رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مصطفى نصر لـ"الدستور": السرقات الأدبية منتشرة فى مصر منذ زمن

مصطفي نصر
مصطفي نصر

يستعد الكاتب الروائي الكبير مصطفى نصر، لإصدار سيرته الذاتية، التي يقدم خلالها رؤى وشهادات حول ما كان شاهدا عليه في مدينة الإسكندرية والحراك الثقافي على مدار أكثر من نصف قرن.  

 

من الموضوعات والقضايا التي يتعرض لها "نصر" قضية السرقات الأدبية، ومنها تلك الشهادة التي خص بها مصطفى نصر "الدستور".

 

مصطفى نصر: أحمد بهاء الدين اكتشف هذه السرقة

فوجئت بالحكم سنتين سجنًا على واحدة سرقت قصيدة من شاعر عراقي، وهذا حكم غير متوقع، فالسرقات الأدبية منتشرة في مصر وقديمة جدًا، فقد رأيت مقالة للأديب محمد جابرغريب عن الكاتب محمود البدوي منشورة في جريدة المساء، وكاتب- انتشر بعد ذلك- شطر المقالة نصفين، وجعل الجزء الثاني في الأول والجزء الأول في الآخر ونشرها باسمه في جريدة المساء أيضًا، ولم يتحرك أحد- وهذا الذي فعل ذلك مع محمد جابر غريب، طلب من حاصلة على رسالة دكتوراه عن الصحفي محمد توفيق دياب ولم تطبعها، فطلب رسالتها للاستعانة بها في دراسة له عن توفيق دياب، مشترك بها مسابقة عنه أقامتها أسرته.. وبالصدفة كان الأستاذ أحمد بهاء الدين محكما في هذه المسابقة، وأيضا مشرفا على رسالة الدكتوراه عنه، فاكتشف أن هذا الصحفي قد نقل الدكتوراه وطبعها في كتاب باسمه نشرته له هيئة الكتاب، فأبلغ بهاء الدين صاحبة الرسالة، فرفعت دعوى وحكم لها القاضي بالتعويض، وحرق نسخ الكتاب الذي صدر باسمه، لكن النسخ لم تحرق واشتريت هذا الكتاب بعد صدور الحكم وما زال معي. 

 

ويمضي مصطفى نصر: والحكايات كثيرة ومتعددة، فشاب خريج معهد السينما قسم سيناريو، نصحه مخرج تليفزيوني معروف بأن الكتابة للتليفزيون عبارة عن نقل مشاهد من السينما الأجنبية، ومشاهد من الأفلام المصرية القديمة.. أو "تنتش" مشهد من قصة ومشهدين من قصة أخرى، إلى أن تكتب فيلما أو مسلسلا، معقبا: "ابقى تعالى قابلني لو استطاع أحد إثبات ذلك".. وكثيرا ما أجد  مشاهد في الأفلام المصرية الجديدة، منقولة من أفلامنا القديمة.

 

وهناك كاتبة قاهرية، رفعت دعوى ضد سيناريست مشهور واتهمته بأخذ قصتها وتحويلها لفيلم سينمائي، لكن القاضي لم يقتنع برأيها ورفض الدعوى، فرفع السيناريست عليها قضية رد شرف فحكم القاضي عليها بمليون جنيه، وقد اختفت هذه الكاتبة ولا أدري أين ذهبت.. وهذا هو الحال، تسرق قصتك ولو اشتكيت ستدفع الثمن الباهظ الذي لا تقدر عليه، فالقاضي سيستعين بخبير، وهو عادة ما يكون متصلا بالسيناريست وعلى زمالة وصداقة معه. وأعرف الكثير سُرقت أعمالهم ويخافون من رفع الدعوى، التي ستؤدي حتما إلى أن يدفع المسروق تعويضا كبيرا للسارق.

ويستدرك مصطفى نصر: لكن هذا الحكم الجديد غريب ومثير، ولا أدري سببه، هل لأن المسروق عراقيًا، يعني القاضي خاف على سمعة مصر فحكم بهذا الحكم المفاجئ. وهل لو رفع مصري أو مصرية دعوى، بأن فلان أو فلانة سرقا أعماله الأدبية، سيحكم لهما القاضي بحكم مماثل؟ ربما.