المجاعة تهدد بفناء غزة.. وتحذيرت من كارثة غير مسبوقة
قدر تقرير حديث للأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء، أن قرابة 500 ألف شخص في قطاع غزة يعانون من مستويات وُصفت بـ"الكارثية" من انعدام الأمن الغذائي الحاد، ووجد أن أكثر من نصف العائلات في القطاع اضطر إلى بيع أو مقايضة ملابسه ليتمكن من شراء الطعام.
وجاء في التقرير الصادر عن "التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC)" لبرنامج الغذاء العالمي ومنظمة الأغذية والزراعة، أن خطر المجاعة لا يزال مستمرًا في جميع أنحاء قطاع غزة، حيث إن أكثر من أسرة واحدة من كل خمس أسر "تمضي أيامًا كاملة دون تناول الطعام"، وسط استمرار القصف الإسرائيلي العنيف في الأسابيع الأخيرة، واستمرار القيود المفروضة على دخول المساعدات الإنسانية.
وقال التقرير: إن 96 في المائة من سكان غزة - حوالي 2.15 مليون شخص - يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد عند مستوى "الأزمة" أو أعلى، وفق تحديث التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي.
وأشار التحديث في الوقت نفسه إلى "تحسن طفيف" في وضع الأمن الغذائي في محافظات شمال غزة؛ حيث يخشى حدوث مجاعة محتملة بحلول نهاية شهر مايو.
وقال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة ردًا على نتائج التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي: "يظهر التحسن الفارق الذي يمكن أن تحدثه زيادة الوصول". "لقد ساعدت زيادة توصيل المواد الغذائية إلى الشمال وخدمات التغذية على الحد من أسوأ مستويات الجوع، ما أدى إلى استمرار الوضع اليائس".
لا يوجد مكان آمن في غزة
وأكد التقرير أنه "لم تعد هناك سنتيمترات آمنة" في غزة، حيث لا يزال يتم تجاهل قوانين الحرب على حساب سكان القطاع الممزق والمنظمات الإنسانية.
وفي حديثها للصحفيين في جنيف بعد انتشارها الثاني في غزة، قالت ياسمينة جيردا من مكتب تنسيق المساعدات التابع للأمم المتحدة (أوتشا): إن توصيل المساعدات هناك أصبح "لغزًا يوميًا" مثيرًا للغضب، ما ترك الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية دون المساعدة المنقذة للحياة التي يحتاجون إليها.
وأضافت: "الملاحظة المباشرة على الأرض كل يوم هي أنه لم تبق هناك سنتيمترات آمنة في غزة. لا يوجد مكان يمكنك التواجد فيه والتأكد من أنه لن يكون هناك هجوم عليك في تلك الليلة".
الوضع في النصيرات كارثى
وفي إشارة إلى العملية العسكرية الإسرائيلية التي جرت قبل أسبوعين لإطلاق سراح أربعة محتجزين إسرائيليين في النصيرات وسط غزة، والتي خلفت المئات من الشهداء والجرحى وفقًا للسلطات الصحية المحلية، أصر مسئول الشئون الإنسانية التابع للأمم المتحدة على أن سكان الحي لم يتلقوا مثل هذا التحذير.
وقالوا: "كانوا يحاولون فقط تناول وجبة من كل ما حصلوا عليه في ذلك اليوم عندما بدأ القصف واستمر لمدة ساعتين كاملتين وقذائف الدبابات وطلقات الرصاص، كنا نعمل على بعد بضعة كيلومترات، وكانت جدران المبنى وأبوابه ونوافذه تهتز، لم نكن نعرف ما الذي كان يحدث، اكتشفنا ذلك بعدها".
وبعد الهجوم، وصفت السيدة "جيردا" ذهابها إلى المستشفى الميداني والعثور على أطفال فقدوا أطرافهم "يحدقون في الفراغ، وقد أصيبوا بصدمة شديدة لدرجة أنهم لم يتمكنوا من إصدار صوت أو تمزق. بالنسبة لأولئك الذين نجوا من قصف حيهم بالفرار في الوقت المحدد، فهذه مجرد بداية الكابوس".
وفي أقصى جنوب القطاع الفلسطيني، قال التقرير، إنه يظل توصيل المساعدات الإنسانية إلى هؤلاء الناجين وأكثر من مليون شخص مهجرين من رفح في غضون 10 إلى 14 يومًا أمرًا بالغ الصعوبة، لا سيما أن العملية العسكرية الإسرائيلية أغلقت المعبر الحدودي الرئيسي هناك في أوائل مايو، وفقًا لمكتب تنسيق الشئون الإنسانية.