معرفة العالم العربي بباولو كويليو؟
ترجم الروائي الكبير الراحل بهاء طاهر رواية الخيميائي ساحر الصحراء، للكاتب البرازيلي باولو كويليو عام 1996، وكان كويلهو قد نشرها لأول مرة عام 1988، وترجمها للعربية للمرة الأولى الروائي الكبير بهاء طاهر، وهي الرواية التي انفجرت بقوة لتبيع ملايين النسخ حول العالم.
بهاء طاهر والخيميائي
ربما كانت أروع ترجمة هي تلك التي ترجمها بهاء طاهر للرواية، فالأديب الكبير نقلها للعربية بروح بهاء طاهر وكأنها إحدى أعماله واحة الغروب أو قالت ضحى او الحب في المنفى، وربما كان هناك فضل لبهاء طاهر على العربية بترجمته لهذه الرواية العظيمة التي راجت ومهدت لاسم باولو كويليو ككاتب كبير، لكن الرواية لم تروج عربيا فقط وإنما كان لها اثرها في العالم أجمع حيث باعت الملايين من النسخ حول العالم وترجمت لأكثر من 70 لغة.
الخيميائي
في عام 1986، قطع باولو كويليو ما يزيد على الخمسمائة ميل في رحلته للحج إلى مدينة القديس سانتياجو كومبيستلا في شمال غربي أسبانيا، وكانت هذه الرحلة نقطة تحول رئيسية في حياته؛ فلقد أفرزت رواية "الحج" في نفس العام (والمعروفة تجاريًا بـ "حاج كومبيستلا")، ثم في العام التالي كتب كويلو رائعته "الخيميائي" ونشرها من خلال دار نشر متواضعة.
لم يتحمس صاحب دار النشر إلى الرواية حتى أنه قرر ألا تزيد عدد نسخ الطبعة الأولى عن 900 نسخة وبدون إعادة نشر! عثر كويليو بعد ذلك على دار نشر أكبر، وبعد نشره لروايته التالية "بريدا"، حققت رواية "الخيميائي" أعلى مبيعات في البرازيل، وتم طباعة أكثر من 65 مليون نسخة لها، حتى أصبحت من أعلى الكتب في التاريخ تحقيقا لأعلى نسبة مبيعات، وتم ترجمتها إلى 71 لغة، وهو ما حدا بها إلى أن تدخل موسوعة جينيس لأكثر رواية مترجمة لمؤلف على قيد الحياة! نشر كويليو حتى الآن أكثر 30 كتابا، وبيعت أكثر من 150 مليون نسخة من كتبه لأكثر من 150 دولة حول العالم.
باولو كويليو
ولد باولو كويليو في ريو دي جانيرو بالبرازيل في 24 أغسطس لعام 1947، تمنى كويلو في مراهقته أن يصبح كاتبًا، إلا أن والدته كان لها رأي آخر عندما صرّح لها بذلك فقالت، والدك مهندس، رجل منطقي، عملي، هل تعلم حقا ما هو معنى أن تصبح كاتبًا؟".
وفي السادسة عشر من عمره، أدت انطوائية كويليو ومقاومته لسلوك الطرق التقليدية في الحياة بوالديه إلى أن يرسلاه إلى مؤسسة عقلية، وهو ما دفعه إلى الهرب منها ثلاث مرات قبل أن يُطلق سراحه منها نهائيا في العشرين من عمره! ولقد عقّب كويلو على ذلك الموضوع فيما بعد قائلا " لم تكن المسألة أنهما يريدان إيذائي، كانا فقط يجهلان ما ينبغي عليهما فعله اتجاهي، إنهما لم يقوما بذلك لأجل تدميري، بل لأجل الحفاظ عليّ"، ونزولًا على رغبات والديه؛ إلتحق كويلو بمدرسة القانون وهجر حلمه القديم في أن يصبح كاتبًا.
وبعد ذلك بعام واحد؛ ترك كويليو المدرسة وعاش حياته بوهيميًا مرتحلًا إلى أماكن عديدة؛ أمريكا الجنوبية، شمال أفريقيا، المكسيك، أوروبا، وبدأ في تعاطي المخدرات في ستينيات القرن العشرين.
ولدى عودته إلى البرازيل، عمل كويليو كمؤلفًا للأغاني لبعض المطربين، وتم اعتقاله في 1974 بتهمة "أعمال تخريبية" إبّان الحكم العسكري السائد حينئذ، والذي اعتبر مؤلفات كويليو الغنائية بمثابة "يسارية" خطرة! عمل كويليو أيضا كممثل وصحفي ومخرج مسرحي قبل أن يتجه كليةً إلى حرفة الكتابة.
في 1982، لم يلاقِ كتاب كويليو الأول والمنشور حينها "أرشيف الجحيم" أي نجاح أو يترك أي انطباع لدى الجمهور، ثم كان الانفجار مع رواية ساحر الصحراء.