رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"مستقبل الإخوان في مصر".. كتاب قدّم رؤية استشرافية لمستقبل "الإرهابية" في مصر بعد 30 يونيو

كتاب مستقبل الإخوان
كتاب "مستقبل الإخوان في مصر"

صدرت الكثير من المؤلفات بعد ثورة الثلاثين من يونيو والتي قدمت تفنيدًا لضلالات جماعة الإخوان التي اتخذت من حسن البنا وخطابه الدعوي الدعائي الإعلامي من الطراز الأول منهجية لها؛ وهو خطاب رغم كشف عمق الجمود الفكرى والتنظيمي للجماعة، واتسم بالجمود والانغلاق على نفسه وعكس برجماتية "البنا" ونزعته العملية التي تبرر الاستخدام المشروع وغير المشروع للصحافة والدعاية في تحقيق أهداف الدعوة، وهو ما تبنته الجماعة ودفعهم إلى حالة من إنكار الواقع ومقاومته من خلال العنف والإرهاب وشن حرب إعلامية ودعائية تفتقر للدقة والمصداقة بعد خروج الملايين من المصريين في كافة الميادين لإسقاط محمد مرسي وجماعته في 30 يونيو 2013.

ثورة 30 يونيو”.. نظرة أخرى على رفض المصريين لحكم “الإخوان” - المرصد

كتب قدمت رؤية استشرافية لمستقبل الإخوان فى مصر بعد 30 يونيو

هناك القليل من المؤلفات انتبهت لأهمية استشراف مستقبل جماعة الإخوان في مصر بعد سقوطهم في ثورة 30 يونيو؛ اعتمادًا على منهجية علمية قدمت قراءة موضوعية لتلك الجماعة؛ ومن بينها؛ يأتي كتاب "مستقبل الإخوان في مصر" الذى صدر في أبريل 2021 للأكاديمي الإعلامي الدكتور محمد شومان، عميد كلية الإعلام بالجامعة البريطانية بالقاهرة،  ضمن إصدارات سلسلة "اقرأ"  وهي سلسلة ثقافية شهرية تصدرعن دار المعارف؛ وهو من الكتب رغم تصنيفها ضمن الكتب صغيرة القطع؛ إلا أن ما ورد فيه من تفنيد وتفكيك واشتباك علمي مع خطاب الجماعة واعتمادًا على منهجية تحليل الخطاب النقدي، والمنهج التاريخي وفي إطار من التحليل العميق والشامل على مستوى الفكر والممارسة يعد من الكتب بالغة الآثر، خاصة ما تضمنه من تحليل جاء عّبر فصوله الأربعة؛ وتحديدًا ما جاء في الفصل الثالث منه، والذي قدم سيناريوهات استشرف فيها مستقبل تلك الجماعة بعد ثورة 30 يونيو.

د. محمد شومان فى كتاب مهم عن الجماعة الضالة: تفكيك وعزلة تنظيم الإرهاب - بوابة الأهرام

تفكيك خطاب الجماعة من سبعينيات القرن الماضى لأعقاب 30 يونيو 2013

ينتقل الدكتور محمد شومان عبر رقعة شطرنجية من استعراض تطور خطاب تلك الجماعة التاريخي في أعقاب عودتهم في سبعينيات القرن الماضي في الفصل الأول؛ مرورًا إلى اعتماد الجماعة بشكل كبير على الأنشطة الدعائية والإعلامية بعد عودتهم الثانية أو ميلادهم الثاني في منتصف السبعينيات عند سمح الرئيس السادات بعودتهم من الخارج، والتي تمحورت في بداية عودتهم حول مجلة الدعوة والتي جسدت خطاب الإخوان وروجت له من دون أي تجديد حقيقي أو إضافة سوى التوسع في الترويج لفكرة المظلومية التاريخية على الإخوان كجماعة تعرضت لمحن ومطاردات في العصر الملكي ثم في عهد عبد الناصر والسادات وهو ما جاء في الفصل الثاني، مرورًا للفصل الثالث الذي انطلق من تراجع "الحاضنة الشعبية" للجماعة، وحالة انقسام التنظيم إلى شيوخ وشباب، وإلى عناصر داخل مصر، وقيادات وعناصر هاربة تعيش في تركيا وقطر وتتمتع بكثير من الامتيازات، وتنصل كثيرون من عضويتهم في الجماعة أو من شبهة تعاطفهم معا، والذى ظهر بوضوح أثناء الانتخابات الداخلية لاختيار لجنة لإدارة الجماعة فى فبراير 2014، بعد أن غيب السجن أو السفر غالبية أعضاء مكتب الإرشاد ومجلس شورى الجماعة، 

مستقبل الإخوان في مصر بين 4 سيناريوهات 

فى الفصل الثالث من هذا الكتاب؛ وضع مؤلف الكتاب الدكتور محمد شومان أربعة سيناريوهات يتحدد من خلالها مستقبل الإخوان في مصر في أعقاب ثورة 30 من يونيو؛ أولها انقسام الكيان التنظيمي لجماعة الإخوان إلى تنظيمين أو جماعتين متنافستين يتصارعان على مشروعية تمثيل الإخوان، أما السيناريو الثاني هو سيناريو انهيار جماعة الإخوان بشكل فوضوى مما يؤدى إلى اختفاء أى امتداد مؤثر لها على المستويين الدعوى أو السياسي، أما السيناريو الثالث هو سيناريو البقاء والاستمرار الرمزى غير الفعل ويقوم على شرطين الأول قدرة رجال الحرس القديم على حسم الصراعات الداخلية لمصلحتهم، أو تجميدها تحت دعوى أن الجماعة فى محنة جديدة تقتضى الوحدة والالتفاف حول التنظيم، والثاني قدرة الجماعة على التوصل إلى تفاهم من نوع ما ربما بوساطة خارجية يسمح لهم بالعودة إلى العمل داخل مصر، أما السيناريو الرابع وهو سيناريو انقسام وتشظي الجماعة إلي عدد من الجماعات المتصارعة؛ ومن ثم قد تظهر خمس أو ست تنظيمات سرية أو علنية تدّعى الانتساب لها وتتصارع على شرعية تمثيلها.

دور عمال مصر في ثورة 30 يونيو وكيف غيروا موازين القوي لصالح الثورة؟ تقرير يوضح – النقابة العامة للعاملين بالصناعات الغذائية

الفصل الرابع والأخير قدم رؤية لمواجهة أيديولوجيا الإخوان

قدم مؤلف الكتاب في الفصل الرابع والأخير من الكتاب رؤية لمواجهة أيديولوجيا الإخوان، لأنه لا يمكن مواجهة خطابهم وتقليص حضورهم الاجتماعي والسياسي من خلال القوانين والإجراءات الامنية والمحاكمات فقط، وإنما لا بد من التنمية بالمفهوم الشامل والمتكامل والذى يعنى تنمية اقتصادية عادلة، يستفيد من نتائجه أغلبية المواطنين، وتعليم حديث متطور، ونظام ديمقراطي، ونظام صحى، وإعلام تعددي، وثقافة حديثة منفتحة على مختلف ثقافات العالم؛ حسب الكاتب.