رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قائد قوات الدفاع الجوى: نعمل ليلًا ونهارًا سلمًا وحربًا لحماية سماء مصر

قائد قوات الدفاع
قائد قوات الدفاع الجوى، اللواء أركان حرب ياسر الطودى

طمأن قائد قوات الدفاع الجوى، اللواء أركان حرب ياسر الطودى، الشعب المصرى بأن قوات الدفاع الجوى تعمل ليلًا ونهارًا سلمًا وحربًا لحماية سماء مصر، مضيفًا: «قواتنا توفر الحماية لكل ربوع مصر، ونعاهدكم بأن نظل دومًا جنودًا أوفياء حافظين العهد، مضحين بكل غالٍ ونفيس، لنحفظ للأمة هيبتها ولسماء مصر قدسيتها».

وشدد اللواء «الطودى»، بمناسبة العيد الـ٥٤ لقوات الدفاع الجوى، على أن «قيادتنا السياسية، والقيادة العامة للقوات المسلحة، لا تدخر جهدًا فى دعم ومساندة قوات الدفاع الجوى، لضمان التطوير والتحديث المستمر بالأسلحة والمعدات، ومن ثم امتلاك القدرة على مجابهة أى مصادر للخطر على جميع المحاور الاستراتيجية».

ونبه إلى أهمية هذا الدعم لقوات الدفاع الجوى، فى ظل ما يعيشه العالم من «عصر السماوات المفتوحة»، سواء من خلال الأقمار الصناعية، أو أنظمة الاستطلاع الإلكترونية وشبكات المعلومات الدولية، إضافة إلى وجود الأنظمة الحديثة القادرة على التحليل الفورى للمعلومات والبيانات،

■ تحتفل قوات الدفاع الجوى فى ٣٠ يونيو من كل عام بعيد الدفاع الجوى، فما المناسبة التاريخية التى جعلت من هذا اليوم عيدًا لأحد أهم الأسلحة فى القوات المسلحة المصرية؟

- بداية أتوجه بالشكر والتقدير لشهدائنا الأبرار الذين جادوا بأرواحهم ومصابى العمليات والقادة والرواد الأوائل الذين أدوا مهامهم بإخلاص واقتدار، لنحتفل اليوم بالذكرى الرابعة والخمسين لعيد الدفاع الجوى، وهو الذى سيظل خالدًا فى ذاكرة التاريخ.

ففى مثل هذا اليوم عام ١٩٧٠ تمكنت قوات الدفاع الجوى لأول مرة من إسقاط طائرتين للعدو الإسرائيلى من طراز فانتوم، وطائرتين من طراز سكاى هوك، وأسر ٣ طيارين، وتوالى بعد ذلك سقوط الطائرات حتى وصل العدد الإجمالى فى ختام الأسبوع إلى ١٢ طائرة، وهو ما أطلق عليه أسبوع «تساقط الفانتوم».

واتخذت قوات الدفاع الجوى يوم الثلاثين من يونيو عام ١٩٧٠ عيدًا لها، حيث يعتبر ذلك اليوم هو البداية الحقيقية لاسترداد الكرامة، ومنع طائرات العدو من الاقتراب من سماء مصرنا الحبيبة. 

■ يعتبر حائط الصواريخ أحد مفاتيح نصر أكتوبر ٧٣، فما الأهمية الاستراتيجية له، وكيف لعب دورًا محوريًا فى حسم النصر؟

- فى إطار توفير الدفاع الجوى عن التجميعات الرئيسية للتشكيلات التعبوية والقواعد الجوية والمطارات على طول الجبهة غرب القناة، تم التخطيط لإنشاء حائط الصواريخ، هو عبارة عن تجمع قتالى متنوع فى أنساق متتالية داخل مواقع ودشم محصنة من الصواريخ والمدفعية المضادة للطائرات، قادر على صد وتدمير الطائرات المعادية.

