ذكرى 30 يونيو.. إنجازات عظيمة على صعيد مكافحة الهجرة غير الشرعية وإغاثة الرعايا فى مناطق النزاع
مبادرات وامتيازات وخدمات ورعاية غير مسبوقة قدمتها الدولة المصرية إلى مواطنيها المقيمين بمختلف بلدان العالم منذ قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية عام 2015 بإعادة حقيبة وزارة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، حيث عملت على التواصل مع أبناء جاليتنا بكل مكان للوقوف على مشاكلهم ومطالبهم بجانب ربطهم بوطنهم الأم وإشراكهم في مسيرة التنمية المستدامة الجارية بالبلاد.
ولعل خير دليل على اهتمام ورعاية الدولة لمواطنيها بالخارج في كل مكان وأيًا كانت الظروف الصعبة التي يتواجدون فيها، توجيه القيادة السياسية بالتواصل مع أبناء مصر المتواجدين في الدول التي شهدت أزمات: من حروب وصراعات وكوارث طبيعية وإغلاق بسبب وباء كورونا؛ لمساعدتهم وإعادة الراغبين منهم إلى أرض الوطن.
وكان آخرها عمل وزارة الهجرة من خلال غرفة عمليات على مدار الساعة، عقب ملاحظة ارتفاع في أعداد الوفيات والمفقودين خلال أدائهم مناسك الحج هذا العام وانقطاع الاتصال بذويهم في مصر، حيث تواصلت الوزارة مع أهل المتوفين والمفقودين بخلاف التنسيق مع الجهات المعنية بالمملكة العربية السعودية ووزارة الخارجية المصرية.
وقد قدمت وزارة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، منذ إنشائها، العديد من المبادرات والحملات من أجل خدمة أبناء مصر في الخارج ومنحهم محفزات ورفع درجة الوعي لديهم وكذلك حبهم وانتمائهم لوطنهم الأم.
وتظل مبادرة "مراكب النجاة" التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي عام 2019 للحد من الهجرة غير النظامية والتوعية بمخاطرها، من أنجح المبادرات؛ فلم تُبحر من سواحل مصر أي مركب غير شرعية منذ العام 2016، وهو ما يحظى بإشادة وتقدير دول العالم، فضلًا عن العمل على رفع درجة الوعي في المحافظات الأكثر تصديرًا للهجرة غير الشرعية وتدريب وتأهيل الشباب الراغب في السفر تعظيمًا لقدراتهم كموارد بشرية مؤهلة للسوق العالمية.
"مبادرة التدريب من أجل التوظيف"
كما حرصت الوزارة على دفع "مبادرة التدريب من أجل التوظيف"، والتي تبنتها كمسار بديل لمكافحة الهجرة غير الشرعية، والتنسيق مع أكثر المؤسسات احترافية لتدريب وتأهيل الشباب، لفتح الباب للفرص الآمنة والعادلة أمام الشباب بدلًا من أن يقعوا فريسة لهذه الظاهرة المميتة، وكذلك إتاحة الفرصة لتسهيل إدماج المصريين العائدين من الخارج في المجتمع المصري من جديد من خلال تقديم المشورة والتدريب والتأهيل النفسي.
ويعد "المركز المصري الألماني للوظائف والهجرة وإعادة الإدماج"، الذي انطلق عام 2020، أيقونة بما يقدمه من خدمات وبرامج مهمة، لمساعدة الشباب المصري الراغب في الهجرة، من فرص توظيف وتدريب وتأهيل مهني ونفسي، وفقًا لاحتياجات ومتطلبات أسواق العمل الأوروبية بشكل عام والألمانية بشكل خاص.
