رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بينهم العقاد وطه حسين.. كيف تفاعل المثقفين مع ثورة 23 يوليو؟

ثورة 23 يوليو
ثورة 23 يوليو

تحتفل مصر اليوم بالذكري الثانية والسبعين على قيام ثورة 23 يوليو في مثل هذا اليوم من العام 1952، تلك الثورة التي أعادت مصر لأبناءها، بعد عقود طويلة من حكم الأسرة العلوية التي صادرت خيرات مصر ومواردها لصالحها ومصالحها، بل استعبدت ملايين المصريين طوال فترة حكمها.

هكذا كان موقف العقاد من الثورة

تباينت ردود أفعال المثقفين والكتاب حول ثورة 23 يوليو، ومن بينهم “العقاد” والذي تذهب العديد من الآراء إلي أن موقفه منها كان ملتبسا غامضا، فلا هو بالمؤيد ولا هو بالمعارض. 

ويذكر الكاتب الصحفي د. محمد الباز في مقاله “العقاد وعبد الناصر وجهًا لوجه.. حقائق وأكاذيب بين الكاتب والرئيس” والمنشور بجريدة "حرف" أن الناقد رجاء النقاش، "يذهب إلى أنه عندما قامت ثورة 23 يوليو 1952 سارع العقاد إلى تأييدها، ولكن تأييده لهذه الثورة كان له طابع خاص، فهو من ناحية لم يكتب عن الثورة كثيرًا، بل كانت كتاباته مجموعة محدودة من المقالات كتبها فى السنوات الأولى من الثورة، ثم ابتعد بعدها عن الخوض فى السياسة، واقتصر نشاطه طيلة فترات الثورة من 1952 حتى وفاته سنة 1964 على ثلاثة مجالات. 

موقف أديب نوبل بين النقد والرفض

أما أديب نوبل نجيب محفوظ، وبحسب الكاتب الروائي يوسف القعيد في مقال له بعنوان “نجيب محفوظ وثورة 23 يوليو 1952”: ذكر فيه: "عندما قامت الثورة وأجرت تغييرات سياسية واقتصادية واجتماعية هائلة فى وقتٍ كان قصيرًا بالنسبة لحجم هذه المُنجزات الكُبرى. يذكر لنا التاريخ أن نجيب محفوظ توقف عن الكتابة ليحاول استيعاب المجتمع الجديد الذى قفز إلى الوجود.

وحين استقر الغُبار - كما يُجمع كل النُقَّاد على ذلك، وفى المقدمة منهم الدكتور رشيد العنانى - بدأ محفوظ يفهم المشهد ويُدرك التحولات الرهيبة التى استجدت، وعاد للكتابة وكانت باكورة إنتاجه هى روايته المثيرة للجدل: أولاد حارتنا. والتى تسببت فى محاولة لاغتياله والحمد لله أنها فشلت ولم تنجح. 

طه حسين وثورة 23 يوليو

وفي ندوة عقدت بالأهرام في العام 2002 بمناسبة مرور نصف قرن علي قيام ثورة 23 يوليو 1952، أعدها للنشر الكاتب فتحي عامر، وشارك فيها العديد من الكتاب والمثقفين، من بينهم الكاتب د. مصطفي عبدالغني، والذي ذكر أن: "عندما قامت ثورة يوليو لم يكن هناك أي التباس بينها وبين المثقفين فكل المثقفين ذهبوا الى رئاسة الجمهورية ووقعوا في سجل هناك بالتأييد مثل عبدالرحمن الرافعي وغيره ومن لم يذهب لم يعترض بشكل مباشر، ومن لم يؤيد صمت مثل عباس محمود العقاد وكانت الفترة من عام «1952 ـ 1954» فترة صراع بين السياسيين القدامى وأعضاء في مجلس قيادة الثورة من ناحية وبين النظام الجديد من ناحية أخرى وبعد ذلك تبلور هذا الصراع فبدأنا نسمع مصطلحات معينة كأن يتكلم محمد نجيب عن الديمقراطية أو بالأحرى يعطي لصراعه مع عبدالناصر مسوحا ديمقراطية أو يلبسه ثوبا ديمقراطيا ولم يكن الصراع من أجل الديمقراطية وإنما من أجل السلطة أما أن تذهب السلطة الى محمد نجيب مؤيدا برموز العهد القديم أو الى عبدالناصر. 

وفي نفس الندوة ذكر يوسف القعيد أن: "طه حسين كتب وقال أنا لا أخجل من أن أسميها ثورة لأنها بالفعل ثورة على أوضاع ظالمة وتحمل كل مبررات الثورة، وهذا مثقف كبير تربى في ظل الوضع السابق على ثورة يوليو. 

توفيق الحكيم وثورة 23 يوليو

وعن موقف توفيق الحكيم من ثورة 23 يوليو، أضاف “القعيد” في ندوة الأهرام مشيرا إلي: "حدثت واقعة عام 1955 عندما كان الاختيار بين أديب هو توفيق الحكيم ووزير هو اسماعيل القباني. القباني ترك الوزارة لأول ولآخر مرة لأنه أصر على خروج توفيق الحكيم في التطهير وجمال عبدالناصر قال في هذا الاجتماع الشهير: لا يمكن لأديب كتب «يوميات نائب في الأرياف» في ظل الملك أن أأتي أنا وأمشيه في التطهير حتى لو كان بناء على رغبته فاستقال القباني وترك عبدالناصر الاجتماع وبقي توفيق الحكيم وبقي في دار الكتب معززا مكرما.