الباحث السورى حسام الدين درويش لـ"الدستور": الفلسفة انخرطت فى مناقشة مسألة القضية الفلسطينية
"منمنمات فكرية وحوارية في الفلسفة والحياة اليومية القضية الفلسطينية"، عنوان أحدث إصدارات الكاتب والباحث في الفلسفة والفكر العربي والإسلامي، الدكتور حسام الدين درويش.
الفلسفة انخرطت في مناقشة مسألة القضية الفلسطينية
وفي تصريحات لـ"الدستور" كشف "درويش" عن ملامح كتابه، قائلًا: "أسميت الكتاب "منمنمات" لأن معظمه عبارة عن نصوص صغيرة، وهذه النصوص فكرية وفي الأصل كلمة "منمنمات" تشير إلى عالم الإنتاج الفني أو الصور في التصوير أو الرسم، وأسميتها حوارية لأن قسمًا أساسيًا في الكتاب هو عبارة عن حوارات أجريت معي أو أجريتها مع آخرين بخصوص مسائل عديدة".
وأضاف: "الكتاب يقسم إلى بابين، وكل باب يتضمن فصلين. في الباب الأول من الكتاب وعنوانه "منمنمات فكرية وحوارية في الفلسفة والحياة اليومية". والباب الثاني بعنوان "منمنمات فكرية وحوارية في الفلسفة والقضية الفلسطينية".. الكتاب يستخدم الخلفية الفلسفية التي يمتلكها صاحبه في مناقشة قضايا عادة ليست موضع اهتمام، أو فلنقل إنه يمتلك من الخبرات وأحداث معينة ليفكر في بعض أبعادها الفلسفية، وبالتالي لا أزعم أن الكتاب فلسفي خالص، لكنه بالتأكيد يتضمن استخدامًا لمفاهيم الفلسفة لبعض رؤاها العامة، ولبعض إشكالياتها ومناقشاتها في التفكير في المسائل التي يطرحها".
وتابع: "رغم التقسيم بين البابين الأول والثاني، إلا أنه من الواضح التشابه بين المسألتين، وبالتالي بين الجزأين ولا يمكن الفصل بينهما فاصلًا كاملًا لسببين على الأقل، لأن القضية الفلسطينية وما يحصل في فلسطين وغزة خصوصًا أصبح أكثر فأكثر جزءًا من الحياة اليومية لكثيرين، ولأن الفلسفة انخرطت في مناقشة مسألة القضية الفلسطينية واتخاذ مواقف منها في الفترة من 7 أكتوبر تحديدًا".
الكتب الفلسفية قد تحظي برواج
وأضاف: "فيما يتعلق بالجزء الحواري في الكتاب سواء التي أجريت معي من قبل الصحافة أو مواقع فكرية متعددة كذلك أشير إلى أبرز حوارات أجريتها مع صديقة ألمانية، امرأة دين، وكاهنة ومدرسة وناشطة في المجال العام، استغرق حوالي 40 صفحة من الكتاب في مسألة القضية الفلسطينية من منظورين، ألماني وغير ألماني، وحديث عن التابوهات الألمانية والتابوهات العربية في خصوص القضية الفلسطينية والمسألة الصهيونية أو اليهودية.. إلخ ولا أقول هنا فيما يخص القضية الفلسطينية لا أحاول أن أتخذ موقفًا أيديولوجيًا واضحًا مع أو ضد، رغم أن هذا قد يبدو بارزًا، لكن الغرض هو التفكير في هذه المسألة من منظور متوازن، من منظور أكثر أساسية من المنظور السياسي المباشر، من منظور قيمي أخلاقي قانوني، فكري وفلسفي عام. هناك قول إن الكتابات الفلسفية لا تحظى بالرواج كغيرها من الكتب، لكن الكتب الفلسفية قد تحظى برواج أكثر من الكتب الطبية أو الهندسية، وهي بالتالي كغيرها من الفروع، في جزء منها للمتخصصين في هذه المسألة، ولأن لها لغتها ومفاهيمها التي قد تصعب على غير المختصين، لكن من ناحية أخرى والكتاب يمكن أن يشير إليه، وهو أنه يمكن للفلسفة ألا تقتصر على البحث النظري المجرد وأن تتناول مسائل عينية وتفكر فيها فيحدث ما نسميه الجدل الصاعد والجدل النازل على الطريقة الأفلاطونية، بمعنى أن الجزئي يرتفع إلى الكلي ليفكر في حادث معين من منظور كلي، وأظن أن الفلسفة بهذا المعنى يمكن أن تصل إلى شرائح واسعة وهذا جزء من الأهداف التي ترنو إليها نصوص الكتاب".
وأختتم هنا بالإشارة إلى كتاب "عالم صوفي" الذي حظي بانتشار كبير لأنه أصلًا موجه للعموم رغم أنه يتناول القضايا الفلسفية لكنه يحاول أن يجعلها في متناول أكبر قدر ممكن من الناس المهتمين بهذه المسائل.