ودرس رجال الدفاع الجوى بناء حائط الصواريخ باتباع أحد الخيارين: أولهما: القفز بكتائب حائط الصواريخ دفعة واحدة للأمام، واحتلال مواقع ميدانية متقدمة دون تحصينات وقبول الخسائر المتوقعة لحين إتمام إنشاء التحصينات، وثانيهما: الوصول بكتائب حائط الصواريخ إلى منطقة القناة من خلال وثبات أطلق عليها «أسلوب الزحف البطىء» من خلال إنشاء تحصينات كل نطاق واحتلاله تحت حماية النطاق الخلفى له، وهو ما استقر الرأى عليه.

وجسدت بطولات وتضحيات رجال الدفاع الجوى، ومن خلفهم أبطال المهندسين العسكريين والشركات المدنية ملحمة وطنية رائعة، فى ظل استهداف العدو لهم بسلاح الجو، لضرب التجهيزات الهندسية لكتائب الصواريخ، وكانت ملحمة عطاء لهؤلاء الرجال فى الصبر والتصميم والتحدى.

وجرى تجهيز مواقع النطاق الأول ميدانيًا شرق القاهرة واحتلالها خلال ٣ ليال، وامتدت التغطية لمسافة ٥٠ كم دون أى رد فعل من العدو، ثم بدأت كتائب الصواريخ الوثب على مدى ٦ ليال لاحتلال ثلاثة نطاقات جديدة، حتى مسافة ٣٠ كم غرب القناة، وتلى ذلك الانتقال إلى مواقع متقدمة، ما يحقق توسيع التغطية شرق القناة.

وخلال ٥ أشهر، من أبريل حتى أغسطس عام ١٩٧٠، استطاعت كتائب الصواريخ المضادة للطائرات، منع طائرات العدو من الاقتراب من قناة السويس، ما أجبر العدو على قبول مبادرة «روجرز»، لوقف إطلاق النار، اعتبارًا من صباح ٨ أغسطس ١٩٧٠م.

■ كيف نجح سلاح الدفاع الجوى المصرى فى تحطيم أسطورة سلاح الجو الإسرائيلى «الذراع الطولى» فى حرب أكتوبر ١٩٧٣؟

- الحديث عن حرب أكتوبر لا ينتهى، وسنكتفى بذكر نبذة عن دور قوات الدفاع الجوى فى الحرب. فى ذلك التوقيت وصل العدو إلى كفاءة قتالية عالية وتسليح حديث متطور، تمثل فى شراء طائرات «ميراج» من فرنسا، والتعاقد مع الولايات المتحدة على شراء طائرات «الفانتوم» و«سكاى هوك» حتى وصل عدد الطائرات قبل عام ١٩٧٣ إلى ٦٠٠ طائرة من مختلف الأنواع.

بدأ رجال الدفاع الجوى الإعداد والتجهيز لحرب أكتوبر ١٩٧٣، بالتدريب الواقعى أثناء حرب الاستنزاف ومن خلال حرمان العدو الجوى من استطلاع قواتنا غرب القناة بإسقاط طائرة الاستطلاع الإلكترونى «الاستراتوكروزار» صباح يوم ١٧ سبتمبر ١٩٧١، واستكمال التسليح بأنظمة جديدة من الاتحاد السوفيتى، مثل: ٧٠ كتيبة من كتائب الصواريخ سام «٢» و«٣»، والكوادرات، والصواريخ المحمولة على الكتف، ومدرعات الشيلكا، واستكمال الحقل الرادارى على الارتفاعات المنخفضة بأجهزة رادار جديدة لها القدرة على مقاومة الإعاقة.

كما جرى تطوير فكر الاستخدام ببناء الدفاع الجوى عن التجمعات الرئيسية للقوات والأهداف الحيوية، على أكثر من نسق، وبما يحقق توسيع التغطية شرق القناة وتقليل المسافة ما بين الكتائب، بما يمكن من التغطية المتبادلة وتكثيف الوقاية المباشرة لكتائب الصواريخ وسرايا الرادار.

