رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

السفير السويدى بالقاهرة: دور مصر رئيسي في التوصل إلى وقف إطلاق النار بـ«غزة»

السفير السويدى بالقاهرة
السفير السويدى بالقاهرة هوكان إيمسجورد

أكد السفير السويدى بالقاهرة هوكان إيمسجورد، أن العلاقات بين مصر والسويد قوية، خاصة أن مصر أكبر شريك تجارى للسويد فى القارة الإفريقية، كما أن هناك تقليدًا طويلًا من التعاون المشترك فى الأمم المتحدة، فى ملفات بناء السلام ونزع السلاح، مشيرًا إلى أن معظم الشركات السويدية الكبرى راسخة فى السوق المصرية، وعلى رأسها «أسترازينيكا» و«إريكسون» و«إيكيا» و«فولفو» وغيرها، كما يتم حاليًا المشاركة فى تنفيذ عدد من المشروعات المهمة، مثل مشروعات الربط الكهربى بين مصر والسعودية، وإنتاج الحافلات وتركيب المعدات الأمنية بالعاصمة الإدارية.

وأعرب السفير السويدى، خلال حديثه إلى «الدستور»، عن قلق بلاده بشأن الوضع فى قطاع غزة، وعن تأييدها الجهود المبذولة للوصول لوقف فورى لإطلاق النار فى القطاع، مشيرًا إلى أهمية الدور المصرى فى إرساء الهدنة، وإلى تأييد السويد لـ«حل الدولتين»، وتوحيد قطاع غزة والضفة الغربية تحت حكم مشترك للسلطة الفلسطينية، كما كان الوضع قبل عام ٢٠٠٧.

■ بداية.. كيف ترى السويد الوضع فى قطاع غزة؟ وما حجم المساعدات الإنسانية التى قدمتها للفلسطينيين منذ بداية الحرب؟

- السويد قلقة للغاية بشأن الوضع الإنسانى فى قطاع غزة، والسويد مانح رئيسى للعديد من الجهات الإنسانية الفاعلة على الأرض، وقد زادت الحكومة السويدية مساعداتها الإنسانية بنحو ٥٢٠ مليون كرونة سويدية، أى ما يعادل ٤٨ مليون دولار أمريكى منذ ٧ أكتوبر ٢٠٢٣، ويذهب هذا المبلغ إلى الفئات الأكثر ضعفًا، مع التركيز على احتياجات النساء والأطفال.

ويتم تقديم هذا الدعم بالتعاون مع وكالات الأمم المتحدة ومنظمات المجتمع المدنى، وقد كانت السويد خامس أكبر مساهم لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» خلال عام ٢٠٢٣، بإجمالى ٤٨ مليون دولار أمريكى، كما كنا من بين أكبر المساهمين لسنوات عديدة، ونقدم المساعدة من خلال الاتحاد الأوروبى، ومن خلال مساهماتنا الأساسية الكبيرة فى منظومة الأمم المتحدة.

■ كيف تنظرون إلى الدور المصرى فى إدخال المساعدات والتوسط لإرساء الهدنة منذ بداية الحرب؟

- السويد تؤيد المطالبات بوقف إطلاق النار الإنسانى الفورى فى غزة، والجهود التى تبذلها مصر، وكذلك الجهات الدولية والإقليمية الأخرى، مهمة للغاية، ومن الواضح أن مصر لها دور رئيسى، وقد أثبتت فى السابق قدرتها فى هذا الصدد.

■ كيف تنظرون إلى الهجمات الإسرائيلية المستمرة على المرافق الصحية ومقر الأمم المتحدة فى قطاع غزة وحتى فى الضفة الغربية؟

- يجب على جميع أطراف الصراع احترام القانون الدولى الإنسانى، والحكومة السويدية واضحة للغاية بشأن هذا الأمر، وجزء مهم من هذا هو الالتزام بحماية السكان المدنيين، ولا يُسمح بالهجمات المباشرة على المدنيين، وتتمتع المستشفيات ووسائل النقل الطبية بحماية خاصة فى القانون الدولى، ويجب عدم استخدام المدنيين كدروع بشرية، ويجب دائمًا تطبيق مبادئ التمييز بين الأهداف المدنية، والأهداف العسكرية، والتناسب، والحذر.

وقد أعربت السويد والاتحاد الأوروبى عن قلقهما البالغ إزاء التطورات فى الضفة الغربية، بما فى ذلك توسيع المستوطنات غير القانونية، وأيدت السويد قرار الاتحاد الأوروبى بفرض عقوبات على المستوطنين المتطرفين الذين يستخدمون العنف ضد السكان المدنيين.

■ كيف تنظر إلى مستقبل غزة بعد انتهاء الحرب أو ما يعرف بسيناريو «اليوم التالى»؟

- نعتقد أن قطاع غزة والضفة الغربية يجب أن يعاد توحيدهما تحت حكم مشترك للسلطة الفلسطينية، كما كان الحال قبل عام ٢٠٠٧، ولهذا السبب، من المهم تعزيز قدرة السلطة الفلسطينية على تحمل هذه المسئولية.

