رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة المارونية تحتفل بعيد انتقال سيّدة الكرم

سيّدة الكرم
سيّدة الكرم

تحتفل الكنيسة المارونية بذكرى عيد إنتقال العذراء مريم- سيّدة الكرم، وبخصوص انتقال العذراء مريم يخبر التقليد المسيحي في الشرق والغرب وتعلن الكنيسة عقيدة إيمانية أن سيدتنا مريم العذراء قد انتقلت إلى السماء بنفسها وجسدها. أعلن ذلك البابا بيوس الثاني عشر سنة 1950. 

أننا لا ننكر بذلك موت العذراء بل نؤمن بانها انتقلت فيما بعد الى السماء بدون ان يرى جسدها الفساد وذلك بامتياز خاص من الله. فكما اختارها اماً وعذراء، وكما عصمها من الخطيئة الاصلية كذلك نقلها إليه بطبيعتها الانسانية الكاملة نفساً وجسداً.

 إن تاريخ هذا العيد قديم، يعود الى ما قبل الجيل السادس على الثابت. واننا نجد لكل قديس مكاناً يكرمون جسده فيه ما عدا العذراء اذ لا يوجد تقليد واحد عن تكريم جسد العذراء. يحتفل اليوم بهذا العيد كل المسيحيين شرقاً وغرباً الكاثوليك وغير الكاثوليك – ما عدا البروتستانت.

وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية جاء نصها كالآتي: يا والدة الإله، العذراء على الدوام، إنّ انتقالك من هذا العالم هوعبورٌ حقيقيٌّ ودخولٌ إلى الخدر الإلهي. فَبِخُروجك من هذا العالم المادّي، دخلتِ إلى "وَطَنٍ أَفضَلَ، أَعْني الوَطَنَ السَّماوِيّ".

لقد استقبلت السماء نفسك قائلةً: "مَن هذه الطَّالِعَةُ مِنَ البَرِّيَّة، مَن هذه المُشرِفَةُ كالصبْح، الجَميلَةُ كالقَمَر، المُخْتارةُ كالشَّمْس، المَرْهوبةُ كصُفوفٍ تَحتَ الرَّايات؟" "قد أَدخَلَكِ المَلِكُ أَخاديرَه" والملائكة عظّمت من هي أمّ ربّهم بالطبيعة البشريّة، وبالحقيقة، حسب مخطّط الله الخلاصي.

لقد حمل الرسل جسدك البريء من الخطيئة، يا تابوت العهد الحقيقي، ووضعوه في قبرِكِ المُقدّس. وهنا، عبر نهر أردن آخر، وصلتِ إلى أرض الميعاد وأعني بها "أُورَشَليم العُلْيا، وهي أُمُّنا"، وأم كلّ المؤمنين والّتي صمّمها اللهُ وبناها. لأنّ نفسَكِ، وبكلّ تأكيد، لم "تُترَكْ في مَثْوى الأَمْوات، ولا نالَ مِن جَسدِك الفَساد". إنّ جسدك الطّاهر جدًّا وبلا وصمة خطيئة، لم يُترَك في الأرض، بل حُمِلتِ إلى أخدار الملكوت السّماوي، أنت الملكة، والسيّدة، وأمّ الله الحقيقيّة.

نقترب منك اليوم يا ملكتنا، أيّتها العذراء أمّ الله؛ وتلتفت نفوسنا نحوشفاعتك الكبيرة لنا، نريد تكريمك بـ "مَزامير وتَسابِيح وأَناشيد رُوحِيّة". إنّنا، بتكريم "أمة الربّ"، نُعلِنُ تعلُّقنا بربّنا، ارمُقينا بنظرِك، أيّتها الملكة أمّ الملك الطيّب؛ قودي خطانا إلى مرفأ الأمان، مرفأ التوق إلى الله.