كما جرى التوسع فى أعمال الكمائن والمناورة المستمرة لمفاجأة العدو الجوى وإصابته بأكبر الخسائر، والتجهيز الهندسى لمواقع الدفاع الجوى لتكون محصنة، مع إنشاء مواقع هيكلية وتنفيذ أعمال الإخفاء للمعدات والمواقع.

وفى اليوم الأول للقتال يوم السادس من أكتوبر١٩٧٣ هاجم العدو القوات المصرية التى تعبر القناة بعدد من الطائرات كرد فعل فورى، وتوالت بعدها الهجمات الجوية بأعداد صغيرة من الطائرات خلال ليلتى ٦ و٧ أكتوبر، وتصدت لها وحدات الصواريخ والمدفعية المضادة للطائرات حتى نجحت فى إسقاط العديد من الطائرات، إضافة إلى إصابة أعداد أخرى وأسر عدد من الطيارين.

وفى صباح يوم ٧ أكتوبر ١٩٧٣ نفذ العدو هجمات جوية على القواعد الجوية والمطارات المتقدمة وكتائب الرادار، ولكنها لم تجن سوى الفشل ومزيد من الخسائر فى الطائرات والطيارين. 

وخلال الثلاثة أيام الأولى من الحرب فقد العدو أكثر من ثلث طائراته، وأكفأ طياريه الذين كان يتباهى بهم، وصدرت الأوامر له بعدم الاقتراب من قناة السويس لمسافة لا تقل عن ١٥ كم، مما جعل موشى ديان يعلن فى رابع أيام القتال عن أنه عاجز عن اختراق شبكة الصواريخ المصرية، وذكر فى أحد الأحاديث التليفزيونية يوم ١٤ أكتوبر ٧٣ أن القوات الجوية الإسرائيلية تخوض معارك ثقيلة بأيامها، ثقيلة بدمائها.

إن ملحمة قوات الدفاع الجوى فى حرب أكتوبر تمثلت فى نجاحها بتوفير التغطية بالصواريخ عن التجمعات الرئيسية للجيوش الميدانية والأهداف الحيوية.

■ فى ظل التطور السريع الذى تشهده أسلحة الهجوم والاستطلاع الجوى، إلى أى مدى تواكب قوات الدفاع الجوى ما يجرى من تطورات وتحديثات سريعة، لحماية سماء مصرنا الغالية؟

- تقوم قوات الدفاع الجوى بتنفيذ مهامها بدعم من القيادة السياسة والقيادة العامة للقوات المسلحة، من خلال عدة محاور أبرزها: التطور النوعى لنظم التسليح من خلال امتلاك منظومات تسليح متنوعة المصادر، قادرة على مجابهة العدائيات المتطورة من خلال خطة مقسمة على مراحل وأسبقيات، مع الحفاظ على الموجودات الحالية من الأسلحة والمعدات، وعلى ضوء ذلك تم تزويد قوات الدفاع الجوى بأحدث أجهزة الرادار المتنوعة، وتسليح نقاط المراقبة الجوية، بالنظر بمستشعرات حديثة، «كهروبصرية/ حرارية»، إضافة إلى أنظمة الصواريخ المضادة للطائرات الحديثة، مع تحديث نظام القيادة والسيطرة الآلية بالأيادى والخبرات المصرية للتأمين السيبرانى، وتطوير العملية التعليمية والتدريبية، لتأهيل وتدريب الفرد المقاتل، ورفع المستوى العلمى والتدريبى لتحقيق المواصفات المنشودة واستيعاب التكنولوجيا المتقدمة المستخدمة فى تصنيع المعدات. وأود أن أشير إلى أننا نعيش عصر السماوات المفتوحة، سواء بالأقمار الصناعية أو أنظمة الاستطلاع الإلكترونية وشبكات المعلومات الدولية، إضافة إلى وجود الأنظمة الحديثة القادرة على التحليل الفورى للمعلومات والبيانات.

