"كيف أتأكد أن الله قبل حجتى؟".. على جمعة يجيب
قال الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية السابق، إن الحج يكفر جميع الذنوب، فعلى الحاج بعد عودته من أداء المناسك أن يداوم على فعل الطاعات والبر والتقوى وكثرة الأعمال الصالحة والتحلى بمكارم الأخلاق.
وأضاف "جمعة" ردًا على تساؤل “ كيف أتاكد إن كانت حجتي مقبولة أم لا؟”: أن الله كريم بعباده ويقبل الحج، فالحج يغفر جميع الذنوب ولكن الأهم أن الله يقبل الحج فيكون حال الحاج بعد عودته كيوم ولدته أمه، فيجب عليك بعد عودتك أن تداوم على الذكر والدعاء والقرآن والفرائض ومعاملة الناس معاملة حسنة طيبة والكف عن اللغو والكذب والنميمة والابتعاد عن الشرور والآثام وإتقان العمل.
ماذا بعد انتهاء مناسك الحج؟
من جانبها، أكدت دار الإفتاء المصرية أنه يستحب للحاج بعد قضاء النسك وزيارة النبي صلي الله عليه وآله وسلم أن يعجل من العودة الى أهله؛ لقول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إذا قضى أحدكم حجه فليعجل الرحلة إلى أهله فإنه أعظم لأجره» رواه الدارقطني.
وشددت الدار في بيان، أنه ينبغي على الحاج عند عودته من الحج المداومة على الطاعات لأنها مفتاح الخير والنجاة يوم القيامة، وعليه ترك المعاصي لأنها تقسي القلب، وتمحق بركة العمر والرزق، وتفقد صاحبها لذة الطاعة.
ويسن لمن قدم من السفر أن يأتي المسجد ويصلي ركعتين؛ لما روي عن كعب رضي الله عنه: "أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا قدم من سفر ضحى دخل المسجد فصلى ركعتين قبل أن يجلس" أخرجه البخاري في "صحيحه".
وذكر الإمام ابن الحاج المالكي رحمه الله تعالى عدة فوائد من أجلها كان سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يبتدئ بالمسجد إذا قدم من سفره؛ فقال رحمه الله تعالى في "المدخل" (2/ 185، ط. دار التراث): [كان إذا قدم من سفر بدأ بالمسجد فصلى فيه، وذلك لفوائد؛ أحدها: أن يبدأ بزيارة بيت ربه وبالخضوع له فيه بالركوع والسجود، ومنها أن يفضل ما هو منسوب إلى ربه لينبه أمته صلى الله عليه وآله وسلم على تقديم ما هو لله على ما لأنفسهم فيه حظ ما، ومنها أن أصحابه ومعارفه يأخذون حظهم من رؤيته والسلام عليه حين قدومه، فإذا فرغوا، ودخل بيته لم يكن ثم من يحوجه إلى الخروج في الغالب، ومنها ما تقدم ذكره من أن أهله يأخذون الأهبة للقائه، ومنها أن لقاء الأحبة بغتة قد يئول إلى ذهاب النفوس عند اللقاء لقوة ما يتوالى على النفس إذ ذاك من الفرح والسرور] اه.
وقال العلامة ابن الملقن في "التوضيح لشرح الجامع الصحيح" (18/ 356، ط. دار النوادر): [الصلاة عند القدوم -أي من السفر- سنة وفضيلة فيها معنى الحمد لله على السلامة، والتبرك بالصلاة أول ما يبدأ في حضره، ونعم المفتاح هي إلى كل خير، وفيها يناجي العبد ربه، وذلك هدي رسوله وسنته، ولنا فيه أكرم الأسوة، وفيه الابتداء ببيت الله قبل بيته، وخلوته للناس عند قدومه ليسلموا عليه] اه.