■ فى رأيك.. كم من الوقت ستستغرق عملية إعادة بناء قطاع غزة بعد الحرب؟

- كما رأينا فى العديد من التقارير، فإن الدمار فى غزة هائل، وسيستغرق الأمر قدرًا هائلًا من الموارد، ووقتًا طويلًا لإعادة البناء، وسيتعين على الأمم المتحدة والمؤسسات المالية الدولية، وكذلك الجهات الفاعلة الدولية والإقليمية الأخرى، المساهمة فى هذا الجهد، وسيكون الاتحاد الأوروبى أحد اللاعبين الأساسيين فى هذا الأمر.

■ ما الحل الأفضل لتحقيق السلام الدائم للشعب الفلسطينى من وجهة نظركم؟

- تدعو السويد إلى «حل الدولتين»، المتفاوض عليه، حيث يمكن لإسرائيل وفلسطين التعايش جنبًا إلى جنب، باعتباره الطريق الوحيد المستدام الطويل الأمد نحو السلام.

ونحن نعمل بنشاط، كعضو فى الاتحاد الأوروبى، لإنشاء عملية ذات مصداقية فى هذا الاتجاه، وينبغى أن يتم ذلك بالتعاون الوثيق مع الأمم المتحدة والجهات الفاعلة الإقليمية وغيرها.

■ بالانتقال إلى العلاقات الثنائية.. كيف تصف العلاقات المصرية السويدية حاليًا؟

- العلاقات بين مصر والسويد قوية، ونحن نعمل معًا بشكل وثيق فى العديد من المحافل الدولية، وفى منظومة الأمم المتحدة لدينا تقليد طويل من التعاون فى مجالات متعددة مثل بناء السلام ونزع السلاح، واليوم لدينا مصلحة مشتركة فى الحفاظ على النظام الدولى القائم على القواعد.

ونحن نتطلع إلى تعزيز التعاون بين بلدينا فى المجالات كافة، بما فى ذلك النظام الدولى، الذى تشكل الأمم المتحدة حجر الزاوية فيه، ولهذا الغرض، نعقد مشاورات منتظمة رفيعة المستوى بين بلدينا.

وفى المجال الاقتصادى، تطورت علاقاتنا كثيرًا على مدى السنوات القليلة الماضية، على الرغم من التحديات التى يواجهها الاقتصاد العالمى، فقد أصبحت مصر الآن أكبر شريك تجارى لنا فى إفريقيا، فمعظم شركاتنا الدولية الكبرى راسخة فى مصر، مثل «أسترازينيكا»، و«إيه بى بى»، و«أطلس كوبكو»، و«إريكسون»، و«إلكترولوكس»، و«إيكيا»، و«إس كيه أف»، و«فولفو»، و«تيترا باك»، و«سكانيا»، و«إليكتا»، و«جيتنج»، وغيرها.

كما أنشأنا مؤخرًا منتدى أعمال ثنائيًا، من أجل توفير منصة لمزيد من الأنشطة وزيادة المشاركة بين الجانبين. وفى إطار منتدى الأعمال، سنرتب زيارات رفيعة المستوى مختلفة بين بلدينا.

وأود أيضًا أن أؤكد أهمية التبادل الثقافى، فقد رتبنا عروضًا موسيقية ومعارض فنية ومسرحًا وأفلامًا وفعاليات أدبية، وغير ذلك الكثير.

وفى هذه الأيام التى نشهد فيها العديد من الصراعات فى أجزاء مختلفة من العالم، ونفكر فى الحروب فى غزة، وفى السودان، وأوكرانيا وأماكن أخرى، أرى أنه من المهم أكثر من أى وقت مضى تعزيز الحوار والتفاهم بين البلدان والأديان والثقافات المختلفة، وسنحاول المساهمة فى هذا بقدر ما نستطيع خلال السنوات المقبلة.

■ ما أبرز المشاريع المشتركة المتوقع تنفيذها فى الفترة المقبلة بين البلدين؟

- فى الوقت الحالى، يتقدم العمل بشكل جيد فى ربط الكهرباء بين مصر والمملكة العربية السعودية، ويتم تطوير وإنتاج التكنولوجيا اللازمة لذلك بواسطة شركة «هيتاشى» فى السويد، ونظرًا للوضع الحالى، سيكون للربط تأثير مهم على سوق الكهرباء فى مصر، ونحن نتطلع إلى إنشاء ربط مستقبلى مع اليونان، وكذلك دول أخرى فى المنطقة.

ومنذ العام الماضى، تنتج «فولفو» الحافلات فى مصر، بالتعاون مع «MCV»، وهذا مثال ممتاز على ما يسمى بالتصدير القريب، لتعزيز الصادرات المصرية إلى أوروبا.

وخلال الخريف المقبل، نخطط لوفد قادم فى قطاع الصحة، وأعتقد أن السويد والشركات السويدية لديها الكثير لتقدمه لدعم الإصلاح الصحى العام الذى ستنفذه مصر على مدى السنوات المقبلة.

وفى الأسبوع الماضى فقط تم توقيع اتفاقية بين شركة «Gunnebo»، وهى شركة تعمل فى قطاع الأمن، والهيئة العربية للتصنيع، لإنتاج وتركيب معدات أمنية فى مصر، بما فى ذلك العاصمة الإدارية الجديدة.