ولدينا اليقين فى أن السر لا يكمن فقط فيما نمتلكه من أسلحة ومعدات، ولكن يكمن فى قدرتنا على تطوير فكر استخدام السلاح والمعدة بما يمكنها من تنفيذ مهامها بكفاءة تامة، وتطوير ما لدينا من أنظمة تسليح بسواعد أبنائنا، والارتقاء المستمر بمستوى تأهيل الفرد المقاتل لتحقيق المفاجأة، من خلال الاستعداد القتالى العالى للقوات، كما نؤمن بمبدأ «وما خفى كان أعظم»، سواء كان على مستوى التسليح أو تبنى فكر استخدام غير نمطى وأساليب وتكتيكات مبتكرة.

■ حظر الدول العظمى تكنولوجيا التصنيع المتقدمة أجبرنا لسنين عديدة على استخدام أسلحة تم تدبيرها وفقًا لاشتراطات وأولويات الدول المصنعة، وفوجئنا خلال معرض «إيديكس» ٢٠٢٣، بعدد من الأسلحة والمعدات الحديثة التى ابتكرتها قوات الدفاع الجوى، فكيف استطعتم تحقيق هذا الإنجاز؟

- تولى القيادة السياسية اهتمامًا بالغًا بتوطين التكنولوجيا والاهتمام بالبحث العلمى اعتمادًا على الكوادر الوطنية، وكانت البداية من خلال إنشاء مركز للبحوث الفنية والتطوير بسواعد كوكبة من ضباط الدفاع الجوى المتميزين، الذين جرى تأهيلهم داخل وخارج مصر، وحصلوا على أعلى الدرجات العلمية فى مختلف المجالات، وكانوا حجر الأساس لمنظومة التحديث والتطوير سعيًا لامتلاك تكنولوجيا تصنيع أنظمة دفاع جوى مصرية، من خلال أعمال التطوير والتصنيع المشترك بنسب متفاوتة تصل إلى ١٠٠٪ فى بعض الحالات.

ونجحت قوات الدفاع الجوى بأيدى مقاتليها النابغين فى صناعة: رادار مصرى، ومراكز قيادة وسيطرة، وأنظمة تعارف، وطائرات هدفية، وأنظمة مجابهة للطائرات الموجهة دون طيار، بالتعاون مع المراكز البحثية بالقوات المسلحة والجهات المدنية، وبالاستفادة من القاعدة الصناعية بكل من الهيئة العربية للتصنيع ووزارة الإنتاج الحربى، وتم الوقوف على مدى الصلاحية للاستخدام الفعلى الميدانى بواسطة مقاتلى قوات الدفاع الجوى، كما تضع قوات الدفاع الجوى نصب عينيها دائمًا الحلول غير النمطية للمشكلات الفنية التى تواجهها فى ظل تعقد التكنولوجيا والتطور السريع فى المجال.

■ أظهرت الصراعات الحديثة، ومن أمثلتها الأزمة الروسية الأوكرانية، أهمية الأمن السيبرانى والذكاء الاصطناعى، فإلى أى مدى نجحت قوات الدفاع الجوى فى توفير الأمن السيبرانى لمعداتها ومراكزها وأنظمتها؟

- أتفق معك على أهمية الأمن السيبرانى والذكاء الاصطناعى فى ظل التطور الهائل فى تكنولوجيا المعلومات، وقد اتخذت قوات الدفاع الجوى إجراءات فنية وتكتيكية عديدة لتأمين مراكز القيادة والسيطرة وأنظمة ومعدات الدفاع الجوى والشبكات، ضد حرب المعلومات من خلال الاستفادة من مركز البحوث الفنية والتطوير، والكيانات الفنية بالقوات المسلحة، وبفضل الضباط المختصين فى هذا المجال، علاوة على تأهيل كوادر داخل وخارج الجمهورية، ونشر الوعى السيبرانى بالفرق الحتمية «ضباط/ ضباط صف»، لمجابهة حرب المعلومات، وبالتأكيد لا يمكننا الإفصاح عن كل ما نملك من أسلحة أو دفاعات وقدرات.

