من روائع الادب العالمى
"صور ثلاث".. قراءة في قصة فيرجينيا وولف عن المظاهر
“صور ثلاث”، هي واحدة من القصص البديعة للكاتبة الإنجليزية الشهيرة “فيرجينيا وولف” المولودة فى الخامس والعشرين من يناير عام 1880 والتى رحلت فى الثامن والعشرين من مارس 1941، بعد أن أثرت المكتبة العالمية بالعديد من المؤلفات الهامة، لذا اعتبرها النقاد واحدة من أيقونات الأدب العالمي، كما عدت رائدة لتيار الوعي السردي الذى يعتمد على المونولوج الداخلي.
تفاصيل القصة
فى بداية القصة، تقول فيرجينيا وولف: “من المستحيل على المرء أن يتجنب رؤية الصور، فلو كان أبي حدادا وأبوك كان أحد النبلاء في المملكة فسوف نحتاج حتما أن نكون صورا لبعضنا البعض، لن يكون بوسعنا أن نهرب جماعيا من اطار الصورة عن طريق قول كلمات مألوفة، أنت تراني منحنيا أمام دكان الحدادة ممسكا فى يدى حدوة حصان فتفكر وأنت تمر إلى جوارى يا له من مشهد رائع يستحق التصوير، وأنا حين أراك جالسا بثقة واطمئنان شديدين فى السيارة تقريبا كأنك ذاهب كى تنحنى أمام حشود العامة أفكر يا لها من صورة لإنجلترا العريقة المترفة كلانا مخطئ تماما فى حكمه دون شك لكنه أمر محتوم”.
نلاحظ من كلمات فيرجينيا وولف التي صدّرت بها القصة، أنها أرادت أن تقول إن كل البشر مجرد صور في عيون بعضهم البعض وقليل جدا من يفهم حقيقة الصور، فكلنا ينظر إلى ظاهر الأمور ولا يعرف بواطنها.
وتقسم وولف قصتها إلى ثلاث صور، الأولى تحكي عن البحار الوسيم الوافد إلى مدينتة بعد قدومه من الصين وبصحبته زوجته الجميلة، وكان البحار وزوجته مصدر اهتمام الجميع بل واعجابهم منهم من قال يحبها اكثر من حبها له ومنهم من قال تحبه أكثر من حبها لنفسها ومنهم من قال إنهما سينجبا قريبا. ومنهم من قال هما أسعد زوجين فى المدينة.
في الصورة الثانية تتحدث الكاتبة عن صرخة واحدة دوت فى المدينة لم يعرف أحد مصدرها . أما فى الصورة الثالثة يتبين ان البحار قد مات وأن زوجته هى التى صرخت.
وهنا نقف أمام عدة أمرين أما الأول هو أن فيرجينيا وولف لم توحى بترابط الصور الثلاثة، والأمر الثاني أنها لم تبين كيف مات البحار الشاب، هل قتلته زوجته التي حسدها الناس عليه أم مات موتة طبيعية؟، لقد تركت فيرجينيا وولف النهاية مفتوحة، لكنها أغلقت ملف الصور التى تترائى لنا قريبة من حيث الرؤية لكنها بعيدة جدا من حيث المضمون.