اغتيال إسرائيل لقادة حماس
اغتيل إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، عن عمر يناهز 62 عاما، في طهران، فجر الأربعاء 31 يوليو 2024 مع أحد حراسه الشخصيين، وهو ما أكدته وكالة الأنباء الإيرانية التي قالت إن "هنية قضى وأحد حراسه إثر استهداف مقر إقامته في طهران".
وقالت وكالة الأنباء الإيرانية إن "اغتيال هنية وقع حوالي الثانية صباحا بتوقيت طهران، مشيرة إلى أنه كان يقيم في مقر خاص لقدامى المحاربين التابع للحرس الثوري الإيراني في العاصمة الإيرانية.
وتم استهداف مقر هنية بقذيفة أطلقت من الجو، يتم إجراء المزيد من التحقيقات لمعرفة ملابسات هذه العملية الإرهابية مثل الموقع الذي أطلقت منه القذيفة".
وقالت وكالة أنباء فارس الإيرانية إنه تم استهداف مقر إقامة هنية في منطقة تقع شمالي طهران.
كان هنية في شبابه، ناشطا طلابيا في الجامعة الإسلامية في مدينة غزة، وانضم إلى حماس عندما تأسست خلال الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987، وتعرض هنية للاعتقال والترحيل لفترة وجيزة.
انتُخب هنية رئيسا للمكتب السياسي لحركة حماس في 2017 خلفا لخالد مشعل، وكان يتنقل بين تركيا والعاصمة القطرية الدوحة هربا من قيود السفر المفروضة على قطاع غزة المحاصر.
وكان قد وجه رسالة للقادة العرب بعد فترة وجيزة من شن مقاتلي حماس الهجوم على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023 جاء فيها: نقول لكل الدول بما فيها الأشقاء العرب.. هذا الكيان لا يستطيع أن يحمي نفسه أمام هؤلاء المقاتلين، لا يقدر أن يوفر لكم أمنا ولا حماية، وكل التطبيع والاعتراف بهذا الكيان لا يمكن أن يحسم هذا الصراع".
وكان هنية مطلوبا من المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية بعد إصدار أوامر اعتقال لثلاثة من قادة حماس في مايو الماضي بينهم هنية، إلى جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بتهمة ارتكاب جرائم حرب.
لكن، وعلى الرغم من خطابه الصارم، اعتبره العديد من الدبلوماسيين معتدلا مقارنة بالأعضاء الأكثر تشددا في الحركة الفلسطينية. توعد هنية جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي بأنهم سيجدون أنفسهم "غرقوا في رمال غزة"، لكنه قام هو وسلفه خالد مشعل بجولات مكوكية في المنطقة لإجراء محادثات بغية التوصل لاتفاق بوساطة قطرية مع إسرائيل يفضي إلى وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن مقابل الإفراج عن فلسطينيين محتجزين في السجون الإسرائيلية، فضلا عن إدخال مزيد من المساعدات لغزة.
ومع ذلك يرتبط هنية بعلاقات وثيقة مع شخصيات أكثر تشددا في الحركة والجناح العسكري. وتابع: "إنه الواجهة السياسية والدبلوماسية لحماس".
كما كان هنية أحد تلاميذ الشيخ أحمد ياسين مؤسس حماس، الذي كان أيضا لاجئا مثل عائلة هنية من قرية الجورة القريبة من عسقلان. وفي عام 1994 وقال هنية عن ياسين: كان نموذجا يحتذى به بالنسبة للشباب الفلسطيني وإنه تعلم منه حب الإسلام والتضحية من أجله وعدم الركوع للطغاة والمستبدين.
وبحلول عام 2003، أصبح هنية أحد المساعدين الذين يثق بهم ياسين، والتُقطت صورة له في منزل الشيخ في غزة وهو يحمل هاتفا بجانب أذن مؤسس الحركة الذي كان مصابا بشلل شبه كامل حتى يتمكن من المشاركة في حديث، واغتالت إسرائيل أحمد ياسين عام 2004.
وكان هنية من أوائل المدافعين عن دخول حماس معترك السياسة،وفي عام 1994 قال إن تشكيل حزب سياسي سيمكن حماس من التعامل مع التطورات الناشئة.
ورفض قادة حماس الدخول في ميدان السياسة في البداية، ثم وافقوا عليه لاحقا وأصبح هنية رئيسا للوزراء بعد فوز الحركة في الانتخابات البرلمانية الفلسطينية عام 2006، وذلك بعد عام من انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من غزة، وسيطرت الحركة على غزة عام 2007.
والغريب أن إسرائيل التي استهدفت هنية بصاروخ أصابه بدل دقة، داخل بناية عسكرية في ظهران، تعجز عن اغتيال باقي أعضاء حماس في غزة والذين يقودون حركة الحرب على إسرائيل من داخل القطاع.
كانت إسرائيل قبل اغتيال هنية بنصف نهار، قد قامت باغتيال فؤاد شكر المسئول عن إدارة الجبهة الجنوبية في لبنان من قبل حزب الله اللبناني التابع لإيران. ويعتبر شُكر المعروف باسم الحاج محسن هو "اليد اليمنى للأمين العام لحزب الله حسن نصر الله"، مضيفا أنه قُتل "بناء على معلومات استخباراتية"، وأنه كان ضالعا بشكل مباشر في اختطاف جثامين ثلاثة جنود عام 2000.
وكانت إسرائيل قد اغتالت في سنوات سابقة كلا من: عماد عقل، أبرز قادة حماس في نوفمبر 1993. ويحيي عياش أبرز وأهم القادة العسكريين في كتائب عز الدين القسام، واغتالت صلاح شحاذة، في 2002 مؤسس الذراع العسكرية لحركة حماس قبل تأسيس حماس، وعبدالعزيز الرنتيسي في 2004. وفي 2012 اغتالت أحمد الجعبري الذي تولى مسئولية "دائرة شئون الأسرى والمحررين" وانتخب في المكتب السياسي للحركة لدورتين.