■ من الدروس المستفادة لحرب أكتوبر أهمية الارتقاء بالمستوى الفنى للمقاتل القادر على استخدام الأسلحة الحديثة المتطورة تكنولوجيًا، فكيف تتأكد قوات الدفاع الجوى من أن لديها مقاتلين أكفاء قادرين على استخدام جميع الأسلحة بكفاءة عالية؟

- تدرك قيادة قوات الدفاع الجوى أن الثروة الحقيقية تكمن فى الفرد المقاتل، الذى يعتبر الركيزة الأساسية للمنظومة القتالية لقوات الدفاع الجوى؛ لذلك خططنا لتطوير مهارات وقدرات الفرد المقاتل، من خلال ثلاثة مسارات، أولها: إعادة صياغة شخصية الفرد المقاتل، وثانيها: تطوير العملية التعليمية، وثالثها: تطوير العملية التدريبية.

بالنسبة للمسار الأول: كان لزامًا علينا أن نعيد بناء فكر الفرد المقاتل وتشكيل ثقافة الإدراك بشكل تراكمى لتكوين شخصية الفرد المقاتل التى تتميز بحسن الخلق، والتمسك بالقيم، وتتصف بالولاء والانتماء، وحب الوطن والاستعداد للتضحية والفداء، من خلال الاهتمام بالعوامل النفسية، مثل: التوافق النفسى، والصمود النفسى، والأمن النفسى، والروح المعنوية، والانضباط العسكرى.

هذه العوامل جميعها لها تأثير على المقاتل أثناء التدريب أو فى العمليات العسكرية، وتبعث فيه روح القتال وقهر العدو والإيمان بالنصر وتزوده بالقوة والقدرة على التغلب على المصاعب والعقبات.

كما نعمل على غرس وتنمية وترسيخ الفهم الصحيح والفكر المعتدل للأديان السماوية والقيم والمثل الأخلاقية، ما يحقق حماية الفرد المقاتل وتحصينه ضد الحروب النفسية، والأفكار المتطرفة والهدامة، ومجابهة التأثير السلبى لمواقع التواصل الاجتماعى وشبكة المعلومات الدولية.

بالنسبة للمسار الثانى: جرى إعداد خطة شاملة تتماشى مع أساليب التعليم الحديثة لتطوير العملية التعليمية بقوات الدفاع الجوى لجميع عناصرها، مثل الدارس، وهيئة التدريس، والبيئة التعليمية والمناهج والمراجع، والوسائل والفصول التعليمية، وميادين التدريب؛ بهدف الوصول إلى المواصفات المنشودة للفرد المقاتل نفسيًا ومعنويًا وبدنيًا وفنيًا وانضباطيًا، وتطوير الفرق الحتمية المؤهلة للضباط وضباط الصف من خلال انتهاج استراتيجية التعليم التفاعلى باستخدام تطبيقات حديثة.

كذلك تشجيع مشاركة الدارسين وتفاعلهم مع المستوى العلمى وتنمية مهارات التواصل، الإعداد الشخصى لجميع الموضوعات النظرية، واقتصار دور المعلم فى التدريب العملى والتوجيه والتصحيح والتقييم الدقيق لمستوى الأداء، وتحديد أنسب مجالات العمل للدارسين وتأهيل الضباط بالخارج بناءً على متطلبات التسليح، وبما يضمن نقل فكر وأسلوب استخدام معدات وأنظمة الدفاع الجوى الحديثة وتوطين التكنولوجيا الحديثة.

بالنسبة للمسار الثالث: يجرى اتباع سياسة تدريبية تعتمد على الاستفادة من جميع وسائل وطرق التدريب المتطورة، من خلال معسكر تدريب بمركز التدريب التكتيكى لقوات الدفاع الجوى؛ لرفع كفاءة المعدات وتنمية القدرات القتالية للفرد المقاتل، مع التوسع فى استخدام المقلدات الحديثة، وتدريب الأفراد على الرمايات التخصصية فى ظروف مشابهة للعمليات الحقيقية، وإجراء التدريبات المشتركة لاكتساب الخبرات والتعرف على أحدث أساليب تخطيط إدارة العمليات للدول العربية والأجنبية.

