تين بطعم الكفاح.. محمد خريج تجارة والمهنة بائع تين شوكي متجول (فيديو)
على عربة بسيطة من الخشب، يقف الشاب محمد عبد النبي، بأحد شوارع مدينة قليوب بمحافظة القليوبية وهو خريج حديث من كلية التجارة، ليبيع التين الشوكي بمظهره المتأنق ويرتدي قفازات اليد، يقدم الفاكهة لزبائنه بابتسامة لا تفارق وجهه، يظهر من لغته وأسلوبه في التعامل مع الزبائن أثر تعليمه وأخلاقه الرفيعة ما يجذب الكثير من المارة ويفضلون الشراء منه.
محمد: تخرجت هذا العام وقررت العمل بأي مهنة لتوفير قوت يومي
قال محمد: "تخرجت من الجامعة العام الحالي، تخرجت ولم أتمكن من العثور على فرصة عمل في مجالي بإحدى الشركات، ولم أرغب في تضييع الوقت في الانتظار، فقررت العمل في أي مهنة، حتى لو كانت بسيطة ما يهمني هو أن أتمكن من جلب قوت يومي لأنفق على نفسي وأسرتي دون أن أحتاج إلى أحد.
وأضاف: أنا سعيد جدًا بهذه المهنة ولا أشعر بحرج منها أو أتواري بسببها فقد اعتدت منذ أن كنت طالبًا في المرحلة الثانوية أن أعمل في مجالات مختلفة، خاصة بعد وفاة والدي، اعتمدت على نفسي في الإنفاق على نفسي وعلى أسرتي، ولم أعتد أن أكون عاطلًا، لقد تعلمت الكثير من هذه التجربة القاسية، أهمها الصبر والمثابرة والاعتماد على النفس.
احرص على تقديم الفاكهة بأفضل طريقة للزبائن
وتابع: "أقدم شيئًا ضروريًا للناس، فالتين الشوكي فاكهة غنية بالفيتامينات والمعادن، ولها فوائد صحية عديدة، وبما أني أقدم شيئًا يؤكل ويدخل في جوف الناس، لذا يجب الاهتمام به بشكل كامل ومهم، فأنا أحرص على تقديمها بأفضل طريقة ممكنة، فأرتدي القفازات دائمًا للحفاظ على الفاكهة من التلوث، وأغيرها باستمرار خلال اليوم كما أحرص على غسل أدواتي بالماء بانتظام، وأستخدم عبوات نظيفة لتقديم الفاكهة للزبائن.
وكشف محمد عن سر نجاحه في هذه المهنة: "أتعامل مع الزبائن بطريقة مهذبة ومحترمة، وأسعى دائمًا لتلبية احتياجاتهم، كما أقوم بتقديم الفاكهة لهم بطريقة لطيفة، كما أقدم لهم بعض النصائح حول كيفية تخزينها وتناولها مشيرا إلى التعامل مع الزبائن بلطف واحترام ينعكس في طريقة تعاملهم معي، أصبح لدي علاقات جيدة مع الكثير من الزبائن وهو ما جعلني معروفًا في هذا المكان، ولدي زبائن يقبلون علي يوميًا لشراء التين الشوكي، وتعلمت من هذه التجربة أن النجاح لا يقتصر على الحصول على وظيفة مرموقة، بل يمكن تحقيقه في أي مهنة، ما دام الإنسان يمتلك الإرادة والمثابرة والصدق في العمل."
أنصح الشباب بالعمل حتى يتثنى لهم الفرصة المناسبة
واختتم حديثه بنصيحة وجهها للشباب الذين يعانون من عدم توفر الوظائف التي يرغبون فيها، قال: "أنصح أي شاب في مثل سني أن يعمل في أي شيء مؤقت حتى يتمكن من توفير نفقاته، العمل ليس عيبًا، بل العيب في الجلوس دون عمل وانتظار الفرصة المناسبة، الفرصة ستأتي في وقتها، ولكن يجب على الإنسان أن يكون مستعدًا لها بأن يكون نشيطًا ومجتهدًا.
وأردف قائلًا: "المهم أن يكون الشخص صادقًا في عمله، مهما كان بسيطًا، العمل يعلم الإنسان الصبر والتحمل، ويكسبه مهارات حياتية لا تقدر بثمن ويجب على كل شاب أن يسعى جاهدًا لتحقيق أهدافه، ولكن لا ينتظر الفرصة المثالية لتأتي إليه، بل يصنع هو الفرص.