مبادرة سيارات المصريين بالخارج
وفي ضوء وجود نحو 14 مليون مصري مقيم بالخارج، تنظم وزارة الهجرة "مؤتمر المصريين بالخارج" - والذي تنعقد نسخته الخامسة يومي 4 و5 أغسطس المقبل تحت رعاية رئيس الوزراء- إذ يعد ترجمة حقيقية لحرص الحكومة المصرية على الاستماع إلى أبنائها بالخارج وفتح باب الحوار والنقاش معهم.
وقد عملت الوزارة على تنفيذ توصيات النسخ السابقة للمؤتمر والاستجابة لطلبات المصريين في الخارج، وتم إصدار قانون التيسيرات الخاص باستيراد سيارات المصريين بالخارج، والذي كان حلمًا للمصرين منذ عشرين عاما، لتصبح مبادرة سيارات المصريين بالخارج من أنجح المبادرات التي تم إطلاقها، حيث تسمح للمصري المقيم بالخارج أو أي فرد من عائلته فوق سن 16 عامًا ويحمل إقامة بالخارج باستيراد سيارة إلى مصر دون رسوم أو جمارك أو ضرائب.
ويأتي ملف الاستثمار ضمن مجموعة المحفزات التي ركزت عليها الوزارة خلال الفترة الماضية لصالح المصريين بالخارج، وعملت على دعم إنشاء "شركة استثمار المصريين بالخارج" بتوصية عن المؤتمر أيضًا، والتي يديرها رجال الأعمال المصريون بالخارج بأنفسهم دون تدخل من الدولة، وتم تسجيلها بالفعل في الهيئة العامة للإستثمار من خلال عشرة من كبار المستثمرين المصريين في الخارج، وسيتم الترويج لها لانضمام كل أبناء الوطن بالخارج إليها.
وقامت "الهجرة "بالتنسيق مع الوزراء والجهات المعنيين للتشاور حول أنشطة عمل الشركة، وإعداد قائمة بأهم مجالات الاستثمار وطرحها على المستثمرين المصريين بالخارج بما يشمل الترويج للمشروعات القومية والعمل في عدة مجالات جاذبة لهم مثل: التكنولوجيا، والصناعة، والزراعة، والسياحة والإلكترونيات والتجارة والعقارات، والطاقة والتصنيع، وجار العمل على إنشاء صندوق للطوارئ يتبع للشركة المتوقع أن يصل رأسمالها إلى مليار دولار أمريكي.
ولدعم شباب مصر المقيمين حول العالم، تم إطلاق مركز وزارة الهجرة للحوار لشباب الدارسين بالخارج MEDCE (ميدسي) ليكون الأول من نوعه في مصر والمنطقة ويعمل على توفير خدمات وأنشطة متعددة مع الطلاب المصريين الدارسين بالخارج واستدامة التواصل معهم، من خلال منصة تفاعلية كاملة تجمعهم ليكونوا حائط صد قوي ضد محاولات الاستقطاب السياسي والثقافي لشباب الدارسين بالخارج.
ويضم المركز نخبة من الباحثين والطلاب المصريين المتميزين في عدد من الجامعات العالمية في مختلف التخصصات، ويضطلع شباب المركز بدور بناء وفاعل في تعريف المجتمعات التي يعيشون بها بما تمتاز به مصر من مقومات حضارية وسياحية، لا يوجد مثلها في أي دولة حول العالم، فضلًا عن مساندتهم لأبناء مصر بالخارج لا سيما وقت الأزمات؛ إذ قدموا كل المساعدات الممكنة لجاليتنا خاصة عقب زلزال تركيا وأزمة السودان.
وتستمر وزارة الهجرة في تنظيم زيارات الجيلين الثانى والثالث من المصريين بالخارج لمصر؛ لربطهم بوطنهم الأم مصر، وتماشيًا مع رؤية الدولة لدمج شبابها فى عمليات التنمية المستدامة، ولإطلاعهم على مستجدات المشروعات التنموية وطبيعة الأوضاع الداخلية فى مصر وما يواجه البلاد من تحديات خلال المرحلة الراهنة.
