فورين بوليسى: لجوء إسرائيل لسياسة الاغتيالات محاولة يائسة للردع
اعتبرت مجلة "فورين بوليسي" أن رغبة إسرائيل في التصعيد بسبب ضعف موقفها المحلي والعالمي، حيث إن سياسة الاغتيالات الخطرة محاولة يائسة للردع، والتي كان آخرها اغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خلال وجوده في طهران.
التصعيد يمتد من غزة إلى الشرق الأوسط
وقالت "فورين بوليسي"، في تقرير لها، إن الحرب التي استمرت عشرة أشهر من قبل إسرائيل في قطاع غزة منذ فترة طويلة تخطت جغرافيتها المحلية، ما أدى إلى تصعيد عسكري خطير في جميع أنحاء الشرق الأوسط، حيث وقعت اشتباكات مميتة على الحدود الإسرائيلية اللبنانية، وهجمات الحوثيين في البحر الأحمر وعلى تل أبيب.
وتابعت "فورين بوليسي" أن إسرائيل تصعد الآن الأمور بشكل خطير، ولكن من المؤكد أن هجماتها الأخيرة ليست غير مسبوقة في حد ذاتها، فلدى دولة الاحتلال الإسرائيلي سجل طويل في اغتيال القادة الفلسطينيين وقتل المئات من عناصر حزب الله في لبنان وسوريا. كما أظهرت إسرائيل منذ فترة طويلة قدرات استخباراتية تسمح لها بالتغلغل في عمق إيران.
ولم تؤد جولات التصعيد السابقة على مدى الأشهر العشرة الماضية إلى حرب إقليمية شاملة، ولكن خفض التصعيد والاحتواء في نهاية المطاف ليسا مضمونين أبدًا؛ إن الحسابات العقلانية التي تبنتها أي دولة والتي تؤيد ضبط النفس قد تتغلب عليها فجأة الأحداث على الأرض، مما يؤدي إلى سوء التقدير أو حتى القرارات الاستراتيجية المتعمدة لاستفزاز صراع أوسع نطاقًا.
ووفقًا لـ"فورين بوليسي"، ربما تدفع إسرائيل إلى التصعيد ليس لأنها تشعر بالقوة، ولكن لأنها تشعر بالضعف، حيث إن إسرائيل لا تعتمد في قراراتها على حسابات استراتيجية طويلة الأجل، ومع استعدادها لتحمل مخاطر أعظم وتكاليف أعلى من تكاليف حرب غزة، تسعى إسرائيل إلى تحقيق مزايا تكتيكية عندما تستطيع في محاولة محمومة لاستعادة الردع.
مخاوف إسرائيلية من تبعات طوفان الأقصى
وتابعت "فورين بوليسي" أنه قبل عملية طوفان الأقصى، بلغت ثقة إسرائيل ذروتها، وكانت تعتقد أنها قادرة على ضرب إيران وحلفائها دون عواقب أو تعريض الدعم الذي تتمتع به من الولايات المتحدة للخطر. ثم، بين عشية وضحاها تقريبًا، تحولت هذه الثقة إلى شعور بالضعف العميق.
وبحسب المجلة حطم هجوم حماس الافتراضات الأساسية لدى الإسرائيليين، وهي أن تفوقهم العسكري والتكنولوجي قادر على ردع خصومهم، وأنهم قادرون على العيش بأمان خلف الجدران والحدود المحصنة، وأنهم قادرون على الازدهار اقتصاديًا دون تحقيق تقدم كبير نحو السلام مع الفلسطينيين. والآن، يدرك العديد من أفراد المؤسسة الأمنية أن "إسرائيل ليست قوية إلى هذا الحد".
وقالت المجلة إن العديد من الإسرائيليين الذين يدرسون أو يعملون في مجال الأمن القومي غاضبون من حكومتهم، بسبب إخفاقاتها الأمنية الهائلة في السابع من أكتوبر، كما أنهم غاضبون، لأن القادة الذين فشلوا في الحفاظ على أمن البلاد لم يخضعوا للمساءلة، وبات انعدام الثقة في الحكومة منتشرًا على نطاق واسع.