■ كل قائد بالقوات المسلحة لديه أحلام يسعى لتحقيقها تضمن قوة وريادة القوات المسلحة، فما هى خططك وأحلامك المستقبلية؟

- فى البداية أود أن أوضح، نحن كرجال عسكريين نعمل طبقًا لخطط وبرامج محددة وأهداف واضحة، ولا مجال للأهواء الشخصية فى إدارة العمل، فهناك منظومة عمل بالقوات المسلحة تسمح لجميع المستويات القيادية بالمشاركة فى صناعة القرارات، ودائمًا تتوافر الفرصة لعرض أفكارنا وأحلامنا للتطوير والتحديث على المستويات الأعلى لإدراجها ضمن الخطط.

وعلى المستوى الشخصى فور تكليفى للعمل كقائد لقوات الدفاع الجوى عرضت على القيادة العامة عددًا من الخطط التى أعدها مختصون، وأولويات تنفيذها، ليتماشى الأداء بقوات الدفاع الجوى مع فكر القيادة العامة للقوات المسلحة وطبيعة المتغيرات السياسية والإقليمية، كان من ضمن الإجراءات اللى تم اتخاذها اعتبار العام الحالى هو عام التدريب وإعمال الفكر ورفع الكفاءة الفنية والقتالية للأسلحة والمعدات. 

■ ما الرسالة التى تود توجيهها للشعب المصرى فى ظل المتغيرات السريعة التى تشهدها المنطقة؟

- أؤكد للشعب المصرى أن قيادتنا السياسية والقيادة العامة للقوات المسلحة لا تدخر جهدًا فى دعم ومساندة قوات الدفاع الجوى لضمان التطوير والتحديث المستمر بالأسلحة والمعدات؛ لامتلاك القدرة على مجابهة أى مصادر للخطر على جميع المحاور الاستراتيجية.

وأود أن أطمئن الشعب المصرى أن قوات الدفاع الجوى تعمل ليلًا ونهارًا سلمًا وحربًا لحماية سماء مصر، وأن قواتنا توفر الحماية لكل ربوع مصر، ونعاهدكم بأن نظل دومًا جنودًا أوفياء حافظين للعهد، مضحين بكل غال ونفيس، لنحفظ للأمة هيبتها ولسماء مصر قدسيتها.

 

 

فى ظل تحول دول العالم إلى التجمع فى تكتلات وتحالفات قوية.. كيف تنظر القوات المسلحة إلى هدف تعزيز علاقاتها الثنائية مع الدول الصديقة والشقيقة؟

- تعزز قوات الدفاع الجوى العلاقات مع نظائرها بالدول الصديقة، من خلال تنفيذ التدريبات المشتركة مع العديد من الدول الشقيقة والصديقة، مثل الولايات المتحدة، من خلال تدريب «النجم الساطع»، وروسيا «سهم الصداقة»، واليونان «ميدوزا»، وباكستان «حماة السماء»، والسعودية «السهم الثاقب»، والأردن «العقبة»، والكويت «سيف العرب». ونخطط لتدريبات مشتركة مع دول أخرى فى المستقبل القريب؛ بما يزيد من الروابط مع الدول الصديقة ويساعد فى تبادل الخبرات والمهارات.

وأيضًا الاشتراك فى المسابقات الدولية مع الدول المتقدمة، مثل روسيا والصين، حيث حصلت قوات الدفاع الجوى على مراكز متقدمة فى هذه المسابقات، من أمثلتها السماء الصافية.

وتبادل الزيارات والمعايشة داخل الوحدات المتماثلة لتبادل الخبرات العملية وتبادل وحضور أنشطة بقوات أو مراقبين لاكتساب وتبادل الخبرات والمهارات والتعرف على أحدث التكتيكات.

وعقد ورش عمل لتبادل الخبرات فى مختلف المجالات وتبادل تأهيل الضباط وضباط الصف بالدورات العامة والتخصصية.