على حافة الهاوية.. كيف سترد إيران و«حزب الله» على موجة الاغتيالات الإسرائيلية؟
رأت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية أن إسرائيل باتت «على حافة الهاوية»، بعد اغتيال شخصيات بارزة فى حركة «حماس» الفلسطينية، وتنظيم «حزب الله» اللبنانى، خلال اليومين الماضيين؛ ما دفعها إلى رفع مستوى التأهب لـ«ضربات انتقامية مشتركة».
وأوضحت الصحيفة العبرية، فى تقرير على موقعها الإلكترونى، أمس، أنه «بعد اغتيال رئيس المكتب السياسى لحركة حماس إسماعيل هنية، والقيادى البارز فى حزب الله فؤاد شكر، فى العاصمتين الإيرانية واللبنانية، أعلن الجيش الإسرائيلى عن خطط لتعزيز أنظمة الدفاع والاستعداد لانتقام محتمل من إيران أو حزب الله».
وعلى الرغم من هذه الخطط، ظلت إرشادات «قيادة الجبهة الداخلية» دون تغيير، فلم تصدر تحديثات أو قيود، ما يسمح باستمرار الأنشطة المدنية العادية، بما فى ذلك على الحدود ومطار «بن جوريون» ووسط إسرائيل، فى ظل اعتقاد مسئولين أمنيين أن «حزب الله» و«الحرس الثورى» الإيرانى قد يؤخران الرد، للاستعداد بشكل كامل وزيادة القلق العام فى إسرائيل، وفق الصحيفة.
وأضافت: «الجيش الإسرائيلى يستعد لمجموعة من الاستجابات من حزب الله والحرس الثورى الإيرانى، فى أعقاب مقتل هنية وشكر، والأيام الأخيرة شهدت تنسيقًا مكثفًا بين قادة إسرائيليين، ونظرائهم الأمريكيين، وقوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة فى الشرق الأوسط، كجزء من تدابير الاستعداد».
وواصلت: «حدثت بعض عمليات نقل القوات، فى وقت سابق من هذا الأسبوع، لكن عدم وجود قيود عامة يشير إلى أن الجيش الإسرائيلى يتوقع أن تكون أى أهداف فى إسرائيل عسكرية فى المقام الأول، ما يمنح وقتًا كافيًا لنصح الجمهور بالبقاء بالقرب من الملاجئ، أو تجنب التجمعات الكبيرة، إذا لزم الأمر».
وأشارت الصحيفة إلى تقرير أوردته «نيويورك تايمز» الأمريكية، جاء فيه أن إيران لا تنوى استهداف المواقع المدنية، بل تعتزم مهاجمة الأهداف العسكرية، بعدما أمر المرشد الأعلى آية الله على خامنئى بتوجيه رد مباشر على اغتيال إسماعيل هنية.
وأكملت: «طبيعة الانتقام لا تزال غير محددة، وقد يفكر القادة العسكريون الإيرانيون فى شن هجوم بالصواريخ والطائرات دون طيار، على مواقع عسكرية بالقرب من تل أبيب أو حيفا، على غرار ضربات أبريل الماضى».
ووفقًا للصحيفة، يرجح الجيش الإسرائيلى إمكانية أن يؤخر «حزب الله» وإيران ردهما، لتعظيم الجاهزية العملياتية، وزيادة التوتر العام فى إسرائيل، مشيرة إلى أنه فى السابق، استغل «حزب الله» فترات طويلة من التوتر الشديد على طول الحدود الشمالية لممارسة الضغط النفسى.
وأضافت: «مثل هذه الفترة الانتظارية ستكون فى حد ذاتها انتصارًا تكتيكيًا لحزب الله وإيران، إذ ينتشر التوتر والقلق فى جميع أنحاء إسرائيل، وقد تتضمن استجابة إيران وحزب الله هجمات منسقة ومشتركة، بعدما وعد الحرس الثورى بـ(عمل خاص) قد يتطلب وقتًا للتخطيط، وقد يستغرق تنفيذه أسابيع».
وبالنسبة للرد من «حماس»، توقعت الصحيفة العبرية أن يكون مختلفًا عما سبق، لتركز الحركة الفلسطينية على «ضربة كبيرة ومركزة» ضد هدف عسكرى رئيسى فى شمال إسرائيل، مثل قاعدة بحرية أو جوية، إلى جانب وابل صاروخى محدود يهدف إلى إحداث الذعر، بدلًا من الأضرار الواسعة النطاق.
وتابعت: «ومن المرجح أيضًا أن يشكل استطلاع حزب الله الأخير للدفاعات الجوية الإسرائيلية نهجًا للرد المتوقع، الذى ربما يجمع بين أسراب الطائرات دون طيار، والصواريخ التى تستهدف المنشآت العسكرية الحيوية، بهدف إحداث الضرر وخلق تأثير بصرى قوى».