بعد لقاء السيسى وفدًا سودانيًا.. كيف دعمت مصر الخرطوم منذ بدء الحرب؟
اقتربت حرب السودان في العاصمة الخرطوم من الدخول في عامها الثاني، بعدما انطلقت خلال منتصف أبريل العام 2023، ومنذ ذلك التاريخ وتعتبر مصر إحدى الدول التي دعمت الخرطوم على عدة أصعدة ووقفت بجانبها في الحرب الضارية بإرسال المساعدات أو بمحاولة الوصول إلى اتفاق يرضي أطراف الحرب.
ووقع نزاع مسلح بين القوات المسلحة السودانية التي يقودها عبدالفتاح البرهان وبين قوات الدعم السريع، تحت قيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) في 15 أبريل، ومن وقتها يعاني الأشقاء في السودان من نقص الطعام والتنكيل بهم في ذلك الوضع المحتدم دون إيجاد حلول.
السيسي يلتقي وفدًا من السودان
واتساقًا مع ذلك، عقد الرئيس عبدالفتاح السيسي اجتماعًا في قصر الرئاسة مع ممثلي القوى السياسية السودانية ودول إقليمية ودولية، في محاولة لبحث سبل إنهاء الحرب في السودان، بحضور وزير الخارجية بدر عبدالعاطي، بالإضافة إلى رئيس المخابرات العامة عباس كامل.
وكان شعار اللقاء: «معًا لإنهاء الحرب»، وأكد خلاله الرئيس السيسي على أن بلاده لن تألو جهدًا ولن تدخر أي محاولة، في سبيل رأب الصدع بين مختلف الأطراف السودانية ووقف الحرب وضمان عودة الأمن والاستقرار والحفاظ على مقدرات الشعب السوداني.
وأكد على ضرورة تكاتف المساعي للتوصل لحل سياسي شامل يحقق تطلعات شعب السودان وينهي الأزمة العميقة متعددة الأبعاد التي يعيشها السودان، بما تحمله من تداعيات كارثية على مختلف الأصعدة السياسية والاجتماعية والإنسانية.
ولم يكن ذلك المؤتمر هو الدعم الأول الذي تقدمه مصر للأشقاء في السودان.. وترصد «الدستور» جهود مصر في ملف أزمة السودان خلال الفترة الماضية:
مساعدات إنسانية
فور انطلاق الحرب كانت مصر على رأس الدول التي أرسلت مساعدات غذائية إلى الخرطوم، حيث أرسلت عقب شهر من الحرب سفينة إمداد وإغاثة نحو ميناء بورتسودان، من سفاجا المصرية، شملت مساعدات غذائية وطبية.
وشاركت في تلك القوافل المصرية جمعية الهلال الأحمر الكويتي، وجامعة الدول العربية، وجمعية الهلال المصري، والسفارة السودانية بمصر، وذلك لدفعها إلى المناطق الأكثر احتياجًا بدولة السودان الشقيقة.
مدير إدارة الأمن الغذائي: «تم تدمير سلاسل الإمداد»
وكان السودان ولا يزال في أشد الحاجة إلى المساعدات الإنسانية والغذائية، بحسب عمار حسن، مدير إدارة الأمن الغذائي في وزارة الزراعة بالسودان، إذ يعاني السودان من نقص حاد في سلاسل الإمداد الغذائي، بسبب توقف التصدير والتصنيع واستمرار الاستهلاك.
ويوضح، لـ«الدستور»، أن المصانع الغذائية موجودة في الخرطوم وهي الولاية المتاخمة بشكل مباشر لمناطق الحروب، وتم استهدافها بشكل كبير خلال الفترة الماضية، وتعتبر الشريان المغذي للمحافظة بأكلمها.
مشاورات دبلوماسية
ودخلت مصر على الصعيد الدبلوماسي لتهدئة الحرب بين الطرفين، واستضافت الفريق عبدالفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة السوداني، خلال نهاية أغسطس الماضي، في مدينة العلمين المصرية، وتعتبر أول زيارة رسمية له وقتها منذ اندلاع الحرب.
وأعلن السيسي أن مصر لن تترك السودان، إذ تربطهما على المستويين الرسمي والشعبي أواصر تاريخية وعلاقات ثنائية عميقة، مؤكدًا موقف مصر الثابت والراسخ بالوقوف بجانب السودان، ودعم أمنه واستقراره ووحدة وسلامة أراضيه.
تحركات خارجية
كما قام وزير الخارجية وقتها سامح شكري بتحركات دبلوماسية في محاولة لاحتواء الأزمة، وذلك في إطار ريادة القاهرة ودورها الإقليمي المعهود في القارة السمراء، وتمسكها بمبادرة "إسكات البنادق"، تلك التي تبنتها الدولة المصرية في فبراير عام 2019، لإنهاء النزاعات والحروب بالقارة.
استضافة اللاجئين
كما فتحت مصر أبوابها لاستضافة اللاجئين السودانيين منذ اندلاع الحرب، حيث استضافت أكثر من 70 ألف سوداني من خلال معبري قسطل وأرقين فروا من الحرب الدائرة بالخرطوم، وذلك وفق وزارة الخارجية والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين.