رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكاتب إيهاب بديوي: 30 يونيو أنقذت مصر من مصير مُظلم

الدكتور إيهاب بديوي
الدكتور إيهاب بديوي

تحتفل مصر هذه الأيام بالذكرى الحادية عشرة لثورة 30 يونيو، وهي الثورة التي أنقذت مصر من سيطرة جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية، كانت هذه الثورة هدفها إنقاذ الهوية المصرية من التشويش والتلاعب الذي كانت تقوم به الجماعة.

 

وقد أظهر المصريون وحدتهم وتضامنهم من خلال النزول بملايين إلى شوارع وميادين مصر من الإسكندرية إلى أسوان، مطالبين بالتخلص من حكم الإخوان والمطالبة برحيل مندوبهم في الحكومة.

 

وفي هذا الصدد يقول الدكتور إيهاب بديوي الكاتب والناقد وعضو اتحاد كتاب مصر: “لن يستطيع أحد الحكم على مدى أهمية ثورة 30 يونيو الشعبية التي تبناها وساندها الجيش الوطني المصري إلا لو كان عاش العشرين عاما السابقة عليها منذ التسعينات بعد أن بدأ المد الإخواني يتمدد داخل مفاصل الدولة حتى تمكن من الوصول إلى مجلس الشعب متخذا الشعارات الدينية وسيلة للسيطرة على عقول الأطفال والشباب”.

ويضيف الدكتور إيهاب بديوي في تصريح خاص لـ"الدستور": “تلك الشعارات التي ثبت عمليا أنها كانت وسائل محترفة للوصول للحكم. والحقيقة أن الاستقطاب الحاد الذي شهدته مصر بعد ثورة يناير العظيمة قد أخرج الجميع من الأماكن الخلفية والشعارات التي كانوا يختفون خلفها وأظهر ما في الأنفس من رغبات مستميتة للوصول إلى السلطة والثروة وإحكام القبضة على كل مقدرات الوطن”. 

ويواصل: “وقد شاهدنا كيف حاول الإخوان الانفراد التام بالسلطة لأنهم القوة الوحيدة المنظمة على الأرض رغم أن أعدادهم المعلنة غير الموثقة لا تتعدى 5% من الشعب المصري إلا أنهم استغلوا ضعف أحزاب المعارضة وعدم قدرتها على الحشد الحقيقي وعدم اقتناع الشعب بوجودهم وتأثيرهم مما أدى في النهاية إلى فوز الإخوان بمقعد الرئاسة أرفع المناصب الإدارية في مصر ومعه بدأوا في تحقيق مخططاتهم القديمة في السيطرة التامة على كل مفاصل الدولة والاتفاق مع قوى خارجية لتحقيق مخططات أخطر وأكبر لا يعلم إلا الله مداها وخطورتها”. 

وعي الشعب المصري

ويكمل: ”لكن الشعب المصري الذي كان واعيا تماما لكل ما يحدث قرر أن يقول كلمته التي شهدت عليها أنا شخصيا في الإسكندرية حين خرجت المسيرات الشعبية من كل أنحاء المدينة كما خرجت في كل شوارع مصر تطالب الجيش بالتدخل لإنقاذ مستقبل الوطن. وقد استجاب الجيش الذي هو في الحقيقة جزء لا يتجزأ من هذا الشعب العظيم وطالب الرئيس ومن معه بضرورة الاستجابة لرغبة الشعب والدعوة إلى انتخابات مبكرة نزولا على رغبة الشعب".

 

واستطرد: “لكن للأسف استند النظام إلى شرعية صندوق الانتخابات ولم ينتبه إلى الشرعية الأهم وهي الشعب نفسه مصدر كل السلطات وقد دفع ثمن الغدر بقوى الثورة المختلفة وإبعادها تماما عن المشهد وهدم كل التحالفات والاتفاقات التي كانت تهدف للوصول إلى مستقبل واعد لمصر”.

 

ويتابع: “والحقيقة أن مصر كلها قد دفعت الثمن غاليا لعدم تحقيق أهداف ثورة يناير الحقيقية وعدم وصول الشباب الثائر إلى السلطة لتحقيق أحلام الشعب في العيش والحرية والعدالة الاجتماعية بمساندة واضحة من جيش مصر الذي أمّن كل المراحل الانتقالية واستعاد الأمن الذي افتقدته مصر بعد ثورة يناير وسط ترحيب شعبي لكل فئات المجتمع”.
 

واستكمل: “هنا قال الجيش المصري العظيم كلمته وقام بعزل الرئيس محمد مرسي ومعه جماعته كلها من المشهد ورتب البيت الداخلي من جديد تولى فيها رئيس المحكمة الدستورية حكم البلاد في فترة انتقالية انتهت بانتخابات تولى فيها الرئيس السيسي مقاليد الحكم في البلاد.. لقد مثلت ثورة 30 يونيو مرحلة فاصلة في تاريخ مصر الحديث وضع فيها خيرة الرجال أرواحهم على أكفهم لاستعادة البلاد من مصير مظلم استجابة لإرادة شعب مصر العظيم”. 

 

ويختتم الدكتور إيهاب بديوي: ”ونحن نرى للأسف التغيرات السلبية الهائلة التي حدثت في الشرق الأوسط خلال السنوات القليلة الماضية وبنظرة محايدة على كل حدود مصر نجدها ملتهبة تعاني فيها من حروب حقيقية دائرة نتمنى أن تنتهي لتستعيد البلاد العربية التي عانت من الحروب الداخلية أمنها واستقرارها ولذلك نوجه كل الشكر والمحبة والامتنان لجيش مصر العظيم على صموده المشهود وقوته التي وقفت سياجا حاميا لأمن واستقرار مصر حتى اليوم ونتمنى من كل قلوبنا أن تتحسن الظروف الاقتصادية الحالية لنمر وكلنا أمل في الوزارة القادمة أن تقود مصر إلى التطور المنشود".