من غزة إلى السودان| المجاعات تفتك بالأطفال.. وتحذيرات من وفاة الآلاف
أكدت تقديرات دولية أن حوالي 166 مليون شخص في جميع أنحاء العالم يحتاجون إلى إجراءات عاجلة لمكافحة الجوع، خاصة في قطاع غزة والسودان، حيث يواجه أكثر من مليون فلسطيني في القطاع الشكل الأكثر تطرفًا من سوء التغذية الذي وصل لمرحلة "الكارثة أو المجاعة".
وحسب التصنيف الدولي المتكامل لمراحل الأمن الغذائي (IPC)، وهي مقياس عالمي يقيس انعدام الأمن الغذائي يعاني واحد من كل ثلاثة أطفال في شمال غزة سوء التغذية الحاد أو الهزال، وفقا لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، فيما قال إسماعيل الثوابتة، مدير المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، إن سجلاتهم تظهر أن 33 شخصا توفوا بسبب سوء التغذية في غزة، من بينهم 29 طفلا، لكن العدد قد يكون أعلى من ذلك، وفق تقرير لصحيفة "telegraphindia" الهندية.
محنة أطفال غزة من أسوأ الأزمات على مستوى العالم
ووفق الصحيفة تعتبر محنة أطفال غزة من أسوأ الأزمات على مستوى العالم، فقد عانى أكثر من 36 مليون طفل دون سن الخامسة سوء التغذية الحاد في العام الماضي، وكان ما يقرب من 10 ملايين منهم يعانون سوء التغذية الحاد، وفقًا للتقرير العالمي حول الأزمات الغذائية، وهو تحليل تعاوني يرصد انعدام الأمن الغذائي أجرته 16 منظمة دولية.
وقالت الصحيفة إن نقص الغذاء في غزة، يأتي وسط ارتفاع أوسع نطاقا في معدلات الجوع الشديد مع اشتداد الصراعات في جميع أنحاء العالم.
المجاعات تهدد السودان ومالي والكونغو ونيجيريا
كذلك يوجد في دولة جنوب السودان ودولة مالي آلاف الأشخاص الذين يعيشون في مناطق مدرجة على موقع التصنيف الدولي المتكامل لمراحل الأمن الغذائي على أنها تواجه المجاعة وهناك 35 دولة أخرى بما في ذلك السودان ونيجيريا وجمهورية الكونغو الديمقراطية تضم العديد من الأشخاص في الفئة التالية الأكثر حدة للحرمان من الغذاء.
ومن المتوقع أن تقوم اللجنة، وهي مجموعة من وكالات الأمم المتحدة والحكومات الوطنية والمنظمات غير الحكومية، بتحديث تقييمها للوضع في السودان الذي مزقته الحرب في الأسابيع المقبلة فقد ذكرت توقعات أولية نشرتها رويترز في وقت سابق من هذا الشهر أن ما يصل إلى 756 ألف شخص في السودان قد يواجهون نقصا كارثيا في الغذاء بحلول سبتمبر.
وأوضحت الصحيفة أن أزمة الجوع في غزة هي أيضًا نتاج للحرب فقد اجتاح جيش الاحتلال الإسرائيلي القطاع منذ أكتوبر الماضي، ما أسفر عن استشهاد أكثر من 37 ألف فلسطيني وعشرات الآلاف من المفقودين والمصابين.
وأوضح التقرير أنه حتى عندما يبقى الأطفال على قيد الحياة، يقول خبراء التغذية إن الحرمان من الطعام في السنوات الأولى يمكن أن يؤدي إلى ضرر دائم، حيث يتطور دماغ الطفل بأسرع معدل له في أول عامين من حياته.
وقالت أشيما جارج، مستشارة التغذية في اليونيسف لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إنه حتى لو لم يتضور الأطفال جوعا حتى الموت أو يموتوا بسبب المرض بسبب ضعف جهاز المناعة لديهم، فقد يواجه الأطفال تأخيرات في النمو والتطور.
ويوجد في غزة أكبر عدد من الأسر على مستوى العالم التي تمر بأشد مراحل الفقر الغذائي، وفقًا للتصنيف الدولي المتكامل لمراحل الأمن الغذائي، الذي يصنف مستويات الجوع في خمس فئات، أسوأها المجاعة.
ويعيش تسعة من كل 10 أطفال تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر وسنتين في غزة في فقر غذائي حاد لدى الأطفال، وفقا لدراسة أجرتها اليونيسف في أواخر مايو الماضي وهذا يعني أنهم يأكلون من مجموعتين غذائيتين أو أقل يوميا.
وأضافت أن هذا هو الحال منذ ديسمبر 2023، مع تحسن طفيف فقط في أبريل 2024 ما يصل إلى 85% من الأطفال من جميع الأعمار لم يتناولوا الطعام لمدة يوم كامل مرة واحدة على الأقل خلال الأيام الثلاثة التي سبقت إجراء المسح.