محمد عثمان خليفة: لا يمكن أن يتواجد إبداع حقيقى تحت حكم دينى
كانت مصر في مثل هذا اليوم من العام 2013 علي قلب رجل واحد، يوم ثورة 30 يونيو، التي أعادت إلى المصريين الاطمئنان على بلدهم بعد أن كادت تخطفها طيور الظلام المتمثلة في حكم مكتب الإرشاد ومندوبه محمد مرسي في قصر الاتحادية.
وبالتزامن مع الذكري الـ11 لأشرف أيام مصر في تاريخها الحديث والمعاصر، يوم ثورة 30 يونيو، يحدثنا المترجم محمد عثمان خليفة عن رؤيته وشهادته عن الحكم الديني وما يفعله في الشعوب والبلاد.
أين كنت يوم ثورة 30 يونيو 2013؟
كنت وقتها في دولة الإمارات، وبالطبع تابعت المستجدات قبلها وخلالها وبعدها لحظة بلحظة.
وبشكل عام، ربما شعرت بمزيج من القلق والاهتمام والتضامن والأمل تجاه ما كان يحدث في مصر خلال الثورة، مع الأمل في أن تتجاوز مصر تلك الحقبة وتسير نحو مستقبل مستقر ومزدهر.
هل شاركت فى مسيرات مظاهرات سابقة على ثورة 30 يونيو 2013 أو اعتصام المثقفين؟
كلا، لأنني كنت بالخارج.
هل وقعت على استمارة تمرد؟ وهل شاركت فى جمع التوقيعات عليها؟
كلا، لأنني كنت بالخارج.
حدثنا عن شعورك/ رد فعلك عقب سماع نبأ وصول محمد مرسى لحكم مصر؟
ربما شعرت بالقلق والتوتر عقب سماع النبأ. كانت لديّ مخاوف بشأن مستقبل الدولة والتوجه الذي قد يسلكه حكم الحركات الإسلامية، خاصةً بالنسبة للحقوق والحريات الدينية والمدنية في دولة بحجم مصر. كنت قلقًا بشأن حرية التعبير وحرية المعتقد والتنوع الثقافي والديني في المجتمع، وإمكانية تحول الدولة إلى نظام ذو طابع ديني متشدد، مما قد يؤثر سلبًا على حقوق الأقليات والمجتمع المدني.
كمبدع، ما السيناريو الذي تتخيله لو كان الإخوان استمروا فى حكم مصر؟
إذا كنت أتخيل سيناريو يستمر فيه حكم جماعة الإخوان المسلمين في حكم مصر حتى اليوم، فسوف أستحضر نموذج الحكم القائم في إيران، وكذلك ما كان قائمًا في قطاع غزة تحت سيطرة حماس، وهذه هي أقرب صورة ذهنية للوضع إن استمر.
ما رؤيتك للحكم الدينى الثيوقراطى لأى بلد مقارنة بأى شكل من أشكال الحكم الأخرى؟
أنا لا أؤمن بجدوى أو فعالية أي صورة من صور الحكم بمرجعية دينية، فعندما يكون الدين، بمكانته لدى المواطنين، هو مصدر السلطة ومكمن قوتها، فلا سبيل بعدها لفرض السيطرة إلا القمع.
هل يفرز العيش تحت حكم دينى إبداعا حقيقيا؟
فيما يتعلق بعصرنا هذا، فالإجابة هي كلا، يكفي أن أذكر بنموذج طالبان، أما تاريخيًا، فنجد الحضارة الإسلامية في العصور الوسطى، حيث ازدهرت الفنون والعلوم والفلسفة بشكل كبير.
وفي المقابل، هناك أمثلة أخرى من نفس الحقبة، حيث أدى الحكم الديني الصارم إلى قمع الحريات الفردية وبالتالي تراجع الإبداع.
وبالتالي، يمكن أن يتواجد الإبداع الحقيقي تحت حكم ديني إذا ما توافرت البيئة المناسبة التي تشجع على الحرية الفكرية والتعليم والدعم الثقافي. لكن ليس في عصرنا الحالي، حيث المرجعية متشددة بالأساس.