خلال تكريمها بالقومي للمسرح.. سلوى محمد علي قادرة على النفاذ لوجدان الجمهور
بدأت مساء اليوم الجمعة، بالمجلس الأعلي للثقافة، فعاليات لقاء مع الفنانة، سلوى محمد علي، ضمن الندوات المصاحبة للدورة 17 للمهرجان القومي للمسرح المصري، في محور برنامج المكرمين.
وفي شهادته عن الفنانة سلوى محمد علي، قال المخرج المسرحي أحمد إسماعيل: "سلوى محمد علي، فنانة السهل الممتنع، سعيد الحظ من تكون معه الصديقة والأخت العزيزة سلوى محمد علي، مخرجًا كان أو ممثلًا بما ينعم الله عليه من أريحية ودعم واطمئنان في مواجهة تعقيدات العملية المسرحية في واقع ينقصه الكثير.
ذكريات مسرحية
وتابع “إسماعيل”، عملنا سويًا في عرض "حكايات الناس في ثورة 19" للمسرح القومي موسم 2011/2012 وقامت ببطولته وبأكثر من دور رئيسي، راوية وشخصيات أخرى، ولكل دور ملامحه وسماته وبنائه الدرامي، وقد استطاعت تجسيدها جميعا ببساطة مذهلة.
ولنبدأ بسلوى الإنسانة الداعمة لكل عناصر العرض المسرحي، فقد كانت حجرتها بالمسرح هي مقر اجتماع الزملاء، سواء في البروفات أو العروض، وكأنه طقس سحري يتم في الكواليس لتصير حالة من الحماس والتوحد في دائرة كهربائية تمس الجميع؛ لتنتقل من خشبة المسرح إلى صالة الجمهور الذي يصبح داخل هذه الدائرة، ولينصهر الجميع في بوتقة واحدة نعم. ما يفرق بين المسرح وغيره من الوسائط الأخرى، أشياء غير مرئية تتواصل عبر المشاعر والوجدان ويصعب الإمساك بها، ومنها ما يمكن أن نسميه بـ"الحس" وفق المصطلح الفلسفي، أو "الإحساس" وفق المصطلح الدارج، وهي روح عامة تجمع الممثلين على خشبة المسرح في انسجام كامل وجاذب للجمهور نافذًا إلى وجدانه ليصبح هو الآخر جزءًا من الدائرة "الكهرومغناطيسية".
وأضاف “إسماعيل”: عذرًا لهذه الكلمات البعيدة عن المجال محاولة للبحث عن تفسير، لكنها باختصار توضح الدور الجليل الذي تقوم به فنانتنا الكبيرة، ولا أعرف إن كانت واعية به أم هو سلوك أمومي عطوف ومسئول عن أسرة العرض.
فيما أرى أن هذه الخصال في الطبيعة الإنسانية للفنانة سلوى محمد على وثيقة الصلة بطبيعة الموهبة التي حباها الله بها، وهي القدرة الوجدانية الفائقة على النفاذ إلى وجدان الجمهور، هذه السمة المسرحية الأصيلة والنادرة لا يتوصل إليها الممثل بتوجيهات من أحد، والتدريب عليها أمر معقد وشاق، وإن كنت أعتقد أن فنانتنا تبذل مجهودًا شاقًا مع نفسها للوصول إلى هذه القدرة.
ففي العرض المذكور، نحس ونرى وجدان الفنانة وإحساسها اختلف من شخصية إلى أخرى، وقد تم ذلك بسهولة ويسر، ودون أي مبالغة تحدث في مثل هذه الحالة للتفرقة بين شخصية وأخرى واستعراض الممثل لقدراته التمثيلية.
وأكد “إسماعيل” على هذا اليسر والسلاسة فضلًا عن النفاذ إلى وجدان الجمهور بإحساس الشخصية الدرامية، تتداخل فيهم كل العوامل السابقة، وتدفع بعضها البعض وتدعمه لتتجلى أعلى درجات الصدق الفني الذي يجمع ويكثف كل العوامل في مركز واحد لعله الانصهار في الدور كعمل "مقدس" وفق تعبير رائد التدريب المسرحي "جروتوفسكي"، ولكن على الطريقة المصرية المشبعة بجينات المشاعر الإنسانية الممتدة من مصر القديمة.