مسارات التصعيد الإيراني الإسرائيلي.. حرب شاملة في الشرق الأوسط وتراجع للدور الأمريكي
توقعت صحيفة “الجارديان” البريطانية، دخول منطقة الشرق الأوسط حرب شاملة لا هوادة فيها في أعقاب اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران بينما تتجهز إيران للرد على إسرائيل.
اغتيال هنية في طهران يشعل المنطقة
وقالت الجارديان إن اغتيال إسماعيل هنية في طهران أذل قادة وزعماء إيران، وأطاح بآمال وقف إطلاق النار، وترك دول الشرق الأوسط تقترب بلا هوادة من حرب شاملة تدعي جميعها أنها لا تريدها.
وتابعت الجارديان أن الشرق الأوسط بات الآن على شفا الكارثة في الأشهر العصيبة منذ هجمات حماس في أكتوبر الماضي وفي أبريل بعد أن اغتالت إسرائيل كبار قادة الحرس الثوري الإيراني في القنصلية الإيرانية في دمشق، أطلقت إيران مئات الصواريخ والطائرات بدون طيار في أول هجوم مباشر لها على إسرائيل منذ ثورة 1979. وساعد تحالف دولي مؤقت يضم القوات الجوية الأمريكية والبريطانية والفرنسية إسرائيل في اعتراض وتدمير معظم المقذوفات، لكن الأمر كان صعباً للغاية.
وأضافت أن الخطوة التالية التي قد تتخذها إيران قد تكون حاسمة في تحديد ما إذا كان الشرق الأوسط سوف ينزلق إلى الفوضى.
الفوضى تهدد الشرق الأوسط بسبب إسرائيل وإيران
وتشير التقارير في وسائل الإعلام الأمريكية إلى أن البنتاجون يسارع الآن إلى شن عملية متعددة الجنسيات مماثلة، ولكن بعض البلدان قد لا توافق على المشاركة مرة أخرى.
ويعكس هذا التردد الواضح بحسب الجاريدان الغضب العميق تجاه حكومة إسرائيل ورئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، الذي يُنظر إليه على نطاق واسع باعتباره استفزازا وتصعيدا متهورا لقتله هنية، إلى جانب اغتيال أحد كبار قادة حزب الله في بيروت الأسبوع الماضي، فقد حطمت عمليات القتل مرة أخرى الآمال في وقف إطلاق النار في غزة وهو يناسب أغراض نتنياهو الشريرة.
الجارديان: الشرق الأوسط نحو الهاوية
ووفقا للجارديان، هناك تطوران آخران مرتبطان يدفعان الشرق الأوسط نحو الهاوية، الأول هو التصرفات غير المسبوقة والمدمرة للذات التي يقوم بها الائتلاف الحاكم اليميني المتطرف في إسرائيل، والذي يضم يهوداً متعصبين متدينين ومتطرفين قوميين وقبل وقت طويل من بدء الحرب، كان المجتمع الإسرائيلي في حالة من الاضطراب، منقسما بسبب محاولات نتنياهو المتغطرسة للحد من استقلال القضاء وغيرها من الإجراءات الأنانية المناهضة للديمقراطية.
واستمرت السياسات المتطرفة التي ينتهجها وزراء اليمين المتطرف لتعزيز التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية، والضم الإقليمي بحكم الأمر الواقع، والعنف غير المنضبط ضد المستوطنين العرب في الأراضي المحتلة، بالتوازي مع الصراع بلا رحمة في غزة.
وأدى مقتل أكثر من 39 ألف فلسطيني، معظمهم من المدنيين، إلى تنفير المؤيدين التقليديين في الغرب وإثارة غضب العالم الإسلامي، وفي المحاكم الدولية، تُتهم إسرائيل بالإبادة الجماعية وزعماؤها بارتكاب جرائم حرب ومع ذلك، يبدو أن هذا الانحدار المؤسف إلى حالة من النبذ العالمي لا يؤدي إلا إلى حث نتنياهو وحلفاءه على إظهار المزيد من التحدي.
اضطراب العلاقات الأمريكية الإسرائيلية
والتحدى الآخر وفقا الجارديان هو اضطراب العلاقات الأمريكية الإسرائيلية، كان هذا التحدي واضحا في واشنطن الشهر الماضي، حيث ألقى نتنياهو خطابا عدائيا بلا ندم أمام الكونجرس، كما حرص على لقاء المرشح الرئاسي دونالد ترامب، الجمهوري وقد أكد سلوكه العنيد على التطور الثالث الذي يقوض الآن استقرار الشرق الأوسط: تراجع القوة والنفوذ الأميركيين في منطقة كانت تهيمن عليها ذات يوم.
ودخل جو بايدن البيت الأبيض في عام 2021 على أمل إحياء اتفاق مع إيران بشأن برنامجها النووي، لكنه كان عازمًا على تجميد القضية الفلسطينية وتجاوز بؤر التوتر في الشرق الأوسط.
كذلك كانت الصين وروسيا من أهم أولويات بايدن الخارجية، ومع ذلك، حدث العكس تمامًا وأعطى نتنياهو حرية التصرف في غزة وهو خطأ فادح، لم يتم تصحيحه بعد ونتيجة لذلك، انحدرت مكانة الولايات المتحدة الإقليمية، التي تضررت بالفعل بسبب كوارث العراق وأفغانستان وسوريا والصومال وليبيا، بشكل أكبر وفق الصحيفة.
وقالت الجارديان إنه الآن، في ظل الصدمة والاضطرابات التي أحدثتها حرب غزة، والذهول والوقوع في فخ المواجهة بين إيران وإسرائيل، والافتقار إلى الزعامة الأمريكية الفعالة، فإن الشرق الأوسط وأبطاله المدججين بالسلاح يتحركون بلا هوادة نحو الحرب الشاملة التي يزعم الجميع أنهم لا يريدونها.