وفي إطار التواصل المستمر مع جاليتنا بالخارج، تحرص وزارة الهجرة على مبادرة "ساعة مع الوزيرة"، حيث تتواصل الوزيرة مع أبناء مصر بمختلف دول العالم عبر وسائل الاتصال؛ للاستماع إليهم ومناقشة مقترحاتهم وأفكارهم وأطروحاتهم، والتنسيق مع مختلف وزارات ومؤسسات الدولة المصرية لحل أي مشكلة تواجههم، وربطهم بجذورهم في الجمهورية الجديدة، علاوة على تواجد الوزيرة وعدد من مسئولي الوزارة المختصين على الجروبات الإلكترونية في مختلف وسائل التواصل الاجتماعي؛ للرد على أي استفسارات والنظر في أي تحديات.
ومن ضمن الحملات المهمة التي أطلقتها وزارة الهجرة من أجل جاليتنا حول العالم "حملة "شارك بصوتك" لحث المصريين بالخارج على القيام بدورهم الوطني، والمشاركة في الانتخابات الرئاسية ٢٠٢٣/٢٠٢٤، وكذلك حملة "اعرف حقك واطمن" بالتعاون مع وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية بالمملكة العربية السعودية، حيث استهدفت المصريين المغادرين للعمل والمقيمين بالمملكة؛ لتعريفهم بحقوقهم وواجباتهم، وفقًا لقانون العمل بالسعودية، عبر نشر فيديوهات واضحة بلغة سلسة يفهمها المواطن البسيط.
لماذا نستثمر فى مصر
وتحت عنوان: «خبراء مصر بالخارج يجيبون: لماذا نستثمر في مصر؟»، أطلقت وزارة الهجرة حملة توعوية، للترويج لإنجازات الدولة وتحفيز جهود الاستثمار وتسليط الضوء على ما تتميز به السوق المصرية من عوامل جذب وفرص استثمارية واعدة في مختلف المجالات في ظل عملية التنمية التي تتم، وتوفير بنية تحتية على أعلى مستوى، واستعراض الإجراءات التي اتخذت للتيسير على المستثمرين، ومن بينها إنشاء وحدة، برئاسة رئيس مجلس الوزراء، لحل مشاكل المستثمرين، إذ تتضمن تلك الحملة فيديوهات قصيرة يقدم فيها خبراؤنا المصريون بالخارج عرضًا مختصرًا وشهاداتهم عن مناخ الاستثمار في مصر بعد أن عملت الدولة على تهيئته وتذليل العقبات.
وتعمل الحملة على تشجيع رجال الأعمال والمستثمرين المصريين بالخارج على الاستثمار في وطنهم، عبر استعراض ما قدمته الدولة من تسهيلات حيث تم خفض الكثير من الضرائب وإجراء العديد من التعديلات التشريعية وسن قانون الاستثمار، وكذا إطلاق المجلس الأعلى للاستثمار برئاسة رئيس الجمهورية، لتقديم كافة التيسيرات للمستثمرين في السوق المصرية، وتطبيق الرخصة الذهبية بجميع المجالات.
وعن "إحياء الجذور"، تستمر تلك المبادرة الرئاسية منذ إطلاقها عام 2017 وحتى يومنا هذا، في إقامة جسور التواصل مع الجاليات التي كانت تعيش في مصر بالماضي مثل الجاليات اليونانية والقبرصية والأرمينية، حيث نجحت في ربطهم بمصر وإحياء روح الحب والانتماء للجذور.
وفي مجال التعليم، عملت "الهجرة" مع "التعليم العالي" لإتاحة سنة لتوفيق الأوضاع للأساتذة المصريين بالخارج ممن تجاوزت مدة إجازاتهم السنوات العشر بالخارج، علاوة على استجابة وزير التربية والتعليم لمقترح تنفيذ نظام امتحان فصلين دراسيين لطلاب "أبناؤنا في الخارج"، تلبية لمقترحات أُسرهم.